(أذرع) الحق وأذناب الباطل

عدنان با وزير – وما يسطرون|

مشكلة العقلية الامريكية وعقلية خادمتها الأولى في المنطقة (السعودية) – نعم الأولى فلولاها لما كانت الخادمة الثانية العبرية – مشكلتهم الثلاثة أنهم الى حد الآن غير قادرين يفهموا أن أنصار الله غير كل الحركات الثورية المعروفة ، أنهم حركة من طراز جديد تماماً ولا يفكرون بعقلية الأنظمة العربية الأخرى ، ومن هنا لابد من تأكيد القول أن هؤلاء القوم لا يخضعون للتهديدات والمساومات فيما يؤمنون به .

كتب نائب رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية الأستاذ (المهتل) – وبالمناسبة المهتل هنا تعني المبهذل بلهجتنا المحلية – ، كتب أن أنصار الله قد تلقوا تحذيراً من إسرائيل عبر وسيط ، بأن يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ على كيان العدو وإلا سترد إسرائيل ، وأنهم قد توقفوا بالفعل ، وإن لم يفعلوا فأن الأساطيل الامريكية في البحار القريبة جاهزة للرد !! أولاً لا نعرف أنه يوجد وسيط بين الأنصار وكيان العدو ، لا يوجد ولن يوجد .

ثانياً : من متى كانت إسرائيل المتغطرسة تحذر ؟؟ فالمعروف إن إسرائيل ترد قبل وفي أثناء وليس حتى بعد أي ضربة تتعرض بها ، هل تغيرت طبيعة الكيان وأصبح مهزوزاً كالأنظمة العربية التي ما زلنا منذ عقود ننتظر ردها في المكان والزمان المحددين كما صدعوا رؤوسنا ، أم أن هذا المهتل يكذب؟

ثالثاً: نحن نعلم أن هذا التهديد المزعوم المسرب قد حصل بعد ضربة الأنصار الأولى والمبكرة ، وفي وجوده سوى صح أم لم يصح ، السعودية نفسها وعبر إعلام العدو أعلنت مساء أمس الأحد أنها اعترضت أحد صواريخ الأنصار المنطلقة نحو الكيان!

رابعاً : لن يخيف هذا الرد إذا أتى الأنصار وهم لم يقدموا على فعلهم الثوري الجري الا وهم يعلمون تبعاته جيداً ، ولن يثنيهم ان حدث عن الانتصار لقضيتهم المركزية مهما كانت التضحيات. لقد أحرجهم (السعوديين) حرجاً شديداً فعل الأنصار الشجاع والجري وغير المسبوق هذا، وقزمهم أمام شعوبهم وجميع الشعوب العربية، فطفقوا يقللون من أهمية هذا الفعل وأن الصواريخ اليمانية سقطت ولم تصل الى هدفها تارة ، وتارة أخرى بإتهام الأنصار بالجبن والتوقف.

ونفس الكلام بالضبط ينطبق على بقية أضلاع المحور في لبنان والعراق وسوريا، وأطلقوا حملاتهم الإعلامية المحمومة والكاذبة لتقليل من مصداقية المحور ومن تأثير فعله على العدو. حتى عندما حاولوا النيل من نبل وشجاعة هذه المكونات لم ينجحوا، وعندما أطلقوا عليها تسمية (أذرع إيران) وهي ترجمة حرفية عن الإنجليزية ، فإن هذا لا يضيرهم فهم وكما يعرف الجميع أذناب أمريكا وهي تسمية ووصف قديم ويلازمهم منذ نشأتهم وليس الآن ، وليس الذراع البطاش لعمرك كالذنب الذليل التابع ، ونعلم أين يوجد الذراع في الجسم وأين يوجد الذنب!!

وأخيراً يكفي أن العالم كله بما فيه هم أنفسهم قد قعدوا يحسبون الأيام والساعات والدقائق واقفين على (إجر ونص) منتظرين ليسمعوا صاغين لخطاب السيد نصر الله ، والذي قال فيه ما قال ، ونجده كافياً شافياً لمن يسمع ويعي لا من يسمع لينبح!!

قد يعجبك ايضا