استبعاد القيادي الجنوبي فيصل رجب من صفقة الأسرى يكشف تحديات يواجهها ملف الأسرى (أسرى كتاف نموذج)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
يواجه ملف الأسرى في اليمن تحديات كبيرة ويخضع لحسابات سياسية تستغلها دول التحالف بقيادة السعودية والأطراف التابعة لها.
فإلى جانب استمرار رفض التحالف السعودي إجراء صفقة تبادل واحدة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة من قبل الطرفين بحسب ما ظلت تطرحه صنعاء طوال الأعوام الماضية، لا يزال هناك تحديات يواجهها هذا الملف المتأزم كُشف عن إحداها غياب اللواء فيصل رجب القيادي العسكري الجنوبي عن هذه الصفقة التي شملت قيادات مجاورة له كاللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق وشقيق هادي، ناصر منصور هادي اللذين أطلق سراحهما أمس الجمعة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن اللواء والقيادي الجنوبي فيصل رجب تم استبعاده من الدفعة الأولى من صفقة التبادل التي تتم حالياً في شهر رمضان، وأن استبعاد اسم اللواء رجب تم أثناء مفاوضات حكومتي صنعاء والتحالف في بيرن بسويسرا.
وأوضحت المصادر أن اسم فيصل رجب كان مدرجًا في القائمة إلى جانب الصبيحي وشقيق هادي، إلا أنه تم استبعاده في اللحظات الأخيرة بسبب إصرار طارق صالح علىإادارج نجله وشقيقه في التبادل بدلاً عن اللواء رجب، الأمر الذي يكشف عن عراقيل لا يزال يواجهها هذا الملف الإنساني تتمثل في صراع الأطراف التابعة للتحالف فيما بينها على انتقاء الأشخاص المطلوب الإفراج عنهم وإهمال آخرين بناءً على حسابات إما مناطقية أو سياسية.
ومن بين التحديات التي يواجهها ملف الأسرى في اليمن، تنكر التحالف لأكثر من ألفي أسير من القوات الموالية له والذين تم أسرهم في محور نجران فيما عرف بعملية “نصر من الله” التي أسرت فيها قوات صنعاء أكثر من ألفي مقاتل تابعين للتحالف يشكلون ثلاثة ألوية.
وفي هذا السياق كشف مصدر مطلع رفيع المستوى بصنعاء أن التحالف تنكر لهؤلاء الأسرى وأن السعودية ترفض اعتبار من تم أسرهم في محور نجران بأنهم أسرى تابعين لها، وبالمثال أيضاً قالت المصادر إن الأطراف التابعة للتحالف هي أيضاً لم تعتبر هؤلاء الأسرى تابعين لها فلا الانتقالي يعتبرهم من قواته ولا الإصلاح اعتبرهم من قواته أيضاً كما أن هؤلاء الأسرى حين تم تجنيدهم للقتال مع التحالف لم يتم تجنيدهم كمقاتلين رسميين تابعين للحكومة الموالية للتحالف حيث لم يتم إدراج أسمائهم ضمن كشوفات قوات وزارة الدفاع التابعة لحكومة معين عبدالملك وبالتالي لا تراهم قيادة السلطة التابعة للتحالف بأنهم أسرى تابعين لها لأنهم لم يكونوا مقاتلين رسميين ضمن قوات وزارة الدفاع.
وحتى اللحظة لا توجد جهة تابعة للطرف الآخر تتبنى المطالبة بالإفراج عن هؤلاء الأسرى ولا يوجد جهة أيضاً لديها قائمة بأسمائهم، وعلى الرغم من عرض صنعاء ممثلة بلجنة شؤون الأسرى الإفراج عن 500 أسير من هؤلاء الأسرى إلا أن التحالف والأطراف الموالية له رفضوا التفاوض مع صنعاء بشأن هؤلاء الأسرى.، حسب ما أفاد به رئيس لجنة الأسرى بصنعاء عبدالقادر المرتضى.
انتماء أسرى محور كتاف – نجران
بحسب مصادر تابعة للحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، فإن القوات التي تم تجنيدها للقتال في محور كتاف لم يتم تجنيدها ولا يوجد لهم أسماء لا في قوائم وزارة الدفاع في مأرب ولا في قوائم “المقاومة الشعبية” والمقاومة الشعبية هو الاسم الذي يطلق على المقاتلين التابعين لحزب الإصلاح من غير العسكريين.
وتؤكد المصادر بحكومة معين بأن معظم هؤلاء المقاتلين من أبناء محافظة تعز وقد تم تجنيدهم بطرق غير قانونية وعبر سماسرة يتبعون قيادات عسكرية يمنية موالية للتحالف حيث كان يتم استلام مبالغ مالية من قبل هؤلاء السماسرة من قبل قيادات عسكرية يمنية والتي بدورها تستلم هذه المبالغ من ضباط سعوديين وكل من يستطيع جمع أكبر عدد من المقاتلين وإيصالهم إلى الحدود اليمنية السعودية يحصل على أكبر قدر من الأموال من السعودية.
وسبق أن كشفت تحقيقات لوسائل إعلام دولية عن طبيعة تجنيد اليمنيين بينهم أطفال للقتال مع التحالف السعودي في الحدود الجنوبية السعودية وآلية تجنيدهم والمعاملة التي يتعرضون لها من قبل الضباط السعوديين بمعسكرات تجميعهم في المناطق الجنوبية للسعودية قبل الدفع بهم للقتال في الخطوط الأمامية دفاعاً عن الجيش السعودي بمواجهة قوات حكومة صنعاء، من دون خبرة قتالية وأحياناً من دون سلاح وذخيرة كافيين.
مأساة أسرى كتاف
ليست هذه المأساة الوحيدة التي تعرض لها أسرى محور كتاف أو ما يعرف في أدبيات دفاع صنعاء بـ”أسرى محور نجران بعملية نصر من الله”، إذ سبق أن تعرض هؤلاء الأسرى لجرائم إبادة جماعية من قبل التحالف السعودي الإماراتي الذي كانوا يقاتلون نيابة عنه بالحدود الجنوبية السعودية.
وبحسب اعترافات الأسرى أنفسهم الذين أجري معهم لقاءات مصورة بعد أسرهم فإن طيران التحالف السعودي وبمجرد وصول أنباء لغرفة عمليات التحالف بأن مقاتلي محور كتاف تم أسرهم من قبل قوات صنعاء، قام التحالف على الفور بشن غارات جوية لقصفهم رغم إبلاغ التحالف بأن هؤلاء الأسرى لم يعودوا في مسرح العمليات العسكرية وأصبحوا داخل مناطق تسيطر عليها قوات صنعاء إلا أن التحالف لم يستجب وقام باستهدافهم ما أدى لمقتل العشرات وجرح المئات منهم وهو ما اضطر قوات صنعاء إلى تأجيل نقل هؤلاء الأسرى من المناطق المجاورة لمنطقة العمليات العسكرية إلى صنعاء بسبب استهدافهم من قبل طيران التحالف وقامت قوات صنعاء بإخفاء ما أمكن من هذا العدد الهائل من الأسرى في مناطق وشعاب “كتاف” وإخفائهم عن أنظار طياري التحالف السعودي.