رجال المرور الأبطال: تضحية وتفانٍ في سبيل سلامتنا
أصداء – محمد بن عامر – المساء برس|
أيام العيد هي أيام الفرح والاحتفال والسرور، وفيها تحيا التقاليد والطقوس المتوارثة، وتتميز هذه المناسبة بفرصة الاجتماع بالأحبة والأصدقاء، وقضاء وقت ممتع مليء بالمرح والسعادة، والذهاب إلى المتنزّهات وأماكن الترفيه، ومع ذلك، هناك فئة مهمة من أبطال الحياة يقدمون تضحيةً غير عادية في هذه الأيام الاستثنائية حيث كان من المفترض لهم قضاءها مع عائلاتهم، لكنهم فضلوا الاستمرار في تأدية مسؤوليتهم وواجبهم الوطني.
أقصد هنا، رجال المرور، الأفراد الشجعان والمخلصين الذين يضحون بأوقات فراغهم ويتركون أسرهم وأحبائهم ليقفوا بيننا وبين الأخطار المحتملة خلال أيام العيد، إنهم يعملون بجد لتطبيق القواعد المرورية وضمان تنظيم حركة المرور السلسة والآمنة للمسافرين، والمارة عبر الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية، وبفضل جهودهم هذه، يتم الحد من التكدس المروري والحوادث المروعة.
خلال الأيام العادية والعطلات والإجازات على حد سواء، يعمل رجل المرور بتفانٍ عظيم لضمان سلامة المجتمع وحفظ النظام المروري على الطرق. إنه البطل الذي يتعامل مع الحركة المرورية الكثيفة ويواجه طقسًا صعبًا من حرارة الشمس اللافحة والأحوال الجوية المتقلبة، وليس هذا فحسب، بل يواجه ظروف مادية صعبة أيضًا في ظل الأوضاع المعيشية المتدنية التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب الذي شنها التحالف بقيادة السعودية في عام 2015م، إذ تكون ظروف عمله متواضعة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، وعلى الرغم من ذلك، فإنه يستمر في الوفاء بمسؤولياته، ويقوم بأداء واجبه بكفاءة عالية.
ولا تقتصر مهام رجال المرور على الإشارة المرورية البسيطة فقط، بل هم العمود الفقري لأمننا وسلامتنا على الطرق والشوارع المختلفة، والحلقة المتصلة في عملية ضمان انسيابية الحركة المرورية لاعتبارها أحد أهم المؤشرات التي تسمح بتقييم جودة الحياة في الوسط الحضري، كما يعزى لهم دور كبير في تعزيز التحضر بالمدن.
إنها تضحية جبارة لرجال المرور الذين يخلقون جسرًا من الأمان لنا جميعًا، ونحن بدورنا نعبر عن احترامنا لهؤلاء الحماة المجهولين الذين يعملون صامتين تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل سلامتنا في أيام العيد وفي كل يوم، ونقدر جهودهم وتضحياتهم المستمرة في خدمتنا وحمايتنا، ويجب أن نتعاون معهم، ونلتزم بتعليمات المرور كأدنى مساهمة يمكننا تقديمها لهم حتى نكون جميعاً شركاء في صنع المجتمعات الآمنة والمتقدمة.