كيف كشف رئيس قسم المشتريات في البنتاغون الورطة الحقيقية للولايات المتحدة في مواجهتها مع اليمن؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أقر رئيس قسم المشتريات في البنتاغون، ويليام لابلانت بالتكاليف الباهظة التي تتكبدها الولايات المتحدة من أجل إسقاط طائرة مسيرة يمنية واحدة من تلك التي يتم إطلاقها ضد السفن المحظور عبورها من باب المندب.
وقال لابلانت في تصريحات أدلى بها في مؤتمر استضافه مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في الولايات المتحدة إن “الولايات المتحدة بحاجة إلى طرق أرخص لإسقاط الطائرات بدون طيار”، مضيفاً إن “الجهود الحالية لوقف الطائرات بدون طيار التي يطلقها المسلحون الحوثيون في اليمن تعتمد على صواريخ باهظة الثمن تطلق من مدمرات البحرية أو الطائرات المقاتلة، إن السعر الحالي أصبح باهظ الثمن للغاية”.
وكشف المسؤول الدفاعي الأمريكي عن الرقم الذي تخسره واشنطن من أجل إسقاط طائرة مسيرة واحدة فقط، حيث قال “إن تكلفة إسقاط طائرة واحدة تزيد حالياً عن 100 ألف دولار”.
وقال موقع “التكنولوجيا والتكتيك” الأمريكي والمتخصص بالشؤون العسكرية الأمريكية، قال في تقرير رصده “المساء برس” إن البنتاغون لا يكشف عن جميع أسلحته التي يستخدمها للتصدي للهجمات اليمنية، لكن الصاروخ القياسي الذي يستخدم أكثر من غيره للتصدي للهجمات هو صاروخ أرض جو متوسط المدى يكلف الواحد مليونين و100 ألف دولار.
ويبحث البنتاغون في الوقت الحالي عن بدائل للتصدي للطائرات المسيرة اليمنية التي يتم إطلاقها بكثافة على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والسفن التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية أيضاً، تكون أرخص من تلك التي تستخدمها حالياً البحرية الأمريكية والتي تُكبد البنتاغون خسائر باهظة.
لكن مراقبين عسكريين يؤكدون أن الولايات المتحدة تحتاج إلى سنوات لكي تصبح جاهزة للتعامل مع الهجمات اليمنية من هذا النوع ومن دون أن يكلفها ذلك مبالغ باهظة لإسقاط طائرة مسيرة واحدة.
وحالياً فإن جميع أنظمة الأسلحة الأمريكية المركبة والمستخدمة على متن السفن الحربية هي باهظة الثمن والطلقات التي تحتوي عليها أيضاً باهظة الثمن وكل صاروخ اعتراضي يسمى طلقة.
كما أنه من الصعب على الولايات المتحدة أن ترمي بكل ترسانتها العسكرية البحرية الحالية والتي تبنيها وتطورها على مدى العقود الماضية لتصل إلى ما وصلت إليه من تطور وقوة، وتقوم باستبدالها بمنظومات تكون أرخص ثمناً، إذ سيكون ذلك بمثابة مقبرة جماعية لترسانة الأنظمة التسليحية الأمريكية المستخدمة على متن السفن الحربية والتي تتفاخر بها الولايات المتحدة وجعلتها أكبر قوة بحرية في العالم.
ثم إن الولايات المتحدة لا تريد أن تفقد ما لديها من أسلحة تصنعها وتبيعها بأسعار مرتفعة لمختلف الدول، فجزء من الاقتصاد الأمريكي قائم على مبيعات الأسلحة، وهذا يضع الولايات المتحدة بين خيارات صعبة للغاية، فإما أن تقبل الخسارة وتكبد هذه التكاليف الباهظة لاعتراض أي هجوم، أو إنتاج أسلحة دفاعية أرخص وتكافئ الأنظمة الهجومية الرخيصة التي تنتجها وتطلقها القوات المسلحة اليمنية، وهذا الخيار بقدر ما هو مفيد للولايات المتحدة حالياً بقدر ما هو ضربة على المدى الطويل وخسارة استراتيجية لواشنطن التي ستفقد سوقها في إنتاج السلاح التقليدي الباهظ الثمن لأن عملاءها من المشترين سيعزفون عن شراء السلاح التقليدي الباهظ ويطلبون شراء ما تنتجه أمريكا من أنظمة دفاعية جديدة ورخيصة الثمن، إضافة إلى أن من غير السهل أن تتحول شركات الأسلحة الأمريكية والغربية وفجأة من إنتاج الأسلحة التقليدية الباهظة إلى إنتاج الأسلحة والأنظمة الهجومية أو الدفاعية الرخيصة.