موقع فوربس الإسرائيلي: الهجمات التي تعرضت لها “إسرائيل” من اليمن غير مسبوقة
القدس المحتلة – المساء برس|
كثفت الصحافة العبرية في الآونة الأخيرة، الحديث عن المخاطر التهديدات الفعلية القادمة من اليمن على الكيان المحتل.
وقال موقع “فوربس” الإسرائيلي، إن مسؤولي الاستخبارات كانوا لسنوات يحذرون من الخطر المتزايد الذي يشكله الحوثيون في اليمن ويتوقعون تصاعد المواجهة في الجبهة الجنوبية للكيان.
وأضاف، أنه بعد مرور أكثر من شهر على الحرب، نفذ الحوثيون التهديد لإسرائيل، عندما أطلقوا صواريخ كروز وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار في اتجاهها.
وأوضح أنها أطلقت خمسة صواريخ كروز، كل منها محمل بمئات الكيلوجرامات من المواد المتفجرة، بالإضافة إلى حوالي 30 طائرة بدون طيار، تحمل رأسًا حربيًا يزن كل منها 40 كجم، في هجوم مشترك، مشيرة إلى أن الهدف كان، بحسب تقارير مختلفة، منشآت استراتيجية في ميناء إيلات ومجمع الفنادق المزدحم، حيث كان يقيم في ذلك الوقت عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات المحيطة.
ولفت الموقع إلى أن الهجوم تم التصدي له بالكامل، حيث نجحت السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس كارني” في اعتراض وتدمير العشرات من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، التي دخلت مياه البحر الأحمر قبل يوم واحد، بالإضافة إلى أن السعودية اعترضت صاروخ كروز آخر في أجوائها بواسطة بطارية دفاع جوي.
ويضيف الموقع: “لكن هذه كانت الأولى فقط في سلسلة من الهجمات غير العادية. خلال الأسابيع التالية، اعترضت القوات الجوية والبحرية التابعة للجيش الإسرائيلي هجمات مشتركة إضافية شملت العشرات من صواريخ كروز، والطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية – بما في ذلك الاعتراض الذي وصفته بـ”التاريخي” لصاروخين أرض-أرض كانا يهدفان إلى ضرب إسرائيل وتم التصدي لهما بواسطة منظومة السهم 2 والسهم 3.
وأكد على أنه “من نواحٍ عديدة، كانت سلسلة الهجمات الجوية الموجهة ضد إسرائيل من الجنوب غير مسبوقة – من حيث نطاق وتنوع الأدوات المستخدمة في الهجمات، وإمكانية التدمير الدقيق، وفي نطاق الهجوم الذي يعتبر الأبعد على الإطلاق، كما أنها، وفق الموقع، لا يقل أهمية عن الفاعل الذي يقف وراء هذه العملية برمتها وهي ما أسماها بـ”مليشيا أنصار الله” – المعروفة باسم المتمردين الحوثيين”، حسب الموقع.
ويشير الموقع إلى أن إيهود يعاري، كبير المعلقين على الشؤون العربية في قناة نيوز 12، كان يتابع الحوثيين على مدى العقد الماضي. وهو يحذر منذ سنوات طويلة من أن الحوثيين في اليمن سوف يتطورون ويصبحوا نسخة مماثلة لحزب الله في لبنان، وأضاف يعاري: “عندما جاءت هجماتهم، وسقطت صواريخ كروز والطائرات بدون طيار على أبو ظبي، وعلى دبي، وعلى المنشآت النفطية الرئيسية في المملكة العربية السعودية، وعلى المطارات في الرياض وأماكن أخرى – كان من الواضح بالنسبة لي أن إسرائيل كانت أيضًا على قائمة أهدافهم”.
وأوضح بأن اليمن أصبحت اليوم بحكم الأمر الواقع جبهة عسكرية ضد “إسرائيل”، “وأصبحت تمثل تهديدًا فوريًا وملموسًا شهدنا نتائجه في الأسابيع الأخيرة من الحرب”.
وعرج كبير المعلقين على الشؤون العربية في قناة نيوز12 العبرية، في حديثه لموقع فوربس، على القوى الداخلية المواجهة لحركة أنصار الله، لا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تدعمه الإمارات بهدف الانفصال عن اليمن وإعادة تأسيس دولة جنوب اليمن”، معتبرًا أن المجلس الانتقالي هو القوة الرئيسية التي تقف في وجه الحوثيين اليوم، لافتًا إلى أن رئيس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، كان قد أبدى استعداده بصراحة لإقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل، في إشارة إلى إمكانية استثماره في مواجهة “أنصار الله” خدمة لإسرائيل.
وأشار إلى مصالح “إسرائيل” التي وصفها بالكبيرة في اليمن، وعلى سبيل المثال: “الصراع من أجل السيطرة على جزيرة بريم، التي تسيطر حرفيًا على مضيق باب المندب”، مشددًا على أنه من المهم جدًا التمركز فيها، جيث يمر من المضيق جزء مهم كبير من التجارة الإسرائيلية، إما عبر الطرق التجارية المؤدية إلى “إيلات” أو عبر قناة السويس إلى حيفا أو أشدود، حسب يعاري.
وأضاف أن باب المندب “هو طريقنا إلى آسيا وأستراليا، وهو عنصر مهم في تجارة إسرائيل مع دول مهمة مثل الهند أو الصين أو اليابان”، مشيرًا إلى محاولة سابقة للإمارات لإنشار مطار على جزيرة بريم للسيطرة على حركة الملاحة في المضيق، إلا أن هذه الجزيرة قاحلة وغير مأهولة، لذا فإن وضع القوات هناك يعد أمرًا صعبًا وليس سهلًا البتة.
وتابع: “وإضافة إلى ذلك، هناك جزيرة أخرى أكبر من مصر، وهي سقطرى، تقع جنوب اليمن في غرب المحيط الهندي. وهناك أيضاً الإمارات تتمركز بثبات مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وحتى اليوم، لقد تمكنوا من منع الحوثيين من احتلالها”.
ويشدد المحلل الصهيوني على مصلحتهم الكبيرة للغاية على ضرورة “ألا تكون هاتان الجزيرتان تحت سيطرة الحوثيين، رغم عدم سيطرتهم عليها، لكن سيطرتها عليهما تشكلان تهديداً بالتأكيد على إسرائيل”.
الصحيفة تؤكد، أن “أكبر تهديد حقيقي من الحوثيين على “إسرائيل” هو على طرق الشحن في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، الذي يمر النفط الذي تبلغ قيمته الإجمالية 10 مليارات دولار من هناك سنويًا – وهو طريق تجاري مهم جدًا في الاقتصاد العالمي، وهو ما يمنح الحوثيين قوة هائلة للضغط حتى على الغرب.
وأوضح إيهود يعاري، بأن الحوثيين يشكلون تهديدًا كبيرًا على إسرائيل في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أنهم لن يضطروا إلى إطلاق النار طوال الوقت وشل مسار طريق التجارة الدولية في البحر الأحمر على كامل الدول، مضيفًا بأنه يكفي أن يقرروا إطلاق النار على سفن إسرائيلية منفردة، وهم ليسوا على عجلة من أمرهم.
وأشار إلى أن إعلانهم الحرب على إسرائيل إلى جانب الفلسطينيين، رغم عدم علاقتهم القوية مع حماس، يشير إلى أنه إذا اندلعت حرب بين حزب الله -الذي تربطهم به علاقة كبيرة- وإسرائيل، فإنه بالتأكيد سنرى الحوثيين يفعلون ما يفعلونه الآن ضد “إسرائيل”، في إشارة إلى أن أي حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله ستوسع المعركة بشكل أكبر مع اليمن.