هل ستتحمل واشنطن نتائج عدوان جديد على اليمن بعد تجرّعها اليوم نتيجة عدوان الـ9 سنين الماضية؟

عبدالحميد شروان – وما يسطرون|

قبل تسع سنوات كان القصف الأمريكي الأعرابي على اليمن، حسب ناطق تحالفهم حينذاك، أحمد عسيري، “يستهدف مخازن الصواريخ الباليستية التي تشكّل تهديدًا على المملكة ودول الجوار”، مضيفًا أنه تم تدمير ٩٠٪ منها.

‏بعد تسع سنوات من الفشل والتخبّط، وبعد أن طل الأمريكي والبريطاني برأسهما ودخلا خط المواجهة مع اليمن بشكل مباشر في أعقاب سنوات من التستر خلف تحالف جراثيم النفط، صرّح مسؤولوهم بأن قصفهم العدواني على بلدنا يستهدف قدراتنا العسكرية التي تشكّل تهديدًا على سفنهم وقواتهم مع “تحويجة” إضافية لتبرير عدوانهم والتمويه على الهدف الحقيقي وراء هذا العدوان: حماية إسرائيل.

‏قبل ٩ أعوام، لم تكن اليمن تملك سلاحًا يشكل خطورة على أحد، غير صواريخ باليستية قديمة محصورة العدد عفى عليها الزمن، أقصى مدى لها 200 كيلو متر، وخطورتها صفرية على الأمريكي وقواعده ومصالحه وحلفائه في المنطقة.

‏بعد تسع سنوات من عدوانهم وحصارهم لليمن، صواريخنا الباليستية والمجنحة لم تعد تصل إلى كل مدن السعودية والإمارات وحسب، بل أصبحت تصل إلى الكيان الصهيوني (قاعدة الغرب العسكرية المتقدمة في المنطقة)، فضلا عن دخول أسلحة جديدة استراتيجية إلى خط المعركة، من بينها الصواريخ البحرية والطيران المسيّر التي نكلت بهم -بفضل الله- في الآونة الأخيرة في البحرين العربي والأحمر.

‏كان الخطر الوحيد الذي قد تشكله اليمن عليهم يكمن في امتلاكها لتلك الصواريخ القديمة، اليوم وبعد عدوان 9 أعوام، مساحة ونسبة الخطر تجاوزتا سقف حساباتهم واحتياطاتهم، ‏وكلما استمر العدوان على بلدنا، كلما ازدادت وتوسعت القدرات العسكرية للجيش اليمني بكافة وحداته، كما أكد قائد الثورة، وارتفع سقف الخطر على الأمريكي وكيانه المؤقت في فلسطين وأدواته في المنطقة، إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه والتنبؤ به وردعه، وقد بدأوا بالفعل الحديث عن ذلك في وسائل إعلامهم.

‏ولا شك أننا نعاني من أي عدوان سواء على بلدنا، بفقداننا لأنبل وأشرف الرجال، أو في قوتنا ومختلف مناحي حياتنا اليومية، ونتأثر بتبعات أي موقف مشرف في وجه الطاغوت، فنحن بشر في نهاية المطاف، لكن -وبكل تأكيد- فهذه المعاناة والتداعيات التي تصيبنا، ضريبتها وكلفتها عليهم باهظة، وما ينتظرهم، في المقابل، وسيجنونه -قطعًا- أسوأ بكثير مما سيلحق بنا.

ويبقى ‏السؤال: هل الأمريكي على استعداد لتحمل النتائج بعد تسع سنوات أخرى، بعد تجربته المريرة طوال التسع الماضية التي أفضت إلى ما يتجرّعه اليوم؟

قد يعجبك ايضا