“حوار” ناطق الحراك الجنوبي “النعماني”: لا نعترف بالرئاسي ومكوناته وقراراته.. واتفقت الرياض وطهران أم لا، هناك ثوابت لن تتغير
حوار خاص – المساء برس|
ألقت التطورات الأخيرة في المنطقة على رأسها الاتفاق السعودي الإيراني بظلالها على الملف اليمني، على الأقل إعلامياً حتى هذه اللحظة، هذا الملف يعتبره البعض من السياسيين العرب بأنه مرتبط بدرجة أساسية بالصراع السعودي الإيراني، غير أن الواقع يحكي عكس ذلك تماماً خصوصاً وأن أكبر ما يمكن أن تستفيده السعودية من إعادة علاقاتها مع إيران هو الدفع بالأخيرة بطلب سعودي مباشر للعب دور الوسيط لدى صنعاء، فما موقف اليمنيين من الاتفاق الإقليمي، وعلى المستوى الداخلي لليمن شهدت الأسابيع القليلة الماضية وصول الصراع الإماراتي السعودي جنوب اليمن إلى ذروته مع توجه السعودية للإطاحة بأدوات الإمارات على رأسها الانتقالي الجنوبي وإعادة نظام تحالف 7/7 للسلطة في الجنوب، فكيف يقرأ الحراك الجنوبي الثوري المناهض للانتقالي والتحالف العسكري السعودي الإماراتي ما يحدث جنوب اليمن بعد مرور قرابة العام على تشكيل الرياض مجلس قيادة رئاسي بديل عن عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن.
في هذا الصدد أجرى “المساء برس” حواراً مع الشخصية السياسية الجنوبية البارزة والناطق باسم الحراك الثوري الجنوبي الدكتور محمد النعماني.. إلى التفاصيل:
حاوره: يحيى محمد الشرفي
• بداية كيف قرأتم موقف المجلس الانتقالي وموافقته على مخرجات لجنة التشاور والتصالح التي أهملت القضية الجنوبية ودعت لرفع العقوبات عن نجل صالح وتجاهلت وضع الجنوب والهيمنة الخارجية عليه؟
– نحن في الحراك الجنوبي تفاجأنا برئيس لجنة التشاور والمصالحة بأنه يطلب رفع العقوبات على أحمد علي عبدالله صالح، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يطالب المجتمع الدولي أن يعمل على وقف الحرب وإنهاء احتلال المحافظات الجنوبية وتحسين مستوى المعيشة في المحافظات الجنوبية التي تعاني من غلاء فاحش في المعيشة.
كان الأولى برئيس لجنة التشاور المحسوب على الانتقالي أن يطالب بتطبيع الأوضاع المعيشية وعدم عسكرة الحياة المدنية داخل المحافظات الجنوبية وإخراج المليشيات المسلحة من قوات الانتقالي ودرع الوطن والتي تنتشر بمدينة عدن.
• انت أحد أبناء محافظة عدن وتعرف المدينة جيداً بأحيائها وشوارعها ومناطقها الاستراتيجية، كيف تصف اليوم مدينتك؟
– سأختصر لك الإجابة على هذا السؤال بالتركيز على جانب واحد وهو جانب الوضع العسكري لعدن حالياً، منطقة صيرة وشارع الهجرة والجوازات ومدرسة البيحاني أصبحت مناطق محاصرة بالقوات الأجنبية، مدرسة البيحاني تحولت لثكنة عسكرية بسبب انتشار القوات السعودية داخل قصر معاشيق إلى جانب القوات الإماراتية.
قوات التحالف حولت منشآت القصر الرئاسي إلى ثكنات خاصة للخبراء العسكريين السعوديين والإماراتيين، وأيضاً إنهاء التواجد العسكري الذي ينتشر بالشريط الساحلي من منطقة صيرة والوادي وساحل العشاق التي تنتشر فيها قوات خفر السواحل بذريعة حماية القصر الرئاسي، وتمنع الصيادين من الاصطياد في هذه المناطق، وأصبحت حياة الناس بمدينة عدن أشبه بحياة مواطنين يتواجدون داخل معسكرات وليس داخل مدينة.
• بصفتك رئيساً لدائرة الحقوق والحريات بالحراك الثوري الجنوبي، ما رسالتك للأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية بشأن المعتقلين السياسيين والنشطاء الموجودين بسجون التحالف السعودي الإماراتي السرية في بعض المناطق الجنوبية لليمن؟
– نحن كحراك جنوبي نطالب المجتمع الدولي والمبعوث الأممي للأمم المتحدة بالعمل على الإفراج عن المعتقلين السياسيين والمخفيين قسراً في السجون السرية السعودية والإماراتية، ونتضامن مع أمهات المختطفين اللاتي يتظاهرن بشكل مستمر أمام القصر الرئاسي بعدن للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المعتقلين.
الكثيرين من هؤلاء المعتقلين لا يتواجد في سجون ما تسمى “الشرعية” هم في الحقيقة يتواجدون بسجون خاصة بالانتقالي، ونحن نطالب بسرعة الإفراج عن هؤلاء المعتقلين السياسيين بالسجون السرية، وسنذهب للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف لطرح هذه القضية لنثبت للعالم أن الانتقالي هو الذي ينتهك حقوق الإنسان بالمحافظات الجنوبية، نطلب من المجتمع الدولي تصنيف الانتقالي كمجموعة منتهكة لحقوق الإنسان.
• ظل الانتقالي الجنوبي يقدم نفسه على أنه الممثل الأوحد للجنوب ويريد فرض هذه المعادلة حتى على المفاوضات السياسية الشاملة اليمنية اليمنية والتي يفترض أن تبدأ خلال الفترة المقبلة، انتم في الحراك الجنوبي ماذا يمثل الانتقالي في الجنوب بنظركم؟
– نستغرب من هذه الادعاءات والمزايدات التي يمارسها الانتقالي باسم الجنوب والقضية الجنوبية، الانتقالي مارس المزايدات السياسية تحت شعارات أصبحت اليوم مكشوفة بأنها كانت مجرد شعارات زائفة على رأسها القضية الجنوبية، اليوم الانتقالي قد باع القضية الجنوبية.
وأثبت الانتقالي بأنه كان عبارة عن مجلس لتحقيق الأطماع السعودية الإماراتية في المحافظات الجنوبية وجسر عبور لعودة نظام عفاش للحكم وعودة الشرعية المحكومة من الخارج للحكم ليس إلى صنعاء وإنما إلى عدن.
نستطيع أن نؤكد اليوم أن الانتقالي فقد حاضنته الشعبية في المحافظات الجنوبية وتحول لشرطي عسكري إماراتي هو الذي يقوم بحملات الاعتقالات والمضايقات للنشطاء السياسيين وقيادات بارزة في المكونات السياسية الجنوبية الأخرى العريقة في المحافظات الجنوبية وهو ما كشف حقيقته وفضح وجهه الآخر الذي كان مخفياً بأنه فقط وسيلة عبور لعودة من نهبوا الجنوب للحكم من جديد.
• انتم كحراك جنوبي ما موقفكم من مخرجات لجنة التشاور والتصالح؟
– نحن أساساً لا نعترف بما تسمى لجنة التشاور والتصالح ولا بأي عضو فيها وأساساً هؤلاء الأعضاء لم يستطيعوا أن يخلقوا حالة توافق فيما بينهم البين، لجنة التشاور هي صنيعة التحالف السعودي الإماراتي الذي صنع أيضاً المجلس القيادي الرئاسي والذي لا نعترف به أيضاً ولا بقراراته لأن هذا المجلس هو مجرد ناقل لما يصدر من قرارات في السعودية هذا المجلس ومن فيه ومكوناته المنبثة هم مجرد منفذين وليسوا أصحاب قرار.
داخل لجنة التشاور لا تزال لغة الشللية والمناطقية والقبلية والتشطيرية ولا زالت عقلية الأحزاب السياسية تسيطر على الاجتماعات ولذلك فاقد الشيء لا يعطي ولا يمكن أيضاً أن نعلق الآمال على أي مصالحة تتم بين سلطات الاحتلال الإماراتي السعودي والمجلس الانتقالي والرئاسي ولجنة التشاور هي وجوه لعملة واحدة وأدوات من أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي يعملون على تقسيم المحافظات الجنوبية وتسهيل نهب الثروة وانتهاك السيادة ويشرعنون اليوم لهذه الانتهاكات ولحملات الاعتقالات ضد النشطاء السياسيين في المحافظات الجنوبية، ولذلك لا نعترف بأي قرارات تصدر عن لجنة التشاور والتصالح فهي لا تعنينا.
• فيما يتعلق بالاتفاق السعودي الإيراني “المفاجئ”، برأيك كيف سينعكس هذا الاتفاق على الملف اليمني؟ وهل ستستغل الرياض اتفاقها مع طهران لمحاولة تثبيت مصالح غير مشروعة لها في اليمن؟
– لا شك بأن السعودية هي المستفيدة من هذا الاتفاق لاعتبارات كثيرة جداً، فهي ستحاول بقدر المستطاع أن تقدم نفسها كراعية سلام في اليمن بدل من دولة اعتدت على اليمن، وستحاول السعودية أن تكيف علاقاتها مع إيران للحفاظ على مصالحها في اليمن، وبرأيي ستفشل في ذلك لأن الإيرانيين يقولون للسعودية بأن حل الأزمة في اليمن هو في صنعاء وليس في طهران، ولذلك ستحاول السعودية قدر المستطاع أن تخرج من المستنقع اليمني وتتحول لراعية سلام، والعالم بالكامل يعرف بأنها هي من اعتدت على اليمن.
إعادة العلاقات السعودية الإيرانية لا شك أنها ستسهم في إزاحة أو إزالة خطاب الشحن الطائفي والعنصري الذي تشنه السعودية على إيران أو المتبادل بين الطرفين، ولذلك ربما هذا التقارب الإيراني السعودي سيسهم في تخفيف الخطاب الإعلامي وإنهاء الخلاف الطائفي السني الشيعي أيضاً وإنهاء الخلافات العربية العربية على اعتبار أن السعودية تدعي وتقول بأنها هي التي تقود العالم السني وإيران كذلك تقود العالم الشيعي وهذا التقارب بين الطرفين يوحد العالم الإسلامي.
• قد تحاول السعودية بعد تطبيعها العلاقات مع إيران استغلال صداقة سلطنة عمان وإيران باليمن خاصة بصنعاء، أنتم كحراك جنوبي وكمكون قاد أول احتجاجات شعبية ضد نظام صالح عفاش الذي كان رجل السعودية الأول في اليمن، ماهي الثوابت بالنسبة لكم والتي ترون أن اليمنيين يجب أن يتمسكوا بها وألا يتنازلوا عنها حتى لو افترضنا أنهم تعرضوا لأي ضغوط من أطراف إقليمية عند الاتفاق على حل سياسي شامل؟
– اتفقت السعودية مع إيران أو لم تتفق هذا شأنها.. نحن كحراك وكأبناء الجنوب عندنا ثوابت لن تتغير ويفترض أن يتمسك كل اليمنيين بها، وهي أن السعودية هي من شنت الحرب على اليمن، وأن على السعودية اليوم أن تلتزم بإعادة الإعمار ودفع التعويضات وإنهاء التواجد العسكري لها في جنوب اليمن وإخلاء المعسكرات التي استحثتها في المحافظات الجنوبية وإنهاء دعمها للمليشيات المسلحة كمليشيات درع الوطن السلفية والحشد الشعبي الإخوانية بتعز والاحزمة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي وقوات طارق عفاش في الساحل الغربي، باختصار على السعودية أن تعلن إنهاء تواجدها العسكري ودعمها لكل الفصائل التي تسببت في تدمير اليمن منذ 2015 وحتى اليوم.