ماذا فعلت صنعاء لتغضب باريس؟ السبب وراء تصريحات السفير الفرنسي

خاص – المساء برس.. هاشم الدرة|

في إطار تنفيذ مخطط الثلاثي الأمريكي والبريطاني والفرنسي وتجسيد أجندته في اليمن، يعمل التحالف على تمزيق اليمن وتقطيع أوصاله، الأمر الذي تؤكد الشواهد أنه الهدف الرئيس من تدخل الإمارات والسعودية في الشأن اليمني، مباشرة وعسكريا، بعد أن فشلت في ذلك على المستوى السياسي، بفعل “أنصار الله” الذين رفضوا مسودة ودستور “دولة الأقاليم”.

وبعيدا عن ما سيطرت عليه قوات صنعاء من المحافظات اليمنية وأحكمت قبضتها عليه، نجد ما سقط بيد التحالف يتم تمزيقه وتقطيع أوصاله، وإضعافه، لتسهل مهمة احتلاله لمصلحة الثلاثي الذي لم يخف تواجده في تلك المحافظات.

وبعد إعلان الانتقالي الانقلاب على مجلس العليمي والتمهيد لإعلان الانفصال على الرغم من إعلانه ذلك مسبقا، ها هي حضرموت تسير في ذات المنحى حيث دعا ما يسمى بأمين عام مرجعية قبائل حضرموت، أبو همام جمعان، عن مساعٍ لإنجاز ميثاق وطني حضرمي، يمهد لاستقلال حضرموت، عقب أيام من إقرار الانتقالي ميثاقًا انفصاليًا خاصا به……

وبنفس المصطلحات والأدبيات التي استخدمها الانتقالي يتخاطب انفصاليو حضرموت مع الانتقالي وغيره من المكونات اليمنية في الجنوب والشمال، ويدعون أن من حقهم حيازة ميثاق يجمعهم، وأن الطريق أصبح ممهدًا لهم لإنجازه وفتح قنوات تواصل وحوار “جنوبي حضرمي أو حضرمي شمالي”.

المهم في الأمر أن المرتكز الذي استند عليه انفصاليو حضرموت، هو من وصفوه “بالحليف الكبير والقوي” لمساندتهم لإعلان حضرموت وشبوة والمهرة دولة مستقلة، وهذا الحليف هو الثلاثي البريطاني والأمريكي والفرنسي، المحتل للمحافظات اليمنية النفطية والغنية بالثروات الغازية والمعدنية. وهو من يلقن أولئك ما ينبغي عليهم قوله واتخاذه موقفا، ما يفسر التوافد المطرد لمسؤولي الثلاثي إلى تلك المحافظات، الذين يطمأنون الدمى بأن مطالب “الانفصال” ستنفذ علي يد السعودي والإماراتي” إما بالاتفاق أو الاختلاف، طالما والأمر سيمهد لهم اختطاف تلك المناطق والمحافظات بأسهل الطرق وأقل التكاليف.

السؤال .. لماذا لا يدعم الثلاثي حكومة “العليمي” ؟! بكل بساطة.. أي عنوان يتحدث عن “وحدة اليمن” لن يحقق لهم أطماعهم، حتى وإن كان هذا العنوان مزيفا، فالمطلوب هو دولة مهترأة مفككة شكلا ومضمونا.

لهذا فإن قوة صنعاء وإدراكها لخطورة الموقف واتخاذها خطوات قوية لوقف العبث بالجنوب اليمني وتمسكها بالوحدة ، هو التفسير المنطقي للسعار الذي أصاب سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا ومواقفهم من صنعاء التي أفشلت مخططاتهم قبل أكثر من ثمان سنوات، وما تزال تشكل هاجسا وخطرا حقيقيا على مخططاتهم، لا سيما بعد أن أوقفت نهب الثروات النفطية والغازية من موانئ الجنوب، بل إن صنعاء بتلك الإقدامات بعثرت أوراق التحالف ومن وراءه، وأكدت أن اليمن لا يزال موحدا وعاصمته صنعاء التي كشفت حقيقة المرتزقة، بأنهم ليسوا إلا حصان طرواده، لنهب ثروات اليمن وسلب سيادته، وهذا هو السر في تصريحات السفير الفرنسي الأخيرة حول “الحوثيين” الذين عرقلوا ومنعوا نهب الثروات اليمنية، ولم يعرقلوا السلام، لأن اليمن القوي الموحد والسلام في اليمن يعني نهاية قصة مطامع البريطاني والفرنسي والأمريكي.

قد يعجبك ايضا