سبق أن كشفها “المساء برس”.. تاريخ المشاركة البريطانية في الحرب على اليمن
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
تفاعلت وسائل إعلام يمنية وأجنبية (عربية) موالية للتحالف السعودي ضد اليمن، مع ما نشرته منظمة بريطانية عن الدور البريطاني عسكرياً بالحرب على اليمن، وكأنها تتفاعل مع معلومات جديدة وتُكشف لأول مرة وليس مع معلومات سبق أن كشفتها وسائل إعلام يمنية محلية مناهضة للتدخل العسكري الأجنبي الذي قادته السعودية ضد اليمن.
وكانت منظمة “مكافحة العنف المسلح” البريطانية، قد سلطت الضوء أكثر في تحقيق جديد لها على حجم المشاركة البريطانية على الأرض في العمليات العسكرية للتحالف السعودي ضد الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء.
الحقيقة أن ما نشرته المنظمة، لم يأتِ بجديد إلا فيما يتعلق ببعض التفاصيل الدقيقة التي جاءت لتؤكد صحة ما سبق ونشره “المساء برس” حول الدور البريطاني العسكري في اليمن في مجموعة تحقيقات وتقارير صحفية نقلاً عن مصادر مطلعة وشهود عيان يمنيين إضافة إلى ما نشره الموقع من تصريحات مسؤولين بريطانيين كانت بمثابة اعترافات بالدور البريطاني العسكري في اليمن مع التحالف والتي كانت تنقلها وسائل إعلام بريطانية في نطاق محدود في ظل تجاهل متعمد من وسائل الإعلام اليمنية المدعومة من التحالف حينها، والتي بدأت تسلط الضوء اليوم على هذه الحقائق بعد أن تغيرت واختلفت المصالح بين هذه الوسائل الإعلامية المحسوبة على كيانات سياسية يمنية وبين التحالف السعودي الإماراتي.
فيما يلي يسرد “المساء برس” باختصار شديد، تاريخ ومراحل المشاركة البريطانية العسكرية في الحرب على اليمن والتي انفرد “المساء برس” بالنشر عنها منذ العام الثاني للحرب على اليمن:
• في يناير من العام 2016، أي بعد 9 أشهر من بدء الحرب والتدخل العسكري الأجنبي بقيادة السعودية وكان من خلف السعودية الولايات المتحدة وبريطانيا، كان هناك اعتراف صريح لوزير الخارجية البريطاني حينها فيليب هاموند محاولاً الدفاع عن السعودية المتهمة من قبل منظمات بريطانية بارتكاب جرائم حرب في اليمن بقصف المدنيين بالطيران الحربي وتورط بريطانيا في ذلك من خلال المشاركة سواءً بالتسليح أو الغطاء السياسي، وأثناء دفاع هاموند عن السعودية ومحاولة نفي اتهامات ارتكابها جرائم حرب ضد المدنيين قال الوزير البريطاني إن السعودية لا ترتكب جرائم حرب وأن كل عمليات قصفها تتسق مع القوانين الدولية أثناء الحروب، وقال إن شهادة بريطانيا على سلامة القصف الجوي في اليمن يستند إلى مشاركة عسكريين بريطانيين في عملية تحديد الأهداف العسكرية وأماكن الأهداف التي يتم ضربها بالطيران التابع للتحالف وقال إن بريطانيا ولكي تضمن ألا يكون هناك ضحايا مدنيين فإن تلك الضربات لا تتم إلا بوجود بريطاني فاعل، ذلك إذن اعتراف صريح بأن الضباط البريطانيين وإلى جانبهم أمريكيين – كما تم الكشف لاحقاً – هم من يحددون الأهداف التي يتم قصفها من التحالف وهذا اعتراف بمشاركة بريطانية مباشرة في الحرب على اليمن، الجدير بالذكر أن الجدال الذي أثير في لندن حينها كان عقب ارتكاب طيران التحالف لمجازر عديدة منها قصف عرس في محافظة ذمار وقصف مخيم المزرق للاجئين في محافظة حجة، حينها ذهب مسؤولوا حكومة التحالف المنفيين إلى تبرئة التحالف من تلك الجرائم ونسبوها إلى قوات صنعاء وذلك قبل أن تعترف السعودية بارتكابها عن طريق الخطأ.
• عام 2018 كشفت لـ”المساء برس” مصادر خاصة وشهود عيان وجود قوات بريطانية داخل قاعدة مطار الريان في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، المصادر حينها أكدت أن القوات البريطانية تتواجد في القاعدة الجوية إلى جانب قوات أمريكية أكبر منها حجماً في العدد البشري والعتاد والتجهيزات العسكرية، وأن الوجود العسكري الأجنبي توسع بشكل كبير داخل قاعدة مطار الريان الذي حولته أبوظبي إلى قاعدة عسكرية مغلقة محظور على اليمنيين حتى أكبر القيادات العسكرية في الحكومة التابعة للتحالف دخولها.
• وفي مارس 2019 كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقرير موسع ترجمه “المساء برس” عن إصابة عدد من الجنود البريطانيين التابعين لقوات الكوماندوس – وهي وحدات قتالية متخصصة في الجيش البريطاني – أثناء معارك لهم بالأسلحة النارية ضد القوات اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، وقالت الصحيفة “أصيب ما لا يقل عن خمسة كوماندوس من القوات الخاصة البريطانية من خدمة القوارب الخاصة في معارك بالأسلحة النارية كجزء من حملة عسكرية سرية للغاية للمملكة المتحدة في اليمن”، كما كشفت الصحيفة في تقريرها الذي حصلت على معلوماته من مصادر عسكرية بوزارة الدفاع البريطانية عن وجود قوات بريطانية كبيرة تقاتل في اليمن ولكنها تحظى بالسرية الكبيرة، وقالت إن “قوات الخدمة الخاصة للقوارب الخاصة (SBS) والتي يكتنف وجودها في اليمن بالسرية، أصيبت بطلقات نارية في اشتباكات عنيفة مع الحوثيين في الأشهر الأخيرة”، كما أرفق التقرير صورة لجنديين بريطانيين من هذه القوات وهم يشاركون في عملية عسكرية برية داخل الأراضي اليمنية.
كل ما سبق ذكره لم يتم تناقله وتغطيته من قبل وسائل الإعلام سواءً اليمنية أو الأجنبية التي كانت محسوبة على الماكينة الإعلامية الضخمة للتحالف السعودي الإماراتي، واليوم وبعد مرور أكثر من 8 سنوات على اندلاع الحرب والتدخل الخارجي في اليمن، تتعاطى وسائل الإعلام الموالية للتحالف هذه التحقيقات والمعلومات التي سبق أن نشرها الإعلام اليمني المناهض للتحالف منذ العام الأول للحرب.
• منتصف العام 2021 كشف موقع (Declassified) البريطاني أن قوات بريطانية موجودة في مطار الغيضة بالمهرة، وأن مهمتها تدريب القوات السعودية التي تسيطر على المطار الذي أصبح قاعدة عسكرية مغلقة، وخاصة تدريب القوات السعودية على إدارة السجون الموجودة داخل المطار.
• في أغسطس 2021، اتخذت بريطانيا من مزاعم تعرض ناقلة نفط تدعى ميرسر ستريت في خليج عمان لهجوم مجهول، اتخذت من ذلك ذريعة لنشر قوات لها في محافظة المهرة، وكشفت مصادر خاصة في لجنة الاعتصام السلمي المناهضة للتحالف السعودي، كشفت حينها عن هذه التحركات، وفي وقت لاحق اعترف الإعلام البريطاني بحقيقة الوجود العسكري البريطاني عبر نشر 40 جندياً وضابطاً من قواتها الخاصة في مطار الغيضة في المهرة الخاضع لسيطرة القوات السعودية وذلك لتتبع ما قالت بريطانيا حينها “مصادر إطلاق الطائرة المسيرة التي استهدفت ناقلتها النفطية في خليج عمان”، كما نقلت الصحافة الأوروبية حينها أن الوحدة البريطانية والتي من بينها متخصصون في الاستخبارات الإلكترونية سيتلقون الدعم من الاختصاصيين الأمريكيين الموجودين شرق اليمن بما في ذلك مطار الغيضة والذين يقومون بمهام تدريب للقوات العسكرية السعودية داخل اليمن، حسب موقع “ديلي إكسبريس”.
• في نوفمبر 2021 كشفت الصحافة البريطانية عن أن بريطانيا تعتزم إعادة نشر قواتها المنسحبة من كندا وبولندا، في بحر العرب شرق اليمن، وكشفت أيضاً أن بارجة حربية عبرت في تلك الفترة قناة السويس متجهة إلى خليج عدن في إطار مساعي لندن تأمين مرور قواتها المنسحبة من كندا وبولندا المنقولة إلى اليمن.
• وفي نفس الفترة السابقة أيضاً كانت صحيفة التليجراف البريطانية قد أكدت صحة هذه المعلومات مضيفة إليها ما ذكرته وسائل إعلام يمنية مناهضة للتحالف بشأن رصد سكان محليين في جزيرة عبدالكوري بأرخبيل سقطرى الواقعة على البحر العربي والمطلة على المحيط الهندي، عن بدء بريطانيا إنشاء قاعدة عسكرية في الجزيرة، وأكد السكان المحليون بسقطرى أن البريطانيين ومعهم الإماراتيين قاموا بتركيب أجهزة تجسس عسكرية على كابلات الألياف الضوئية التي تربط اليمن بالعالم من سواحل محافظة المهرة.
• في أواخر يوليو من العام الماضي، قامت قوة عسكرية بريطانية معها قوة عسكرية يمنية موالية للتحالف باقتحام منزل الشيخ القبلي البارز في المهرة، علي سالم الحريزي في منطقة المحيفيف بمدينة الغيضة مركز المحافظة، في محاولة يبدو أن الهدف منها اعتقال الشيخ الحريزي غير أن هذه القوة غادرت باحة المنزل بعد أن وجدت أنه مغلق ولا يوجد أحد فيه، حينها هددت لجنة اعتصام المهرة بأن ما فعلته القوات التابعة للتحالف ومع الجنود البريطانيين من اقتحام باحة منزل الشيخ الحريزي لن يمر مرور الكرام، في تهديد واضح بإمكانية استخدام المواجهة المسلحة ضد الوجود الأجنبي بالمحافظة، وهو ما دفع بهذه القوات إلى تهدئة تحركاتها بشكل كبير وعدم استثارة غضب قبائل المهرة.
اعترافات بريطانية بالمشاركة العسكرية البرية للجيش البريطاني في صعدة