صحيفة كندية: كندا تنتقل من التواطؤ ضد غزة إلى المشاركة النشطة في حرب الإبادة الجماعية
صنعاء – المساء برس|
قالت صحيفة كندية، اليوم الأربعاء، إن كندا انتقلت من التواطؤ عبر الصمت في العدوان على غزة إلى المشاركة النشطة في الإبادة الجماعية.
وأشارت صحيفة “كنديان دايمنشن”، في تقرير لها، إن عملية “حارس الرخاء” التي تقودها الولايات المتحدة تمثل تصعيدًا كبيرًا قد يدفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية.
ولفتت إلى أن كندا انضمت علنًا إلى العملية التي تم إطلاقها ردًا على حصار الحوثيين المستمر لحركة المرور البحرية عبر البحر الأحمر، بدون أي نقاش عام وسط تغطية إعلامية قليلة، ومن دون تدقيق برلماني.
وبحسب الصحيفة، فإن اليمنيين استهدفوا في عملياتهم السفن وشركات الشحن التي تتعامل مع إسرائيل على وجه التحديد، وهذا كان بمثابة نقطة ضغط عملية تهدف إلى إجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف مساعيها للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشارت إلى تأكيدات المتحدثين باسم الحوثيين مرارًا وتكرارًا بأن السفن التي ليس لها أي ارتباط بإسرائيل ستمر بأمان، مشيرة إلى أن أفعالهم حتى الآن تدعم ادعاءاتهم، ومن اللافت للنظر أن هجماتهم على السفن لم تسفر عن أي إصابات، وعلى الرغم من ذلك انضمت كندا إلى التحالف الأميركي عندما شكلته ولا تزال تدعمه ماديًا وبالتصريحات.
وقالت إن عملية “حارس الازدهار” ركزت في البداية على معالجة التحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن”، الذي يمر من خلاله سدس التجارة الاقتصادية العالمية، إلا أنها واعتبارًا من 11 يناير/كانون الثاني، توسعت لتشمل قصف الحوثيين.
وهذا، وفق الصحيفة، يعد تصعيدًا خطيرًا، كما أشارت التايمز، يعني أن هناك الآن “حرباً إقليمية” في الشرق الأوسط. كما أنه يمثل مرحلة جديدة من حرب الولايات المتحدة المستمرة ضد اليمن، وهي الحرب التي كانت تشنها من خلال المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى على مدى العقد الماضي. لقد أدى الصراع إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص وألقى باليمن في ” أسوأ أزمة إنسانية في العالم ” (قبل أن تحصل غزة على هذا اللقب المخزي).
واعتبرت الصحيفة أن مشاركة كندا في هذه الحملة يعد أمرًا متهورًا وغير مبرر، فمن ناحية، هذه الحرب الإقليمية الآن ليس لها نهايات جيدة، وهي تحمل في طياتها مجموعة من النهايات المروعة. ومن جهة، ففي أقل التقديرات، فقد يشكل ذلك بداية “حرب أبدية” أخرى تدمر بلداناً متعددة في غرب آسيا في حين تعمل على ترسيخ الديكتاتوريات الوحشية لحلفاء أميركا في المنطقة.
أما في الجهة الأخرى، ففي أسوأ التقديرات، فقد يكون ذلك علامة على أننا بالفعل في حرب عالمية ثالثة. ففي نهاية المطاف، تخوض الولايات المتحدة حروباً متعددة بالوكالة في مختلف أنحاء العالم. إحداها ضد قوة نووية كبرى (روسيا). والآخر هو دعم دولة مسلحة نووياً توسعية لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها وترتكب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين (إسرائيل)، والتي أعلن رئيس وزرائها مؤخراً : “لن يوقفنا أحد، لا لاهاي، ولا محور الشر، ولا أحد آخر”. ومن المؤكد أن إضافة المشاركة العسكرية المباشرة إلى هذا المزيج لا يشكل خطوة نحو وقف التصعيد. لماذا قد ترغب كندا في أي جزء من هذا، حتى ولو من منظور عملي، أمر يحير العقل. ولم نواجه أية عواقب حقيقية لرفضنا المشاركة (علناً على الأقل) في التحالف العراقي. يمكننا أيضًا أن نبقى بعيدًا عن عملية حارس الازدهار، وفق الصحيفة.
الأمر الذي يثير أسوأ التقديرات هو أن: حرب العراق كانت مشروعاً إجرامياً مبنياً على ادعاءات كاذبة. لقد تم خداع المجتمع الدولي، بكل المقاصد والأغراض، ليوافق على ذلك. ولكن حتى مع المعلومات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، كان لدى كندا الحس السليم ــ بل ويمكن للمرء أن يسميها شجاعة ــ لرفض تأييد الحرب، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى التنظيم المناهض للحرب على نطاق واسع. لقد أثبت التاريخ بشكل لا لبس فيه أن هذا كان القرار الصحيح. لقد أساءت الولايات المتحدة عمداً تقديم مبرراتها للحرب، فأطاحت بحكومة فاعلة، وقتلت مئات الآلاف من البشر (ما قد يصل إلى المليون وفقاً لبعض التقديرات)، ولم يتعاف العراق قط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الفساد الذي اتسم به مشروع “بناء الأمة” الذي تبنته أميركا في مرحلة ما بعد الحرب، كما تقول الصحيفة.
وأضافت أن الحالة الأخلاقية اليوم باتت أكثر وضوحًا بكثير، في السراء والضراء، يعد الحوثيون وحزب الله من بين الكيانات السياسية الوحيدة التي تتخذ أي إجراء مادي لعرقلة الفظائع التي ترتكبها إسرائيل. صحيح أن الحصار الذي يفرضه الحوثيون قد يكون له تأثيرات غير مباشرة على الشحن العالمي، وفي نهاية المطاف، على مستويات الأسعار في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يوجد سبب لعدم أخذ كلامهم على محمل الجد: عندما تتوقف الإبادة الجماعية، يتوقف الحصار.
وبينت أن “أمام المجتمع الدولي طريقان نحو إعادة خطوط الشحن عبر البحر الأحمر إلى طبيعتها: إما التدخل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، أو التدخل من خلال معاقبة دولة دمرتها بالفعل عقود من التدخلات والحروب الغربية على أمل أن تجبر قواتها العسكرية على فك الارتباط. ويبدو هذا الاختيار واضحا، خاصة وأن حتى مؤسسات البحث ذات النزعة العسكرية مثل مؤسسة راند تعتقد أن الخيار الأخير لن ينجح. ولكن يبدو أن هذا ليس واضحا بالنسبة لزعماء كندا، الذين أعلنوا، في أعقاب التفجيرات التي وقعت في الحادي عشر من يناير/كانون الثاني، أن “الضربات… تظهر التزام المجتمع الدولي بالدفاع عن حرية الملاحة والتجارة الدولية”.
وأشارت إلى مواجهة “إسرائيل” حاليًا اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، مضيفة أنه “وفي حين من الممكن أن تنجح الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما في الضغط على المحكمة لإصدار حكم مخفف، إلا أنه أمر صعب – بالنظر إلى ما رأيناه جميعًا يتم بثه على الهواء مباشرة على مدار المائة يوم الماضية، وبالنظر إلى التوثيق الشامل للإبادة الجماعية والإبادة الجماعية. إن القصد من طلب جنوب أفريقيا المقدم إلى المحكمة هو تصور حكم لا يعترف بفظاعة ما تفعله إسرائيل حاليا.”
وختمت الصحيفة بالقول إنه “ومن خلال مشاركتنا في عملية حارس الرخاء، انتقلت كندا من التواطؤ عبر الصمت إلى المشاركة النشطة في الإبادة الجماعية. لقد أوقعنا أنفسنا أيضًا في مستنقع من المحتمل أن يكون سريع التطور. ومن أجل مصلحتنا، ومن أجل شعبي فلسطين واليمن، ومن أجل كل من يأمل في مستقبل أفضل، يجب علينا أن نخرج أنفسنا من هذه الحرب المتصاعدة ونلتزم جهود سياستنا الخارجية بالسلام ونزع السلاح.”