عن أمن الكيان ومستقبله.. الـ” عدم” المضافة بفعل القوة الصاروخية اليمنية
وما يسطرون – أحمد الكمالي – المساء برس|
بعد تنفيذ الجيش اليمني لعمليته الأولى ضد الكيان الإسرائيلي، خرج كبير مطوري جيش الاحتلال، عوزي روبين، في تحليل نشرته صحيفة ” جيروزاليم بوست”، بعنوان (هل أدى اعتراض صاروخ آرو الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟)، ليؤكد أن تمكن منظومة الـ”سهم” من اسقاط صاورخ بالستي بذلك الشكل الذي اطلقته اليمن، يعد سابقة هي الأولى من نوعها تشهد على القدرات العالية لمنظومة إسرائيل الدفاعية والكفاءة العالية لمنظومة الـ”سهم” بالذات، كونها صممت خصيصا لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وذلك بالمجمل مؤشر ورسالة ردع لكل أعداء إسرائيل في المنطقة!
روبين الذي يعمل حاليا كزميل في كلا من معهد القدس للأمن والدراسات الاستراتيجية ويرتبط أيضا بمركز بيغن السادات وكلاهما من أهم مراكز البحوث وصنع القرار في الكيان، قال حينها: ” لا يوجد شيء يضاهي إسقاط تهديد صاروخي باليستي عالي الجودة مع كل الضغط الحقيقي الذي يفرضه الموقف العملياتي، تمكنت إسرائيل من القيام بذلك على الرغم من التهديدات على جبهات أخرى متعددة: الجنوب والشمال والضفة الغربية”.
وشدد الجنرال الإسرائيلي على أن ذلك مؤشر سيقدم رسالة لإيران وحلفائها على قدرة إسرائيل على التصدي للصواريخ البالستية التي تمتلكها طهران وصنعاء، فيما التهديدات الصاروخية التي تتعرض لها إسرائيل من حماس وحزب الله، هي صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، يمكن للقبة الحديدة التعامل معها، وبالتالي لا حاجة للمنظومة السهم.
يمكن تفسير تصريحات روبين المستعجلة حينها، على أنها شيء من الأنا وشيء من “البزنز”، فالرجل هو صاحب فكرة منظومة الـ “السهم” التي استطاعت حكومته تسويقها لدولة ألمانيا، قبل أن تخوض عمليتها الأولى، وقبل تجريبها فعليا في الثانية من قبل القوات المسلحة اليمنية، في عملياتها السادسة للنصرة فلسطين، الخميس 10 من نوفمبر، والتي أثبتت خطأ حسابات روبين ومبالغته في قدرات جيشه مرة واحدة، وفي نفسه مرتين كمطور لتلك المنظوم، وكأكثر إسرائيلي يحمل روحية متفائلة بالنجاحات وسط حالة الإحباط التي يعيشها الكيان.
فالتأكيد القطعي لصنعاء حول وصول الصواريخ البالستية المرسلة في العملية الأخيرة (مساء الخميس الـ10 من نوفمبر الجاري) إلى أهدافها في جنوب الكيان، إيلات على وجه التحديد، يدعمه ما تم ظهوره من أخبار وتسريبات لوسائل إعلام العدو وأخرى دولية، وهو بدوره لا يطرح أسئلة محورية حول القدرات الحقيقة لمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي التي ساهم الرجل مع الأمريكان بتطويرها لصالح جيش دولته فقط، بل يطرح سؤالا مصيري أهم بكثير يتعلق بمستقبل وجود تلك الدولة برمتها، والذي يرتكز على تفوق سلاحها كشرط أساسي للبقاء وتحقيق الأمن في بيئة معادية!؟
يكفي أن يعيد المرء قراءة كلام روبين نفسه أو حتى الاكتفاء بالعنوان الذي نشر به “هل أدى عدم اعتراض صاروخ آرو الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟ ” -بإضافة “عدم”- ليدرك ماذا يعني ذلك على أمن و مستقبل الكيان في حال ربطناه بسياق مرحلة مابعد الـ7 من أكتوبر، بدون أي مبالغة، يعني الـ”عدم” المضافة بفعل القوة الصاروخية اليمنية.