عدن بعد 9 سنوات.. الاحتفال بالخيبات

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

يحتفل قادة فصائل التحالف السعودي الإماراتي (المتناحرين فيما بينهم) بما يسمونه ذكرى تحرير عدن من سيطرة أنصار الله وقوات صالح عام 2015، لكن بعد 9 سنوات من هذه السيطرة التي لا يتحكم فيها أبناء الجنوب ولا القيادات العسكرية والسياسية التي تبنت القتال إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي أي بأي ملف من الملفات السيادية لا الملف الاقتصادي ولا السياسي ولا العسكري، بعد هذه السنوات أصبح حال مدينة عدن يرثى له بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

قبل يومين أقام القيادي السلفي الذي أتت به الإمارات من منبر المسجد وهو يخطب في الناس بخطب طائفية ومناطقية ومشحونة بألفاظ لا وجود لها في قاموس الشعب اليمني مثل (المليشيات الشيعية الإرهابية، وشيعة إيران، وملالي طهران، والجهاد ضد الروافض) عبدالرحمن المحرمي أو ما يعرف باسم (أبو زرعة)، أقام حفلاً ووليمة إفطار بمناسبة ذكرى السيطرة على عدن.

المحرمي وهو الذي اختارته أبوظبي أيضاً ليكون عضواً في مجلس القيادة الذي قررت السعودية تشكيله كسلطة بديلة (شكلية في الأساس) بديلة عن السلطة الشكلية المقيمة في المنفى السعودي بقيادة عبدربه منصور هادي المطاح به بأمر سعودي، كان يوجه بوليمة الإفطار تلك رسالة تحدٍ ضد من يفترض أنهم شركاءه في السلطة وهما طارق صالح وعيدروس الزبيدي العضوين الآخرين ضمن ما يسمى (المجلس القيادي الرئاسي) المشكل سعودياً، وهذا الحدث جزء بسيط وشاهد على حجم الانقسام والصراع فيما بين القيادات التي تتبع التحالف السعودي الإماراتي وهي تتصارع فيما بينها على فتات السلطة في مناطق جغرافية شاسعة تخضع فيها السيادة للسعودي والإماراتي بالدرجة الأولى.

احتفال المحرمي بذكرى السيطرة على عدن، أثار جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي، حيث شن نشطاء هجوماً على قيادات فصائل التحالف السعودي الإماراتي، واعتبروهم مجرد أدوات للتحالف السعودي الإماراتي الذي تكشفت حقائق تدخله العسكري في اليمن منذ الأشهر الأولى للحرب على اليمن ورغم ذلك استمر هؤلاء القادة ومن سبقهم ممن تمت تصفيتهم إما عن طريق التحالف أو بتصفيات فيما بينهم وممن تم الإطاحة بهم ونفيهم خارج اليمن نهائياً ومنعهم من العودة إلى المناطق التي يسميها التحالف بأنها (محررة) جنوب وشرق اليمن، وهذه الأدوات، حسب ما يقوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ترهن المناطق التي تتواجد فيها للهيمنة السعودية والإماراتية فيما بات واضحاً لكل من يعي ويدرك أنه احتلال واضح فلا أمر يعلو فوق توجيهات الضباط السعوديين والإماراتيين في المناطق الجنوبية لليمن على مدار 9 أعوام مضت، وهو ما يدعو للتساؤل بماذا يحتفل قادة أدوات فصائل التحالف السعودي الإماراتي؟

تقول الناشطة الجنوبية والكاتبة الصحفية التي تكتب في موقع (عدن الغد)، منال عشال، وهي تعلق على ذكرى السيطرة على مدينة عدن من قبل التحالف السعودي “دخل التحالف عدن وسعر الدولار 215 ريال… بعد 9 أعوام الدولار بـ 1700… بأيش تحتفلون؟؟؟
التحالف قالوا بيحولوا عدن الى دبي جديدة لكن اليوم عدن لا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا اي شيء من الأوهام التي روجوا لها في ذالك الوقت…”.

وفي منشور آخر على منصة (إكس) قالت عشال “الذي تغير في عدن بعد 2015 من قبل التحالف هم اثنين: – كرش عيدروس الزبيدي -وأسنان شلال شائع، غير هذا لم يتغير شيء الذي يحكمنا شمالي والذي مسيطر على الايرادات شمالي واغلبية القيادة من الشمال و عيدروس وشلته كل سنة يمكنوونا كذا اصبروا اصبروا الجنوب قادم..”.

أما الناشطة المعروفة، غزال المقدشي، فنشرت على حسابها بمنصة إكس، منشوراً قالت فيه “التحالف الذي قال سيجعل #عدن مثل #دبي … رجعها الى عصر الجاهليه عصر الجمال والتحطيب!!” ناشرة مع المنشور مقطع فيديو لموكب من الجمال والعربات وهي تحمل الحطب في أحد شوارع مدينة عدن تم التقاطه وتتداوله نشطاء في عدن قبل 3 أعوام.

https://x.com/almgdasheih/status/1776729077413470642

أما الحساب الشهير الذي يحمل الاسم المستعار (شموخ المهرة) فنشر على منصة إكس: “بماذا يحتفل العملاء في #عدن ؟ هل بالذكرى التاسعة لدخول المحتل إلى أرضنا؟ أم بإرتفاع سعر الدولار من 215 إلى 1700 ريال؟ أم بإرتفاع نسبة الاغتيالات والتفجيرات ألتي شهدتها عدن؟ أم بتدهور الأحوال المعيشية للمواطن المظلوم الذي لا يجد حتى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وغذاء ودواء؟”، وكان هذا المنشور تعليقاً على تصريح لرشاد العليمي نشره الإعلام التابع للتحالف السعودي ونشطاؤه بمنصات التواصل حيث علق العليمي على ذكرى السيطرة على عدن بالقول “علينا أن نعمل من أجل جعل عدن في المكانة التي تستحق كحاضن لمشروع الدولة وعاصمة مؤقتة للبلاد”، يقول العليمي هذه العبارات وقد مر على توليه منصب رئيس المجلس القيادي الذي منحته إياه السعودية عامين كاملين وعدن لا تزال على حالها بل زادت سوءاً.

قد يعجبك ايضا