بلومبرغ: الصراع السعودي الإماراتي يهدد جهود السلام في اليمن
عدن – المساء برس|
كشفت وكالة بلومبرغ الأميركية، أمس الثلاثاء، عن خلاف كبير وصراع بين المملكة السعودية والإمارات في اليمن.
وأوضحت الوكالة، في تقرير لها، أن الخلاف العميق بين السعودية والإمارات بشأن مصير اليمن يعرض جهود السلام للخطر.
ونقل تقرير الوكالة عن أربعة أشخاص لم تسمهم، قولهم إن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع قوات صنعاء، وتنذر بالتصعيد إلى جولة جديدة من الحرب بين الفصائل المدعومة من الإمارات والسعودية المشاركة.
وأشارت إلى أن التوترات تصاعدت بين الحليفتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، مضيفة أن الدعوات المتزايدة من قبل الفصائل المدعومة من أبو ظبي المنادية بالانفصال وإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض.
وقال أحمد ناجي كبير محللي الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولية لبلومبرغ: “إن اليمن أصبح ساحة للمملكة والإمارات للتنافس وتصفية حساباتهما من خلال وكلاء محليين، مما يقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية”.
وكشفت الصحيفة، عن حالة من الغضب الكبيرة انتابت الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن الملف اليمني، بسبب زيارة عيدروس الزبيدي في مايو الماضي إلى حضرموت، والذي اعتبر زيارة الزبيدي بمثابة تحد علني للمملكة، وهو ما يعكس حالة الصراع المتنامية بين الرياض وأبو ظبي وتباين أجنداتهما في المحافظات الجنوبية.
وتضيف الوكالة : “وبالرغم من الإمارات دعمت المجلس علناً، إلا أنها أقل حماساً بشأن استيعاب الحوثيين وحريصة على إنشاء دولة جنوبية مستقلة للحفاظ على النفوذ الذي بنته على امتداد الساحل الممتد من المكلا إلى باب المندب، بوابة البحر الأحمر، وهذا أمر بالغ الأهمية لتعزيز مكانتها في التجارة الدولية”.
وبحسب إفادة فارع المسلمي، الخبير اليمني والباحث في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن، للوكالة فإن: “بعض الناس يحبون جمع الطوابع والعملات المعدنية” مضيفا ان “الإمارات تحب جمع الموانئ” وترى أن مصالحها تخدم بشكل أفضل من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بقيادة الزبيدي، وهو ضابط سابق في الجيش في الستينيات من عمره ويعمل اسمياً نائباً للعليمي”
وأوضحت أن الخلاف طويل الأمد بين الرياض وأبو ظبي “دخل مرحلة جديدة خطيرة مع زيارة الزبيدي للمكلا، حيث أعلنت القوات المدعومة من الإمارات عن خطط لتوسيع نطاق وصولها، والمطالبة بالسيادة على حضرموت بأكملها، أكبر محافظة في اليمن والتي تضم 80٪ من نفطها..
وردت المملكة على هذه الخطوة بإرسال طائرة عسكرية إلى مطار الريان لنقل القادة المحليين الحضارم، بما في ذلك الحضارم إلى الرياض، حيث أعلنوا عن تشكيل لجنة إقليمية جديدة لمواجهة الانفصاليين. إنه نموذج يخطط السعوديون لتكراره في جميع أنحاء الجنوب لمنع أي محاولة للاستقلال، تضيف الوكالة.
ولتعزيز سيطرتها على حضرموت، قامت السعودية بإنشاء وتمويل وتدريب قوة شبه عسكرية يمنية جديدة تُعرف باسم درع الوطن، والتي تجذب المقاتلين من الفصائل المدعومة من الإمارات بأجور ومزايا ثابتة، وفقًا لمسؤولين وباحثين يمنيين على الأرض.
وخلص تقرير الوكالة الأميركية إلى أن هذه الصراعات بين الحليفتين، تهدد بشكل كبير الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل، وتنذر بعودة الحرب إلى مربع الصفر.