صنعاء تلوّح بإعادة تفعيل ورقة قد تؤذي النفط السعودي
خاص – المساء برس|
في تهديد واضح بعودة تفعيل صنعاء لورقة النفط السعودي التي أجبرت التحالف العسكري ضد اليمن على القبول بشروط صنعاء المتعلقة بالملفات الإنسانية في حدها الأدنى مقابل المضي في هدنة عسكرية تم بموجبها وقف إطلاق النار بين الجانبين اليمني والسعودي، قال وزير النقل اليمني في حكومة صنعاء، عبدالوهاب يحيى الدرة إن ما حققته الهدنة في اليمن هو فقط توفير وضع آمن للسعودية لتصدير نفطها.
وقال الدرة في كلمة له اليوم خلال اجتماع موسع بقيادات وزارة النقل، إن تمديد فترة جديدة للهدنة الإنسانية بدون تنفيذ ما تضمنته الفترتان السابقتان وتوسيع بنودها لتشمل قضايا هامة وحيوية، هو أمر غير مجدي لأبناء الشعب اليمني عامة والمرضى والمسافرين خاصة.
الدرة طالب بإعادة النظر في بنود الهدنة وتوسيعها لرفع معاناة أبناء الشعب اليمني وصرف المرتبات وتبادل إطلاق الأسرى.
ويأتي تصريح الدرة بعد يوم من تصريحات لعضو مجلس الرئاسة (المجلس السياسي الأعلى) محمد علي الحوثي، والذي قال في كلمته التي ألقاها أمام حشد من عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء بمناسبة ذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام، بأن تمديد الهدنة حالياً لا يزال قيد الدراسة والمراجعة لدى القيادة السياسية.
وكانت تصريحات الحوثي هي الأخرى قد أتت في أعقاب إصدار المجلس السياسي الأعلى بياناً أكد فيه المجلس أن تجربة الهدنة في فترتيها الأولى والثانية كانت صادمة وأكد المجلس عدم تكرار هذه التجربة، في مؤشر على عزم صنعاء على رفض أي تمديد جديد للهدنة في حال استمر الوضع على حاله، حيث لم يلتزم التحالف بتنفيذ ما ورد فيها من بنود بالحرف الواحد ومن ذلك عدم السماح لرحلات الطيران المدنية من مطار صنعاء إلى القاهرة كما نصت عليه بنود الهدنة بالإضافة إلى عدم توسيع التحالف لبنود الهدنة بحسب ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات مسقط في مارس الماضي.
أبرز الاختلالات التي شابت فترتي الهدنة
موقف صنعاء المستاء من تجربة الهدنة، نابع – وفق ما يقوله مراقبون – من تلاعب التحالف بها وتعمده السخرية والاستخفاف بالجانب اليمني.
فالهدنة نصت على تسيير رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء واحدة إلى الأردن والثانية إلى القاهرة، بدءاً من الأسبوع الأول من إعلان بدء سريان الهدنة بدأت في الثاني من أبريل الماضي، ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر ونصف إلا أن التحالف لم يسمح سوى بتسيير رحلة واحدة فقط إلى القاهرة فيما ألغى العديد من الرحلات من مطار صنعاء إلى الأردن.
كما تضمنت الهدنة أيضاً نصوصاً تلزم الطرفين (صنعاء والتحالف) على البدء بمناقشات ومفاوضات فتح الطرق بين المدن، غير أن الطرف التابع للتحالف تمسك فقط بفتح طريق وحيد بين صنعاء وتعز من دون القبول بأي إجراءات أمنية وعسكرية تضمن عدم استغلاله لهذه الطريق للتصعيد عسكرياً في وقت لاحق في مقابل رفضه مبادرات تقدمت بها صنعاء لفتح طرق رئيسية أخرى بين صنعاء وتعز، كما رفض الطرف التابع للتحالف النقاش حول فتح الطرق بين صنعاء ومدن أخرى مثل صنعاء عدن وصننعاء مأرب والضالع والبيضاء وحضرموت والجوف.
بالإضافة إلى ذلك فقد تم الاتفاق على أن تكون الهدنة منطلقاً للحل الشامل والدائم في اليمن ووقف الحرب نهائياً ورفع الحصار المفروض من قبل التحالف السعودي، وهو ما يتطلب أن يتعاطى التحالف مع الهدنة على هذا الأساس ومن ذلك، توسيع بنود الهدنة وتضمين بنود جديدة للهدنة مع أول تمديد لها غير أن ما حدث كان هروب التحالف من الجلوس للاتفاق على أي بنود أخرى لضمها للهدنة المعلنة الأمر الذي يعني أن التحالف ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية يهدفون لتثبيت الهدنة فقط على هذا الوضع من دون توسيعها وإبقاء الوضع في اليمن مجمداً فلا هو في حالة ولا هو في حالة سلم، وهو ما يعني أن لواشنطن التي وقفت خلف فرض الهدنة بين صنعاء والتحالف حسابات أخرى بعيدة عن ما ترفعه الإدارة الأمريكية من شعارات إنسانية بشأن اليمن، هذه الحسابات وفق سياسيين في صنعاء تتعلق بالحرب في أوكرانيا بين روسيا والغرب وأزمة الطاقة وأسعارها المرتفعة بفعل الحرب فواشنطن أرادت من الهدنة فقط ضمان عدم استهداف صنعاء للمنشآت النفطية السعودية التي تغذي آلة الحرب على اليمن لأن أي استهداف للنفط السعودي سيزيد من ارتفاع النفط الخام وهو ما ينعكس إيجاباً على روسيا التي ستستفيد من عائدات مبيعات النفط الخام والغاز لتعويض خسائرها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات التي فرضتها واشنطن والدول الأوروبية.