ضغوط بريطانية متصاعدة للاعتراف بفلسطين قبيل مؤتمر أممي حاسم في نيويورك

تشهد الحكومة البريطانية ضغوطاً متزايدة من نواب حزب العمال والمعارضة، لحثّ لندن على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية في نيويورك بين 17 و20 يونيو المقبل، وفقاً لما نقلته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وينظر إلى المؤتمر على أنه فرصة دبلوماسية نادرة لدول كالمملكة المتحدة وفرنسا – اللتين لم تعترفا بعد بفلسطين – لاتخاذ خطوة قد تعيد رسم ملامح المسار السياسي الدولي تجاه القضية الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإن المطالبات تتصاعد لقيادة حزب العمال الحالي، بقيادة كير ستارمر، لإظهار “موقف أخلاقي” واغتنام “الفرصة التاريخية” لإعلان الاعتراف.

وقد عبّر 69 نائباً و6 من أعضاء مجلس اللوردات في رسالة مشتركة عن دعمهم للاعتراف، مؤكدين أنه “يعزّز فرص السلام” ويُعبّر عن “قيادة مبدئية” في وقتٍ بالغ الحساسية إقليمياً ودولياً.

وقال اللورد ألف دوبس، النائب العمالي المخضرم، إن الاعتراف بدولة فلسطين حتى لو كان رمزياً “يمنح الفلسطينيين الاحترام الذاتي الذي حُرموا منه”، ويُقوّي موقفهم في أي مفاوضات مقبلة.

أما الوزير السابق بيتر هاين، فشدد على أن تأجيل الاعتراف إلى ما بعد مفاوضات السلام “يسمح باستمرار الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي”، داعياً إلى جعل الاعتراف “محفّزاً وليس نتيجة” للعملية السياسية.

وانضم إلى هذه الدعوات النائب السابق أليكس بالينجر، عضو لجنة الشؤون الخارجية، قائلاً: “لا يمكننا الحديث عن حلّ الدولتين فيما نعيق أي خطوة حقيقية في اتجاهه”.

وفي السياق ذاته، شدد أفضل خان، الوزير السابق في حكومة الظل والناشط في حقوق الفلسطينيين، على أن “الاعتراف سيكون خطوة أولى لإنهاء التوسّعات الاستيطانية والحصار، وفتح المسارات الدبلوماسية والإنسانية لتحقيق العدالة”، محذّراً من أن المملكة المتحدة قد تُتَّهم بـ”التقاعس”، خاصة وأن 147 دولة في العالم اعترفت حتى الآن بفلسطين.

وقد زادت احتمالات قيام بريطانيا بخطوة رسمية بعد التصريح الأخير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعرب الشهر الماضي عن استعداد بلاده للاعتراف بفلسطين ضمن إطار دولي متفق عليه.

وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أمام البرلمان، أن مشاورات تجرى مع الجانب الفرنسي حول هذا الملف، مشيراً إلى أن الاعتراف يجب أن يكون “فعّالاً لا شكلياً”.

ويشارك في التحضير لمؤتمر نيويورك ثماني فرق عمل تغطي مختلف القضايا المرتبطة بحلّ الدولتين، وقد طلب من الدول الأعضاء تقديم التزامات عملية لدعم التسوية السلمية، وفقاً لوثيقة المؤتمر التحضيرية التي حصلت عليها الغارديان.

ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك التوسّع الاستيطاني، والعنف ضد المدنيين، وتهجير السكان، ما يفاقم الضغط على الدول الغربية لاتخاذ مواقف أكثر وضوحاً تجاه الحل السياسي

قد يعجبك ايضا