تمرد “لملس”… تخدير الانتقالي للشارع وضغط جديد على السعودية
أصداء – رضوان العمري – المساء برس|
مثل كل مرة يحاول الانتقالي الجنوبي استثمار السخط الشعبي من تردي الوضع الاقتصادي والخدمي في مناطق سيطرة حكومة معين والمجلس الرئاسي الموالي للتحالف، وتوجيهه ضد أشخاص بحد ذاتهم “معين والعليمي”، بدلاً من توجيهه تجاه الحكومة والرئاسي بشكل كامل والذي يعتبر الانتقالي جزء لايتجزء منهما.
هذه المرة بدا الشارع في المحافظات الجنوبية وكأنه قد فهم لعبة الانتقالي وبدأ بتوجيه الاتهام للكل بمن فيهم الانتقالي، حتى أن ناشطين بارزين تابعين للانتقالي دعوه إلى اتخاذ خطوات فعلية وجادّة لوضع حد للانهيار الاقتصادي والخدماتي، متهمينه بالتواطؤ مع الفاسدين، وهذا ماوضع الانتقالي في زاوية ضيقة يصعب الخروج منها.
ولتخدير الشارع وإعادة سيل السخط ضد “العليمي ومعين” اتخذ الانتقالي خطوة جديدة عبر محافظ عدن أحمد لملس الموالي له، بإعلانه اليوم إيقاف توريد عائدات المحافظة إلى البنك المركزي، وهذا ماأدى إلى تخفيف النقد ضد الانتقالي وتحويل الهجمة من جديد ضد معين والعليمي، وباعتقادي إن خطوة مثل هذه لايمكن أن يتجرأ الانتقالي لتنفيذها فعلياً، لأنه ببساطة لايمتلك القرار وهو مثل شركائه أداة لتنفذ أجندات الخارج، وإلا لماذا لايعلن الإدارة الذاتية للمحافظات التي تحت سيطرته ويصادر الشقتين الممنوحة للعليمي ومعين في قصر المعاشيق ؟!
وفي الحقيقة الانتقالي هو أكبر المستفيدين من بقاء حكومة معين ومجلس العليمي، لأنه يستثمر فشلهما في تعزيز نفوذه جنوباً، ويرمي إلى سلتيهم كل كرات الفشل، ومغادرتهما يعني مواجهته للشارع وجهاً لوجه،
وقيادات الانتقالي نفسها تعرف تماماً إن الأمور ستكون أسوأ من كل النواحي إذا ما استلموا زمام الأمور، وبالتالي فإن الوضع الحالي مناسب لهم تماماً.
أما في حالة كان الأمر صحيحاً فيما يخص إيقاف توريد عائدات محافظة عدن إلى البنك المركزي وهي عائدات ضخمة جداً تتجمع من الضرائب والجمارك التي تأتي عبر ميناء عدن الذي يعد من أبرز الموانئ اليمنية، وهذا سيشكل ضغطاً إضافياً على البنك المركزي وعلى سعر صرف العملة المنهارة إلى جانب توقف تصدير النفط وضعف الإيرادات، وبالتالي تسريع عجلة الإفلاس من قبل حكومة معين ومجلس العليمي، وسيكون الإجراء الذي اتخذه “لملس” القشة التي ستقصم ظهر الحكومة والرئاسي وستؤول الأمور إلى مزيد من الفرضى والانهيار.
ويأتي الغرض الأكبر من خطوة الانتقالي هذه، كنوع من الرد على السعودية التي تملك غالبية خيوط اللعبة في المحافظات الجنوبية، إذ أنها بصمتها على الانهيار الاقتصادي تريد إحراق الانتقالي وتشويهه باعتباره شريك أساسي في الحكومة والرئاسي، ولكن الانتقالي اتخذ خطوة لملس لإرسال رسالة للسعودية بأنه قادر على إرباك المشهد وإبعاد السخط الشعبي من دائرته.