عن نفاق الإعلام الغربي في التعاطي مع جنسيات ضحايا العدوان الصهيوني في غزة

مصطفى عامر – وما يسطرون|

يقوم الكيان القذر بقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة، سبعة أرواحٍ جميلةٍ وفقًا لتوصيف واحدةٍ من أشهر صحف الغرب.

والأرواح السبعة غربيّةٌ في الأغلب، شُقرٌ أصحابها وعيونهم زرقاء!
على أن قلوبهم بيضاء مثل قلوب أطفال غزة، وفي عروقهم دمٌ لونه وفقًا لما قال أغلب الشهود أحمر!

ليس أزرقًا إذن!
لا يختلف عن لون دم أطفال غزة!
فإن سال مع دماء أطفال غزة واختلط، فلن تجد فرقًا: بين الدّم والدّم!

وهي أرواحٌ جميلةٌ بالفعل.
يكفي أنها ذهبت إلى غزة في أشرف مهمةٍ قد يقوم بها إنسانٌ يعرف معنى هذه الكلمة.

على أنّ أرواح أهل غزة أيضًا باذخة الجمال،
لولا أن في عيون الغرب قذىً لم يطهر، وروح الغرب المستعمر ما انفكّت رغم مساحيق التجميل منتنة!

لا نختلف معكم يا إعلام الغرب في طهارة الأرواح السبعة إذن!
لنقل إنهم أطهركم، ولعلهم النادرون الاستثناء فيكم، فلا تحاولوا غسل دمنا بدمائهم إذن، ولنتحدث بعدها بقدرٍ من الوضوح، وعلى نحوٍ شفاف!

لقد أدنتم الكيان القذر على قتل الأرواح السبعة، واجتمع الأمميّون لهذا السبب، وفقًا لما تداوله الإعلام فقد اتصل بايدن بنتنياهو، وألقى عليه في البارحة ما لم يألفه من التعنيف!

حسنًا!
لقد حدث هذا الأمر، ولولا أنّنا نحفظكم عن ظهر غيبٍ بعد تجربة، ولولا أن مواهبكم في الإقناع تدنّت، فلا تجديد في الأساليب، لا تنويع فيها ولا إبداع!

لولا هذا لانخدعنا، بالفعل،
ولو فعلتم هذا الأمر قبلًا، نصرةً لشهداء غزة، والشهداء فيها يقتربون من أربعين ألفا، معظمهم من الأطفال والنساء، لصدّقنا!
وهم بالمناسبة بشر، من أبناء آدم، ويحملون في قلوبهم أحلامًا صغيرة، محبّةً وسمو، ويتفوقون عليكم إيمانًا كرامةً وطهارة.

لو فعلتم لرفعنا لإنسانيّتكم القبّعة،
وعلّقنا لكم في قلوبنا- لا جدرانها- شهاداتٍ تقديرٍ مع وافر الود، ومع عظيم الامتنان!

لكنكم- كما عهدناكم- لا يمكنكم القيام بموقفٍ طاهر، ثمّة كامنٌ يدفعكم للتصرف دائمًا على نحوٍ خسيس!

لهذا فدعوني أخبركم:
أسلوبكم هذا في الدفاع عن كيان القاذورات مقزز،
على أنّه ليس دفاعًا غريبًا، لا جديد فيه!

فضميركم عبر التاريخ- كما تعرفون- لم يكن طاهرًا، وما رأى الشّرق من الغرب إلا كلّ قبيحٍ، مقيتٍ، ومقزز!

على أنّ غباءكم فوق هذا من النوع المدهش،
وهو الجديد بالذات في هذه المرة!

نعم!
أنتم أغبياء في هذه المرّة، وعلى نحوٍ فادح.

لسنا في القرن الثامن عشر!
أي: لقد شاهد العالم بأكمله ما يرتكبه الكيان القذر في غزة،
لهذا فمحاولاتكم البائسة في تبرئة الكيان القذر من كلّ ما سبق، عبر إدانة عملٍ أخيرٍ فيعتذر منه، ويظهر أمام العالم كما لو كان لم يفعل شيئًا يستحقّ الذكر، باستثناء قتل سبعةٍ من الأبرياء عن طريق الخطأ!

محض محاولاتٍ بائسة!
تثير من فرط رخصها الضحك، ومن فرط دناءتها تثير الغثيان!
على أن آذانكم مع الوقت طالت، ونبتت لكم أذيالٌ عبر السنين فيما يبدو، ولعلّها سنواتٌ- لا أكثر- وتصبحون من ذوات الأربع!

في عالمٍ تغرب عن الغرب شمسه، ولا يبدو أنّ ثمّة شَبَهٍ بين غده وأمسه!
وفي وقتٍ لا يحترمكم فيه من العالمين أحد، ولا يحترم حضارتكم الشوهاء من أبناء الإنسان أحد!

محاولاتٍ بلهاء تضعكم إلى جوار كيان القاذورات في حاوية الزبل ذاتها،
وتبيّن للنّاس- رغم كلّ ما تتشدّقون به من زيف- إلى أيّ مدىً منحطٍّ تردّى فيكم الشرف، تعطّن الضمير وتهتّكت الطّهارة،

وإلى أيّ قعرٍ انهارت في نفوسكم- يا أقبح من دالت لهم عبر التاريخ دولة- مفردات الجمال والزّكاء والسّموّ والحضارة.

قد يعجبك ايضا