هل تقود أمريكا قوى التحالف إلى الجحيم؟

حلمي الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|

 

تواصل قوى التحالف السعودي الإماراتي غرقها في اليمن، في ظل استمرار تسكعها خلف الأمريكي، وإصرارها على تنفيذ السياسات والأجندات الأمريكية الغربية في كل ما يخص تحركاتها الداخلية والخارجية، السياسية والعسكرية؛ ولكن هذا الإنقياد الأعمى سيقود قوى التحالف إلى الهاوية في نهاية المطاف، وهو ما تبدو عليه ملامح الصورة القاتمة لقوى الحرب على اليمن، والتي تقف اليوم مضطربة ومكسورة الأجنحة على ضفاف المشهد.

من الواضح جداً أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكل القوى الغربية المساندة والمشاركة في تحالف الحرب على اليمن، لا تريد الذهاب إلى إنهاء هذه الحرب، وتسعى إلى اشعالها وإعادة كرة النار إلى الملعب، بدليل تحركاتها العسكرية المشبوهة للقوى الأجنبية على المسرح اليمني جنوباً وشرقاً، والرامية لتقويض جهود السلام القائمة في إطار المفاوضات المتجددة بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية.

لا شك أن هذه المساعي الأمريكية الغربية الحثيثة، لإطالة أمد الحرب والحصار على اليمن، التي تأتي أولاً من طبيعة السياسة الغربية التي تسعى جاهداً لتركيع الشعوب وخاصةً الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة، لكنها تأتي في سياق المخطط الأمريكي لإستنزاف أموال ودماء وكلائها الإقليميين الذين يقودون الحرب على الشعب اليمني، بالإنابة عن كهنة البيت الأبيض للعام التاسع على التوالي.

استمرار الحرب والحصار على اليمن، لن يكون في مصلحة قوى التحالف السعودي الإماراتي، التي باتت تعيش تداعيات فشلها في اليمن، وتلك التداعيات غدت واضحة وجلية داخل عمقها الإستراتيجي، مخلفةً أزمات واسعة على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي، ناهيك عن انعكاس هذا الفشل على توتر العلاقات بين قطبي التحالف، والتي أدت إلى إنفجار صراعات عميقة بينهما تجاوزت أطماعها في اليمن إلى صراعات النفوذ والسيطرة في المنطقة.

إصرار السعودية على تقديم نفسها كـ”وسيط” في اليمن، هي سذاجة وحماقة وصفاقة لا يمكن أن تنطلي على أحد، فحقائق الحرب التي تقودها على البلد منذ أكثر من 8 أعوام، على رأس تحالف كوني يضم عشرات الدول والقوى؛ جلية وواضحة للعالم أجمع، وبصمات حربها العدوانية والعبثية موجودة على في كل شارع وفي كل بيت قصفته طائرات إف 16 واغتالته الأيادي السعودية الجاثمة، ولا تحتاج إلى الخوض في مناقشات أو طرحها على طاولات الجدل.

لكن هذه الإسفاف السعودي في السخرية والتضليل، والتمادي على الحقائق الجلية؛ سيحرمها من الفرصة الأخيرة التي منحتها صنعاء، للخروج من المستنقع اليمني، بالخسائر القائمة، وسيدفعها للدخول في مرحلة جديدة من الحرب ستكون أكثر إيلاماً ووجعاً لها، استناداً لمنظور الحقائق والمعادلات العسكرية القائمة التي فرضتها صنعاء وقواتها على واقع المواجهة المفتوحة أمام قوى التحالف داخلياً وخارجياً، طوال السنوات الماضية.

لذلك لن تحقق المحاولات الأمريكية في جر قوى التحالف إلى التصعيد واستئناف الحرب، أي شيء يذكر على الأرض، سوى المزيد من تبعات تكلفة هذا التصعيد بالنسبة لأمنها القومي ومصالحها الحيوية في عمقها الإستراتيجي؛ وهو ما أشار إليه بشكل واضح وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي أكد في تصريحاته الأخيرة، أن المعركة القادمة لن تبقى في اليمن وإنما ستنتقل إلى عمق دول التحالف السعودي الإماراتي.

بالتالي، ليس أمام السعودية ومن خلفها من قوى التحالف، سوى الخوض بجدية في مسار السلام، والمسارعة في تحقيق الشروط والمطالب العادلة التي طرحتها صنعاء، وفي مقدمتها إنهاء الحرب على اليمن، ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية ودفع التعويضات وإعادة الإعمار، وهي شروط ومطالب تؤكد قيادة صنعاء أنها ماضية في تحقيقها سلماً أو حرباَ.. ونظراً للمعطيات والوقائع المنظورة يمكن التأكيد أنها قادرة على فعل ذلك.

قد يعجبك ايضا