السعودية تبدأ بشن هجوم إعلامي على صنعاء بشكل مفاجئ بعد ضغوط أمريكية للتراجع عن إنهاء الحرب
خاص – المساء برس|
بدأت السعودية بشن هجمة إعلامية كبيرة ضد حكومة صنعاء، في انقلاب مفاجئ عن الاتفاقات التي كانت قد أبرمتها مع صنعاء سابقاً والتي كانت تمهد الطريق نحو وقف الحرب على اليمن بشكل نهائي.
ولوحظ خلال اليومين الماضيين شن وسائل الإعلام السعودية والناشطين وجيش الذباب الإلكتروني بشن هجمة شرسة ضد القيادي بحكومة صنعاء محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى، أعلى سلطة حكم في البلاد، وأعقب هذا الهجوم بدء الصحف السعودية بنشر مواد صحفية مفبركة عن حكومة صنعاء وحركة أنصار الله تحديداً، ومنها تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية الرسمية اختلقت فيه قصة مفادها أن هناك صراع أجنحة داخل من أسمتهم (الحوثيين) وأضافت أن صراع الأجنحة هذا يعرقل عملية السلام في اليمن.
وذهبت الصحيفة إلى الادعاء بأن الخلاف تسيد المشهد اليمني في أبريل الماضي بين من أسمتها “الأجنحة المكونة لجماعة الحوثي” زاعمة أن هناك صعوبات متعددة تواجه مسار السلام في ظل ما أسمتها “غياب مركز وحيد للقرار”.
وتحاول الرياض بهذه القصص التمهيد للانقلاب على اتفاقاتها مع صنعاء بخلق مبرر لذلك والادعاء بأن القرار في صنعاء غير موّحد، على الرغم من أن كل التقارير الصحفية من كبريات الصحف العالمية ومراكز الدراسات تجمع كلها على أن الطرف الوحيد في الصراع الدائر في اليمن الذي يملك قراره ويتمتع بوحدة قراره ووحدة قيادته هو طرف صنعاء.
الانقلاب السعودي على مسار السلام في اليمن والتمهيد لعودة التصعيد والتراجع عن قرار وقف الحرب وإنهاء الحصار، جاء بعد تعرض الرياض لضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية التي دفعت بكبار مسؤوليها إلى الرياض لكبح السعودية ومنعها من مواصلة التفاوض والاتفاق مع صنعاء على إنهاء الحرب والانسحاب وهو ما كشفته كبريات الصحف الأمريكية والتي منها “وول ستريت جورنال” و”ذا إنترسبت” وغيرها من الصحف التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس بايدن دفع بمسؤولين بينهم رئيس الاستخبارات إلى السعودية بالتزامن مع الإعلان عن وصول وفد سعودي إلى صنعاء في أبريل الماضي لبحث تفاصيل انهاء الحرب والانسحاب.
ومع الضغوط الأمريكية التي مورست ضد السعودية للتراجع عن المضي بمسار السلام، حاولت صنعاء منذ ذلك الوقت تحذير السعودية من أي استجابة للضغوط الأمريكية وتشجيعها للمضي نحو السلام ووقف الحرب، إلا أنه وفيما يبدو أن واشنطن تمكنت من فرض إرادتها على الرياض وهو ما يعني أن الأخيرة ستعود من جديد إلى واجهة المعركة التي سبق أن حذرت قيادة صنعاء العسكرية من أنها ستكون مختلفة تماماً عن ما تعودت عليه الرياض خلال الأعوام السابقة.