قرار أردوغان.. هل يشمل أيضاً الترانزيت والجسر البحري التركي لإسرائيل بعد الحصار اليمني؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أعلنته حكومته بقطع علاقات تركيا التجارية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي أمس الأول مع اقتراب توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، جدلاً في الشارع العربي والتركي أيضاً.
حيث يأتي القرار متأخراً من وجهة نظر معظم المراقبين، كونه جاء بمثابة رفع الحرج عن تركيا ولركوب موجة المقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة، كون التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ظل مستمراً وبوتيرة عالية على مدى السبعة الأشهر الماضية من عمر الحرب العدوانية والإبادة الجماعية ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني من قبل جيش الكيان الإسرائيلي.
وقال نشطاء عرب في مواقع التواصل الاجتماعي إن تركيا ظلت المتنفس والشريان الرئيسي بعد الإمدادات الغربية لكيان الاحتلال الإسرائيلي طوال فترة الحرب وأن تركيا كانت شريكة في قتل أبناء غزة من خلال التجارة المتبادلة بين أنقرة وتل أبيب من نقل للنفط والمشتقات والأغذية والسلع الاستهلاكية الرئيسية والإمدادات اليومية الأساسية والتي ساهمت في تشغيل آلة الحرب والقتل الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة طوال السبعة الأشهر الماضية.
وأضاف النشطاء أنه وعندما شعر أردوغان باقتراب وقف الحرب على قطاع غزة سارع إلى هذه الخطوة لتبييض صفحته، مشيرين إنه لم يكن يجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة بداية الحرب على قطاع غزة وأن قرار قطع العلاقات التجارية حالياً لن يكون مؤثراً لأنه وبمجرد التوقيع على وقف إطلاق النار وبدء سريانه ستعود تركيا لاستئناف تبادلها التجاري مع كيان الاحتلال أي أن قطع العلاقات التجارية لن يستمر سوى لأيام قليلة وقليلة جداً.
في سياق متصل كشف الصحفي اليمني، زكريا الشرعبي، عن أن تركيا ظلت الترانزيت الرئيسي والجسر البحري لكيان الاحتلال الإسرائيلي بعد قرار اليمن فرض حصار بحري على الكيان عبر منع مرور السفن الإسرائيلية أو الذاهبة أو القادمة من الموانئ الإسرائيلية من العبور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وكشف الشرعبي في منشور على حسابه بمنصة إكس، إن تركيا وإسرائيل تحايلتا على الحصار اليمني من البحر الأحمر من خلال توجيه السفن الذاهبة إلى إسرائيل لتغيير بيانات مسار شحنها ليصبح مسارها إلى الموانئ التركية وبهذه الطريقة لا تخضع لقرار الحظر الذي فرضته اليمن وتستطيع العبور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبمجرد نقل البضائع الإسرائيلية في الموانئ التركية يتم إعادة شحن هذه البضائع مرة أخرى على متن مجموعة من السفن التي ظلت متمركزة في تركيا والتي عملت كناقل للبضائع التي تستوردها إسرائيل من كل مكان وتصل إلى تركيا ونقلها من الموانئ التركية إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط.
وأشار الشرعبي إلى أن بعض السفن ظلت تتردد ما بين الموانئ الإسرائيلية والموانئ التركية ذهاباً وإياباً لعشرات المرات دون أن تغادر هذه السفن المنطقة أو تتجه وهو ما يعني أنها كنت تعمل كناقل بين الموانئ التركية والإسرائيلية الأمر الذي يكشف أن تركيا كانت الترانزيت المنقذ لإسرائيل للهروب من العقوبات اليمنية.
وفي هذا الصدد يتساءل مراقبون عما إذا كانت قرارات تركيا الأخيرة والمتأخرة جداً بشأن قطع التبادل التجاري مع إسرائيل حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة، سيشمل قطع الترانزيت والجسر البحري أيضاً والذي أنقذت تركيا من خلاله كيان الاحتلال الإسرائيلي، أم أن هذا الجسر لا يشمل القرار، وهل يعلم الشعب التركي أيضاً أنه وبينما تكفلت السعودية والإمارات والأردن بمد جسر بري لكيان الاحتلال لتجاوز الحصار البحري اليمني، تكفلت حكومة أردوغان بالجسر البحري للكيان، هل يعلم الشعب التركي بهذا أم لا؟.