الاستراتيجية الحالية لأمريكا يكشفها مستشار الأمن القومي.. استثمار الحرب في فلسطين المحتلة وأوكرانيا وعدم إيقافها
خاص – المساء برس|
كشف مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية، جاك سوليفان في مقال مطول أشبه ما يكون دعاية انتخابية روّج فيه للرئيس الحالي جوزف بايدن وإدارته لأمريكا وتغييرات السياسة الخارجية لواشنطن التي أعادت – حسبما يرى سوليفان – لأمريكا وهجها ودورها عالمياً، كشف عن الاستراتيجية الحالية التي تعمل عليها واشنطن منذ أن جاء بايدن للبيت الأبيض.
وكشف سوليفان عن استراتيجية واشنطن حالياً والقائمة على استغلال الحرب في أوكرانيا وحالياً في فلسطين المحتلة بين جيش الكيان الإسرائيلي المحتل من جهة والمقاومة الفلسطينية وحلفائها في الإقليم من جهة أخرى، وتحويل هذا الصراع إلى أرقام تزيد من قوة الولايات المتحدة الأمريكية وتعمل على ترميم هيبة واشنطن التي اهتزت بفعل قرارات وسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب.
تقوم فكرة الإدارة الحالية لبايدن بحسب ما يقوله سوليفان، على أن على واشنطن الآن ترميم تحالفاتها السابقة التي ضعفت بسبب بعض القرارات والسياسات الخاطئة التي انتهجتها واشنطن خلال فترة ما بعد الحرب الباردة نتيجة شعور العظمة الذي تمّلك أمريكا بعد أن أصبحت القوة الوحيدة العظمى عالمياً من كافة النواحي، ويشير سوليفان أن هذه القوة أساساً لم تكن لتأتي لولا التحالفات التي أنشأتها الولايات المتحدة خلال الـ7 العقود الماضية والتي جعلت أمريكا هي صاحبة القوة الاقتصادية والعسكرية وهي صاحبة رسم السياسات وبقية العالم هو الجهة المنفذة والمنقادة بكل سلاسة خلف البيت الأبيض.
ويرى سوليفان أن هذه القوة ترهلت بفعل بعض السياسات الخاطئة وبفعل التقدم والتطور التكنولوجي والفكري وبصعود قوى دولية جديدة تحاول أن تكون منافسة للولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي جعل من الدول الحليفة لواشنطن (المنقادة خلف البيت الأبيض بالأحرى)، لا ترى أهمية في بقاء تحالفها مع الولايات المتحدة، وأنه وإزاء وضع كهذا يهدد هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً ويمنحها القوة التي نراها اليوم، فإنه كان لزاماً على بايدن منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض العمل على تحديث تحالفات أمريكا بما يبقيها هي الدولة القائدة لهذه التحالفات التي لولاها لما كان لواشنطن أن تمتلك هذه القوة طوال هذه المدة.
اللافت في مقال مستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان، أنه ذكر كيف استفادت أمريكا من الحرب في أوكرانيا، وألمح إلى استفادتها أيضاً حالياً من الحرب في فلسطين المحتلة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، مقدماً الدور الأمريكي الذي تلعبه واشنطن كقائدة لحشد الدول الغربية خلفها ضد روسيا مثلاً على أنه دليل على نجاح سياسة بايدن في إعادة ترميم تحالفات واشنطن وتحديثها.
مقال سوليفان الهام، يكشف بشكل غير مباشر كيف أن واشنطن من مصلحتها أن تعمل على إطالة الحرب في أوكرانيا أطول فترة ممكنة لأن ذلك يبقيها متربعة على كرسي قبطان سفينة ما، وبقية الدول هم بقية طاقم السفينة، وبالمثل أيضاً فإن في مقال سوليفان ما يكشف أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية تقوم على استثمار الحرب في فلسطين المحتلة أكبر قدر ممكن والعمل على استثمار هذه الحرب إلى أبعد مدى من خلال العمل على إطالتها أكبر قدر ممكن بما يبقي واشنطن هي قائدة الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي إضافة إلى ما يمثله إطالة أمد الحروب في أي منطقة في العالم من فائدة كبيرة جداً لإعادة تشغيل وتطوير مصانع الأسلحة والذخائر التي قال سوليفان أنها شهدت فتوراً كبيراً جداً خلال الفترة الماضية.
ومن الواضح من خلال مقال سوليفان أن الاستراتيجية الأمريكية فيما يخص الحرب في فلسطين المحتلة ستعمل من الآن وصاعداً على قيادة الدول الغربية والحلفاء الأبرز لواشنطن ليكونوا هم الممولين للكيان الإسرائيلي بما يمكن الكيان من القدرة على مواصلة شراء الأسلحة والذخائر الأمريكية لاستخدامها في هذه الحرب مع مواصلة البيت الأبيض التحكم بالقرار داخل الكيان الإسرائيلي وتحديداً فيما يتعلق بالحرب البرية على قطاع غزة التي يحاول بايدن بنفسه منع هذه الخطوة أو تأخيرها بالحد الأدنى أطول فترة ممكنة، وذلك ليس خوفاً مما سيحدث من مجازر ضد الإنسانية من قبل الكيان الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، بل من أجل إطالة الحرب أكبر فترة ممكنة فالعملية البرية لجيش الكيان الإسرائيلي – بحسب مراقبين – إن نجحت وهذا احتمال ضعيف، ستكون الحرب بذلك قد انتهت وانتهى معها استمرار إمداد أمريكا للكيان بسلاسل الدعم العسكري من قنابل وذخائر وخدمات لوجستية وانقطاع التمويل الأوروبي والتمويل الخليجي مالياً لهذا الدعم.