“إسرائيل” تكذّب وزير الدفاع الأمريكي بشأن مزاعمه “قدرة إسرائيل على حماية نفسها” (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الجمعة إنه “يتعين على إيران أن تراجع فعالية أنظمة أسلحتها. أعتقد أن إسرائيل أظهرت أن لديها قدرة كبيرة على الدفاع عن نفسها”، كما وصف الرد الإيراني على كيان الاحتلال بـ”الهجوم الفاشل”.
ورغم ما أثارته تصريحات أوستن من سخرية كون الدفاع عن كيان الاحتلال “الإسرائيلي” والتصدي للهجوم الإيراني لم يكن ليحدث لولا حشد أمريكا كل طاقتها العسكرية في الشرق الأوسط ومعها شركاءها الدوليين والإقليميين بما في ذلك الدول العربية المطبعة مع الكيان واستنفار الجهد العسكري الغربي المنتشر في المنطقة للتصدي للهجمات الإيرانية، إلا أن الرد على الوزير الأمريكي بعد تصريحاته أمس الجمعة يتطلب استدعاء ما أقر به الإسرائيليون والمسؤولون الأمريكيون بأنفسهم عقب الهجوم عندما وصفوا يكف تم التصدي لهذا الهجوم ومن الذين شاركوا مع كيان الاحتلال في التصدي للهجوم بكل قوة باستخدام المنظومات الدفاعية وسلاح الجو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني والأردني ومن خلال استخدام أراضي وأجواء الأردن والعراق وسوريا وكيان الاحتلال أيضاً في فلسطين المحتلة.
وفي هذا الصدد، يقول مركز (Jerusalem center for public affairs) الإسرائيلي، في تقرير تحليلي عن الهجوم الإيراني والتصدي الجماعي الإسرائيلي الأمريكي البريطاني الفرنسي الأردني السعودي الإماراتي، “لقد انضم إلى إسرائيل تحالف دولي، يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن ودول أخرى، لصد الهجوم الإيراني على إسرائيل”.
ويقول، عساف رونل – محلل إسرائيلي وكاتب سابق في صحيفة هآرتس العبرية، “نحن نعتمد بشكل كامل على الدعم الخارجي للدفاع ضد مثل هذه الهجمات”.
ويضيف رونل “معدل الاعتراض مثير للإعجاب، لكن العدد غير المعروف من الصواريخ الباليستية التي ضربت في إسرائيل يقول البعض إنها 15 صاروخاً لم يتم اعتراضها يمكن أن تحدث الكثير من الضرر إذا أصابت أماكن مكتظة بالحياة”.
أما على مستوى الاعترافات من الجانب الأمريكي، قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير عقب الضربة الإيرانية: “كانت الأسلحة التي استخدمتها إيران أكثر تطوراً من تلك التي أطلقتها حماس، وأوضح زميلنا جين يو يونغ أن أسلحة الليلة الماضية يمكن أن تسافر لمسافات أبعد، وبعضها يمكن أن يسافر بشكل أسرع بكثير”.
أما المدير الكبير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، مايكل سينغ، فقال حسبما نشرت وول ستريت جورنال إن “الهجوم الإيراني على إسرائيل سلط الضوء على تعاون إسرائيل العسكري الوثيق مع الشركاء العرب والدوليين”.
أما مجلة “ذاي إيكونوميست” فنشرت “جمعت الدول الغربية والعربية معاً لدعم إسرائيل، لقد وضعت أمريكا وبريطانيا عاءهما المتزايد تجاه نتنياهو جانباً، واستخدمتا طائراتهما المقاتلة وأنظمة الدفاع الصاروخي للمساعدة في القضاء على الطائرات بدون طيار الإيرانية قبل وصولها إلى إسرائيل، وربما ساعدت فرنسا أيضاً في عملية التصدي، والأردن كذلك أسقطت عشرات القذائف (الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة)، ونظراً لحساسية الحدث تجاه الرأي العام الأردني، وضعت الحكومة الأردنية هذا الأمر على أنه حماية للمجال الجوي الأردني بدلاً من أن تقول إنه دفاع عن إسرائيل، لكنه في الحقيقة دفاع عن إسرائيل، كما أن دول الخليج أيضاً بما في ذلك السعودية لعبت دوراً مهماً وغير مباشر فهي تستضيف أنظمة دفاع جوي غربية وطائرات مراقبة وتزويد بالوقود وكل هذا لعب دوراً رئيسياً وحيوياً لإنجاح جهد التصدي للهجوم الإيراني”>
وفي تقرير لمجلة بوليتيكو، تقول المجلة في تحليل عن الضربة “يعود الفضل في كون تأثير الهجوم الإيراني منخفضاً إلى التعاون الوثيق وغير العادي بين إسرائيل وحلفائها الغربيين – الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى عربية في المنطقة.
وقال ديفيد ماكوفسكي، مدير برنامج العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن، “يتعاون الحلفاء، إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا والأردن معاً لاعتراض ما لا يقل عن مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية بنجاح كبير. لقد أثبتت الولايات المتحدة مرة أخرى وقوفها إلى جانب أصدقائها في الشرق الأوسط، ويلعب الحلفاء العرب الآخرون دوراً ضمنياً خلف الكواليس”.
وقال الخبير العسكري في معهد الشرق الأوسط، فرزين نديمي، “يتم إطلاق طائرات إيرانية بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه وصواريخ كروز، ولكن من المتوقع أنه تم إسقاط معظمها من قبل المقاتلات الإسرائيلية والأمريكية والأردنية والسعودية باستخدام صواريخ AIM-9X وPython 5 وAMRAAM”.
ولا يزال هناك العديد من التصريحات والاعترافات، الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية أيضاً والتي لم يتم سردها في سياق هذا التقرير حرصاً على عدم إطالته، إلا أن جميعها تكشف كيف ان كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يكن لينجو من الهجمات الإيرانية بهذه الطريقة لولا حشد أمريكا كل ما أمكنها من أدوات إقليمية بما في ذلك الدول العربية الوظيفية ودول غربية بما لديها من إمكانات عسكرية متواجدة في المنطقة لحماية إسرائيل من ذلك الهجوم، وهو ما يشير إلى أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي أمس الجمعة من أن إسرائيل أثبتت قدرتها على حماية نفسها من الهجوم الإيراني داعياً إيران لإعادة النظر في فعالية أسلحتها، تكشف عن خلل ومشاكل عقلية يعاني منها لويد أوستن تتطلب عودته وبقاءه في المستشفى، خاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بمشاكل في صحته العقلية.