الإعلام اليمني الممول من التحالف السعودي: الإرهاب الحوثي ضد إسرائيل الطيبة يشتت ذهنها في قتل أطفال غزة
خاص – المساء برس| كتب: رئيس التحرير
عندما ترى الأخبار المنشورة على المواقع الإخبارية اليمنية الممولة من التحالف السعودي الإماراتي، وخصوصاً تلك الأخبار التي تتحدث عن مستجدات العمليات العسكرية اليمنية سواءً في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب أو حتى تلك العمليات التي تضرب كيان الاحتلال في إيلات، تشعر بأنك أمام موقع إخباري يديره الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين.
وعندما تقرأ خبراً عن العملية العسكرية الواسعة لليمن ضد السفن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي وضد سفينة إسرائيلية في خليج عدن وضد مواقع حساسة للاحتلال الإسرائيلي في إيلات، وتجد هذا الموقع الإخباري أو تلك القناة أو هذا المنشور وهو يطلق على من قام بتنفيذ هذه العمليات ضد العدو الإسرائيلي بأنها “المليشيات الحوثية الإرهابية” لا يتبادر إلى ذهنك إلا أن تتوقع وعلى الفور بأن هؤلاء الإعلاميين والصحفيين وإعلامهم الممول من التحالف السعودي لم يبقَ لهم إلا أن يكتبوا في عناوين أخبارهم: “الإرهاب الحوثي ضد إسرائيل الطيبة يشتت جهود الصهاينة الحلوين في قتل أطفال غزة”، أو “انخفاض عمليات قتل أطفال غزة من قبل الإسرائيليين الأبطال بسبب انشغالهم بمواجهة الإرهابيين الحوثيين”.
على سبيل المثال في هذا الموقع المسمى “الرصيف برس”، ينشر الموقع خبر العملية العسكرية الأخيرة التي أعلن عنها المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في حكومة صنعاء، العميد يحيى سريع والتي شملت قصف السفن الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي وقصف سفينة إسرائيلية وقصف أهداف حساسة للاحتلال الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات)، وفي فقرته الأولى يكتب “أعلنت المليشيات الحوثية الإرهابية… انها قصفت وفعلت وضربت”، ومثل هذه الأخبار وهذه المواقع ووسائل الإعلام الممولة من التحالف السعودي تقدم للقارئ العربي والأجنبي أيضاً مفهوماً مغلوطاً عما يحدث في قطاع غزة وتداعيات ذلك، وبعبارة أوضح يمكن القول إن هؤلاء الصحفيين وهذه الوسائل الإعلامية تعتبر ما يقوم به اليمن أو تحاول تقديم ما يفعله الجيش اليمني دفاعاً عن أطفال غزة، بأنه إرهاب، وكل إرهاب يستهدف نقيضه ألا وهو الأمن والسلام، وبما أن “هؤلاء الحوثيين هم إرهابيين”، فإن من يستهدفونه هو “الإسرائيلي الطيب الوديع وصاحب السلام والأمن” وهذا ما يُفهم من المادة الإعلامية التي يقدمها الإعلام اليمني الممول من التحالف السعودي الإماراتي.
إن من واجب القارئ العربي الذي لا يزال يطالع مثل هذه الأخبار ويتردد على مثل هذه الوسائل الإعلامية التي يعتاش أصحابها وعاملوها على دماء أطفال ونساء غزة مقابل 150 أو 200 دولار يحصلون عليها من التحالف السعودي شهرياً كقيمة لما يكتبونه وينشرونه من أخبار يومياً لتضليل الرأي العام وتبني الخطاب الإسرائيلي وبثه بين الشعوب العربية، من واجب القارئ العربي أن يقطع تماماً متابعاته لهذه الوسائل الإعلامية.
وكما هو الحال مع المقاطعة الشعبية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية كأقل ما يمكن أن يقدمه المواطن العربي دعماً ومساندة للشعب الفلسطيني ومساهمة منه في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي وردع جرائم إبادته الجماعية ضد نساء وأطفال فلسطين في غزة، فإن الشيء ذاته ينطبق على مسألة استقاء المواطن العربي لمعلوماته واطلاعه اليومي على الأخبار والأحداث والتطورات من الوسائل الإعلامية المتصهينة الناطقة باللغة العربية أمثال المواقع الإخبارية اليمنية الممولة من التحالف السعودي الإماراتي وهي كثيرة وتحظى بانتشار ورواج حتى من قبل شركات الاستضافة العالمية ومحركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي التي يتحكم بها اللوبي الصهيوني وكبرى الشركات الأمريكية المتخصصة بالإعلام والتأثير في الشعوب والتي تتعمد إظهار مثل هذه الوسائل الإعلامية في مقابل إخفاء وحجب الوسائل الإعلامية المناهضة لجرائم الكيان الصهيوني، والواجب الإنساني والأخلاقي هنا أن يتوقف المواطن العربي من متابعة الإعلام العربي الناطق بلسان إسرائيل، فالمعيار اليوم في التمييز بين الإعلام المتصهين والإعلام الواقف مع الشعب الفلسطيني هو استخدام هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك لمصطلحات مثل “المليشيات الحوثية الإرهابية”.