من أفشل العدوان قادر على إفشال مخططات “التقسيم والتقاسم”
وما يسطرون – رضوان العمري – المساء برس|
بعد أن عجزت دول التحالف على كسر صنعاء وبات شعورها بأن خروجها من اليمن بات قريباً سارعت إلى تفريخ فصائل سياسية وعسكرية في المناطق المحتلة والدفع بأدواتها للتلويح بفصل مناطق عن مناطق أخرى، وذلك لتطويل مدى الصراع في اليمن ولإشغال صنعاء بلملمة “فضلاتها” التي أفرزتها خلال السنوات الماضية والتصادم معها وإحداث صراع سياسي ومناطقي ومذهبي طويل الأمد، وهي ستتولي الإدارة والدعم بطريقة أقل وضوحاً وأكثر سرية، وهذا ماتبني عليه سياستها مستقبلاً بعد أن حققت صنعاء معادلة الردع التي اضطرتها لترتيب خروج شكلي مفضوح.
كل مايحصل في المناطق المحتلة من تقسيم وتقاسم تتحمله بالدرجة الأولى دول التحالف التي تنتهج سياسة التقسيم والتقاسم وإحداث شروخ غائرة في النسيج الاجتماعي اليمني كي يصعب التئامها وذلك لتحقيق أهدافها في سهولة التحكم بالفصائل الموالية لها وعقد الصفقات المشبوهة ونهب الثروات والهوية وكل ماله علاقة بالاستلاب والنهب، وما التواجد الأمريكي والبريطاني في المحافظات الشرقية والزيارات المتواصلة لوفودهم إلا دليل على ذلك
وفي الدرجة الثانية فإن المعني بغضب اليمنيين وسخطهم هي النخب اليمنية الموالية للتحالف، التي أفرزت كم كبير من التعقيدات الداخلية، بل وذهبت للتبرير للعدوان الخارجي على بلادنا لتحقيق مآرب شخصية ضيقة على حساب الصالح العام، فالبعض ينتقد الانتقالي فقط لذهابه نحو التقسيم والانفصال، أليس الانتقالي جزء من الحكومة والرئاسي المواليان للتحالف، وتحت عباءتهما تتموضع الأحزاب المستنسخة الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والناصري وغيرها من الكتل التي استثمرت بيع البلاد لصالح هوامير وشخصيات وشلليات؟!.
وليس مستغرباً على من برّر للعدوان على بلاده أن يبرّر مخططات التقسيم والتفتيت للجمهورية اليمنية، فبعد إعلان ماسُمي بالحوار الجنوبي في عدن، لاحظنا أن “ذباب الفنادق” بدأوا بتسويق فكرة الانفصال والتشرذم بمبرر الابتعاد عن سلطات “الحوثي”…!!، وطالما أنهم قبضوا ثمن تبريرهم للعدوان فلاضير لديهم بأن يستمروا في بيع التاريخ والجغرافيا والنسيج الاجتماعي وكل ماله صلة بوطنهم الأم، خصوصاً وأن هذا البيع حقق لهم رغباتهم في الحياة في كنف “أصحاب الفخامة والسموم” والتنزه في شقق الفنادق وزوايا البارات.
ولكن مدى التخبط الذي نراه هذه الأيام في سياسة دول التحالف تجاه اليمن، ندرك بأن الخيبات ستلاحقهم وسيفقدون كل شيئ، فبعد التقدم الكبير في القدرات العسكرية لصنعاء والتي بإمكانها شل الحركة الحيوية في دولهم هرولوا إلى طلب السلام، ولكنهم عندما يدركون إن السلام له استحقاقات يراوغون ويلعبون ويحاولون عقد سلام هش وإبقاء الوضع كما هو عليه، لأن استحقاقات السلام العادلة تتضمن إنهاء عدوانهم ومغادرتهم البلاد وتعويض اليمن ماخسره بسببهم.