ما وراء تهديد نصر الله علناً للأساطيل البحرية.. “أعددنا لها العدّة”
تقرير خاص – المساء برس|
وضع حسن نصر الله أمين عام حزب الله، معادلة خطيرة للحرب تبقي العدو الإسرائيلي في حيرة من أمره، فبمقابل التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة سيكون هناك تصعيد من الجبهة اللبنانية.
هذا التصعيد، وبموجب التهديدات الأمريكية، التي كشفها نصر الله بأنها قالت إذا ضربتم إسرائيل بستضرب أمريكا كلاً من لبنان وإيران، بالتالي فإن التصعيد من قبل الجبهة اللبنانية سيتبعه ردة فعل عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر ضد لبنان وإيران.
في هذه الحالة فإن القدرات العسكرية الأمريكية لضرب المقاومة اللبنانية وإيران هي القطع البحرية المتمركزة الآن شرق البحر الأبيض المتوسط في المياه الدولية قبالة فلسطين المحتلة ولبنان والخليج العربي.
في خطاب نصر الله، وردت عبارة مهمة جداً، يجدر التوقف عندها وتدقيقها، وهي تهديده الصريح للولايات المتحدة الأمريكية بأن المقاومة اللبنانية أعدت العدة اللازمة لضرب الأساطيل البحرية الأمريكية بما في ذلك حاملات الطائرات، فما هي الأسلحة التي جعلت نصر الله واثقاً من نفسه أثناء الخطاب حين أقدم على تهديد واشنطن بضرب أساطيلها في شرق المتوسط؟.
بحسب مصادر في “محور المقاومة” الذي يضم “إيران واليمن والعراق وحزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية وسوريا” فإن المحور يمتلك صواريخ قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية، هذه الصواريخ هي ما يعرف اليوم بـ”الصواريخ فرط صوتية” أي التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ولا يجد المشغل الأمريكي الوقت اللازم لتشغيل المنظومة الدفاعية لضرب هذه الصواريخ عندما يتم رصدها رادارياً.
من هذه الصواريخ بحسب مصدر بالمحور ما يلي:
أولاً: الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ الانزلاقية والسابحة:
هذه صواريخ مثل زيركون وكينجال الروسيين وصاروخ فتاح الإيراني، والتي يمكن إطلاقها من الجو، بواسطة قاذفات أو من البحر بواسطة غواصات وسفن حربية كبيرة ومتوسطة.
مثل هذه الصواريخ خاصة صاروخ زيركون، عندما يتم اكتشافها من أنظمة الدفاع المضادة فوق السفن الأمريكية لا يكون أمام المشغلين على متن السفينة أو الحاملة المستهدفة سوى 20 ثانية فقط للتصدي له، وبمعادلة كهذه فإن هذا الوقت يسمى بالوقت القاتل وغير الكافي حتى لمجرد التفكير بالحل، وبالتالي فإن إصابة الصاروخ ستكون قاتلة، وتمسيه روسيا “قاتل حاملات الطائرات”.
وسرعة صاروخة زيركون الروسي 11 ألف كيلو متر في الساعة، وبحسب خبراء عسكريين متخصصين في هذا المجال فإن هذه السرعة الاندفاقية يعتقد أنه قد ينجم عنها غيمة من البلازما حوله تعمل على امتصاص موجات الراديو الصادرة من المنظومة الدفاعية وبالتالي لا يظهر الصاروخ على أجهزة الرادار.
أما بالنسبة لصاروخ فتاح الإيراني، فيبلغ مداه 1400 كيلو متر، وسرعته قبل إصابة الهدف تتراوح بين 13 و15 ماخ، الصاروخ الجديد يتخطى كل منظومات الدروع الصاروخية، ويستهدف منظومات الدفاع للعدو، ويمثل قفزة كبيرة في مجال صناعة الصواريخ.
ثانياً: الطائرات بدون طيار:
ليس هناك أسهل من استخدام طائرات بدون طيار لضرب حاملات الطائرات، وصحيح أن مثل هذا السلاح لا يمكنه إغراق مدمرة أو حاملة طائرات، لكنه على الأقل يستطيع إبطال مفعولها، فمثلاً عندما تنطلق الطائرات بدون طيار فإنها تحلق على علو منخفض ما يجعلها بعيداً جداً عن إمكانية التقاطها باستخدام منظومات الدفاع الجوي (منظومات الرصد الراداري) ولهذا السبب لا يمكن لأي منظومة دفاعية في العالم استخدامها للتصدي للطائرات المسيرة، فيكون الحل الأمثل لوقف هذه الطائرات المسيرة هو تشغيل وإقلاع طائرات مقاتلة حربية وتحليقها في الجو للبحث عن الطائرة المسيرة وملاحقتها وقصفها وهي في الجو.
لكن هذه العملية مكلفة للغاية، فعلى سبيل المثال، نجد أنه وبحسب اعترافات الأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم، أنهم قاموا بتشغيل طائرتين حربيتين قبالة المياه الفلسطينية المحتلة على البحر الأحمر لملاحقة طائرة مسيرة واحدة تم إطلاقها من اليمن لضرب هدف في منطقة إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وإذا ما تم إطلاق مجموعة من الطائرات المسيرة فإن الطائرات الحربية المقاتلة لن تتمكن من قصفها جميعاً في الجو وبالتالي فإن الجزء الأكبر من هذه الطائرات سيصل إلى هدفه، وإذا كان هدف هذه الطائرات مثلاً ضرب سطح حاملة الطائرات فسيتم تدمير هذا السطح وبالتالي إبطال مفعول الحاملة كلياً إضافة إلى ما سيحدث من دمار على سطح الحاملة من تضرر للطائرات المصطفة فوق الحاملة.
ثالثاً: الهجمات السيبرانية:
الهجمات السيبرانية (الإلكترونية) على شبكات السرية التي من خلالها يتم التحكم بعمل القطع البحرية ومن خلالها أيضاً يتم توجيهها وتوجيه أسلحتها ومنظوماتها الرادراية والدفاعية والصاروخية، وهنا يمكن إبطال مفعول وإطفاء الحاملة بأكملها إن حدث اختراق سيبراني بل من المحتمل أن يتم التحكم بالسفينة الحربية وأسلحتها وإطلاقها وتوجيهها نحو هدف صديق للسفينة الحربية ذاتها.
رابعاً: القطع البحرية والغواصات المسيرة:
حالياً هناك أسلحة يمكنها استهداف حاملات الطائرات يتم إطلاقها من على متن قطع بحرية أخرى، لكن الأخطر من ذلك هو أن هناك أسلحة بحرية جديدة لا تحتاج لمنصة إطلاق وهي في البحر بل يمكن إطلاقها وتوجيهها تعبر تحت المياه حتى تصل إلى هدفها، مثل الغواصات المسيرة، فبينما تطير الطائرات المسيرة في الجو فإن الغواصات المسيرة هي عبارة عن طائرات مسيرة لكنها تطير داخل المياه وتضرب أهدافها البحرية من الأسفل، وصحيح أنه يمكن اصطياد هذه الغواصات وضربها قبل وصولها للهدف، إلا أنه يمكن إبقاءها داخل المياه مدة طويلة حتى تتحين الفرصة المناسبة لإعادة تشغيلها وتحريكها لضرب الهدف وبالتالي فإن هذا الوضع يجعل حاملة الطائرات في وضع مرتبك ومقلق وفي حالة طوارئ دائمة مما يزيد من كلفة تشغيل الحاملة أو المدمرة.