بالتصريحات والمواقف الرسمية وبدون خجل.. الشرعية اليمنية المنفية بالرياض تجاهر بصهيونيتها
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
الكثير من التصريحات والمواقف التي صدرت بشكل رسمي عن سلطة وحكومة التحالف السعودي الإماراتي المقيمة في الرياض، والتي تصر فيها على إبداء صهيونيتها علناً، ومن ذلك، الموقف الأخير الصادر بتاريخ 29 يناير عبر إدانتها لما أسمته “الهجوم الإرهابي” الذي تعرضت له قاعدة أمريكية شمال شرق الأردن وأدى لسقوط قتلى وجرحى من القوات الأمريكية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والذي نفذته المقاومة العراقية دعماً ومساندة للمقاومة الفلسطينية.
إصدار هذا الموقف المعبر عن حكومة المنفى والمنافي للموقف الشعبي اليمني وقيادته في صنعاء، ليس غريباً على من صدرت عنهم تصريحات متكررة وأكثر من أي حكومة أخرى من حكومات المنطقة فيها من التأييد والتعاطف مع كيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي ما يدعو للغثيان، فيما يلي أبرز هذه التصريحات الرسمية الصادرة من أعلى شخص في هرم سلطة المنفى رشاد العليمي ومسؤوليه المنفيين معه في الرياض خلال الستة الأيام الماضية حيث بلغ عدد التصريحات الرسمية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والمعادية لمن يساند المقاومة الفلسطينية ويواجه كيان الاحتلال الإسرائيلي ويضغط عليه لوقف جرائمه في قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع.
آخر تصريح للعليمي كان أمس الإثنين أثناء استقباله في مقر إقامته شبه الإجباري في العاصمة السعودية الرياض، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جبرائيل مونيرا فيناليس.
حيث ناقش العليمي مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ما أسماه “تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية ضد الشحن البحري على الأمن والسلم والدوليين”، الأمر الذي يمثل تعاطفاً رسمياً من سلطة التحالف السعودي الإماراتي المنفية خارج اليمن مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت منذ 12 يناير الجاري بقصف اليمن رداً على عمليات القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والسفن الأمريكية التي تمارس عدواناً على اليمن، بسبب موقفها في مساندة المقاومة الفلسطينية.
الأكثر من ذلك أن العليمي طالب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، بدعوة من أسماهم “الأصدقاء الأوروبيين للحاق بالإجراءات العقابية ضد المليشيات الحوثية وتصنيفها منظمة إرهابية دولية”، وهو التصنيف الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية ضد أنصار الله الحوثيين بسبب إصرارهم على مواصلة قطع الملاحة الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي، العليمي إذن يدعو دول أوروبا لتصنيف انصار الله إرهابيين لأنهم يدعمون المقاومة الفلسطينية ويقطعون الملاحة الإسرائيلية ويرفضون السماح بمرور السفن الإسرائيلية والمتجهة لإسرائيل إلا بعد وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار بالكامل عن القطاع.
أمس الإثنين أيضاً أجرى طارق صالح، نائب العليمي، اتصالاً مع السفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق، وحسب وكالة الأنباء التابعة للمجلس الرئاسي التي تعمل من الرياض، فإن صالح أكد “أن أمن جنوب البحر الأحمر جزء لا يتجزأ من أمن اليمن والمنطقة بأسرها”، معتبراً العمليات التي تقوم بها القوات اليمنية التابعة لصنعاء وأنصار الله ضد الملاحة الإسرائيلية بأنها “تحديات راهنة” وأن البلدين (اليمن ومصر) يجب عليهما مواجهتها والتنسيق المستمر في مواجهتها.
وطارق صالح سبق أن وصف أيضاً عمليات البحرية التابعة لصنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية بأنها “هرطقات” وقال إنها “أعمال قرصنة وإرهاب” كما رحب مثل غيره من بقية القيادات التابعة للتحالف السعودي بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف أنصار الله الحوثيين حركة إرهابية دولية.
ومثل هذه التصريحات والمواقف الصريحة الداعمة لكيان الاحتلال الصهيوني تكررت 11 مرة خلال أقل من 6 أيام فقط، الأمر الذي يكشف حجم التصهين الذي باتت عليه الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، فعلى سبيل المثال، طلب وزير الخارجية بحكومة التحالف، أحمد عوض بن مبارك، اللقاء بالقائم بأعمال السفير الروسي، يفغيني كودروف، وخلال اللقاء الذي جرى أمس الإثنين في الرياض، مقر إقامة بن مبارك، ناقش الأخير مع المسؤول الروسي “التطورات في اليمن والمنطقة، وآفاق العملية السياسية على ضوء تلك التطورات، وأهمية التنسيق المشترك لتحقيق السلام في اليمن”.
ويبدو اللقاء بين بن مبارك والقائم بأعمال السفير الروسي، لقاءاً عادياً وحتى تصريح بن مبارك يبدو تصريحاً عادياً، لكن في الحقيقة جاء اللقاء والتصريح بمثابة الرد على الخطوة التي قامت بها روسيا عبر دعوة وفد رسمي من حركة أنصار الله لزيارة العاصمة الروسية موسكو، وقد تمت الزيارة وتم اللقاء بين كبير المفاوضين في حكومة صنعاء والمتحدث الرسمي باسم أنصار الله، محمد عبدالسلام مع المسؤولين الروسيين بما في ذلك وزير الخارجية الروسية وبلقاء منفصل آخر مع نائبه المعني بالشرق الأوسط، وقد أعلنت موسكو عن هذا اللقاء، وتمثلت أهمية هذا اللقاء والدعوة في كونهما جاءا بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، الأمر الذي مثل صفعة لأمريكا من قبل روسيا التي رمت بهذا التصنيف عرض الحائط ولم تعترف به وردت عليه بدعوة وفد رسمي من أنصار الله لزيارة موسكو.
وفي 27 يناير الجاري أيضاً، التقى معين عبدالملك رئيس حكومة التحالف في العاصمة الرياض، بمساعدة مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، سونالي كردي، والسفير الأمريكي ستيفن فاجن، وخلال اللقاء وحسب ما نشرته وكالة سبأ الرسمية المستنسخة والتي تعمل من الرياض، تطرق معين إلى ما وصفه بـ”جهود إحلال السلام وما تواجهه من عراقيل من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية واستمرار تصعيدها على مختلف المستويات، بما في ذلك هجماتها المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
ومثل ما فعل رشاد العليمي، ذهب معين إلى الترحيب وإبداء سعادته بقرار أمريكا تصنيف أنصار الله إرهابيين لمواقفهم المساندة لفلسطين وبسبب ما تسببوا به من وجع في اقتصاد كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال معين “القرار الأمريكي بإعادة تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية ينبغي أن يكون محل إجماع دولي بعد استنفاد كل الخيارات الممكنة معها وإصرارها على قطع الطريق على كل جهود السلام”.
ذات المواقف والتصريحات التي قالها معين للمسؤولين الأمريكيين، قال العليمي أيضاً الشيء ذاته لذات المسؤولين وفي نفس اليوم.
وفي اليوم ذاته أيضاً 27 يناير، جمع العليمي عدداً من مراسلي الوكالات العالمية الإخبارية والقنوات التلفزيونية لمقر إقامته في الرياض، وأدلى لهم بتصريحات تتعلق بالتصعيد اليمني الذي تقوم به قوات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية دعماً للمقاومة الفلسطينية.
في هذا اللقاء جدد العليمي الدعوة لتقديم الدعم له وتمكينه من استعادة السلطة في اليمن زاعماً أن ذلك الطريق الوحيد من أجل “تعزيز الامن والاستقرار الاقليمي والدولي، ووضع حد لتهديدات واعتداءات المليشيات الحوثية والتنظيمات الارهابية على خطوط الملاحة والتجارة العالمية”.
في 25 يناير قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة بحكومة التحالف من مقر إقامته بالرياض، إن “فرض عقوبات على قيادات مليشيا الحوثي مؤشر على تزايد الوعي الدولي بمخاطرها”، وكان تصريح الإرياني تعليقاً على فرض عقوبات أمريكية على 4 من القيادات العسكرية التابعة لصنعاء حيث اتهمتها واشنطن أنها من الشخصيات الرئيسية التي عملت على قطع الملاحة الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي.
ويوم 24 يناير، ناقش وزير الخارجية بحكومة التحالف، بن مبارك، مع السفير الأمريكي في مقر إقامة بن مبارك في الرياض، ما أسماه “تهديد المليشيات الحوثية الإرهابية لأمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر”، وفي اليوم ذاته أيضاً التقى بن مبارك بالسفير الإماراتي، وناقش معه ما وصفه بـ”التصعيد الخطير لمليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من ايران ضد السفن التجارية في مدخل البحر الأحمر وتأثيره على الملاحة الدولية”، كما فعل الشيء ذاته مع المبعوث الأممي إلى اليمن والذي التقاه في نفس اليوم في الرياض.