ضغوط بريطانية وفرنسية على الانتقالي بسبب الانقسام داخل المجلس الرئاسي
الرياض – المساء برس|
لا يزال الانقسام داخل المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية كسلطة شكلية للمناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب وشرق وأجزاء من غرب اليمن مطلع أبريل العام الماضي بهدف توحيد الفصائل المتعددة الأطراف والولاءات للخارج تحت قبة واحدة، لا يزال هذا الانقسام سيد الموقف، مع فشل سعودي ذريع في توحيد كل هذه الأطراف المتعددة والمتناحرة فيما بينها والتي تعمل لحساب طرفين إقليميين هما السعودية والإمارات فيتصارعان عند خلافات الأسياد ويتفقان عند اتفاقهما لتبرهن كل هذه الأطراف للشعب اليمني أنها ليست سوى أدوات محلية تعمل بالأجر الزهيد.
وشهد اليومين الماضيين ترويجاً من التحالف السعودي لقرب إعلان اتفاق نهائي على إنهاء الحرب على اليمن والتوصل لصيغة اتفاق بين صنعاء والرياض، حسب التسريبات، تتضمن دفع المرتبات مقابل سماح صنعاء باستئناف تصدير النفط الخام، وفي سياق هذه التسريبات إن صحت فإنها تتطلب لإنفاذها على أرض الواقع أن يكون المجلس الرئاسي (الشكلي) التابع للتحالف موحداً وعلى كلمة وقلب رجل واحد، وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة.
فالعليمي رشاد وأعضاء مجلسه الشكلي حالياً في السعودية تحركهم الرياض وأبوظبي يميناً ويساراً، وحسب ما يتم ترويجه خاصة من قبل إعلام حزب الإصلاح أبرز مكون يمني تابع للتحالف السعودي الإماراتي في الحرب على اليمن، بأن هناك لقاءً ترتب له السعودية لمجلس القيادة الرئاسي في الرياض من أجل إنهاء الانقسام والخلاف خاصة بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي التابع للإمارات والذي يعد واحداً من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي السبعة وبقية الأعضاء أو على الأقل معظمهم.
في سياق الانقسام الحاصل تحاول السعودية استخدام وسائط دولية لممارسة ضغط أكبر على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تتلقى قياداته تعليماتها من أبوظبي، والأخيرة تعمل بكل جهد لإفشال أي توافق أو بوادر حل شبه دائم للحرب على اليمن وكلما توصلت السعودية لاتفاق مع صنعاء تدفع الإمارات بأداتها ممثلة بالانتقالي لإبداء رفض أي اتفاق والسبب في ذلك أن الإمارات لا تريد أن تخرج من حرب اليمن دون أن تحقق لها أي مكاسب فيما السعودية ترى نفسها مضطرة للانسحاب من اليمن بعد 8 سنوات من الحرب الفاشلة انهزمت فيها السعودية شر هزيمة وتكبدت فيها خسائر فادحة ولطحت سمعتها بدماء عشرات الآلاف من النساء والأطفال اليمنيين الذين قتلتهم الطائرات الحربية السعودية طوال فترة الحرب.
ويبدو أن ثمة ترتيبات تريد الرياض إبلاغ مجلس القيادة الرئاسي الموالي لها، بهذه الترتيبات لكي تكون المجلس في الصورة خاصة وأن هذه الترتيبات تتعلق بطرفي الحرب الرئيسيين (صنعاء والتحالف بقيادة السعودية)، وفي الوقت الذي تتلقى فيه بقية أطراف مجلس القيادة الرئاسي على رأسها رشاد العليمي التعليمات من السعودية من دون اعتراض، فإن الزبيدي الممثل عن الإمارات داخل الرئاسي يرفض القبول بهذه الترتيبات.
حتى اللحظة لا يوجد تصريح رسمي بشأن هذه الترتيبات التي تريد الرياض فرضها على الأطراف التابعة لها وللإمارات والتي فيما يبدو تم الاتفاق عليها بين الرياض وصنعاء بشكل مباشر بصفتهما أصحاب القرار في هذه الحرب، إلا أن تسريبات حصل عليها “المساء برس” من مصدر مطلع في صنعاء أن هناك حديث استعداد سعودي لدفع مرتبات 6 أشهر من مرتبات موظفي القطاع العام في اليمن مقابل أن تسمح صنعاء باستئناف تصدير النفط الخام.
أما ما نشرته وسائل إعلام الإصلاح الممولة من التحالف، فقد أشارت إلى أن الرياض ستعلن عما قريب عن اتفاق نهائي بشأن الحرب على اليمن، وأن الاتفاق يتضمن ترتيبات منها استئناف تصدير النفط الخام، وترتيبات أخرى تتعلق بالجانب الاقتصادي والعملة والبنك المركزي.
ويؤكد مراقبون أن رفض المجلس الانتقالي المدفوع إماراتياً، هو ما دفع بالرياض لاستخدام أوراق ضغط دولية على الانتقالي ومن هذه الأوراق تنسيق لقاءات لسفراء دول أوروبية مع رئيس الانتقالي وعضو الرئاسي، عيدروس الزبيدي في الرياض، واليوم الخميس نشرت وسائل إعلام الانتقالي أن سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن وسفيرة فرنسا لدى اليمن التقيا بالزبيدي كلا على حده وناقشتا معه انقسام المجلس الرئاسي.
وحسب وسائل إعلام رسمية تابعة للعضو في المجلس القيادي الرئاسي، طارق عفاش، فإن السفيرة البريطانية أكدت للزبيدي ضرورة إنهاء انقسام المجلس الرئاسي، في إشارة إلى أن اللقاء كان عبارة عن تحذير بريطاني للانتقالي من الاستمرار في عرقلة التحركات السعودية الرامية لإخضاع الرئاسي تحت إدارة وقيادة ورأي وموقف واحد.