في فضيحة مدوية.. السعودية تمنح حكومة معين شيكاً بدون رصيد
حلمي الكمالي -وما يسطرون – المساء برس|
ليس هناك ما يدعي التندر والسخرية أكثر من التعامل المخزي لقوى التحالف السعودي الإماراتي مع مجلسها الرئاسي وحكومة معين وفصائلهما؛ إذ لا تلبث هذه القوى أن تلعب بأدواتها المحلية يميناً ويساراً حسب حاجتها وفي كل مرة تسعى لتمرير أجنداتها، في وقت تصفق الأدوات بحرارة شديدة على خيباتها المتراكمة. فضيحة الوديعة السعودية الأخيرة نموذجاً بسيطاً لحجم السذاجة التي تسعى قوى التحالف ووكلائها في اليمن تمريرها على الواقع اعتقاداً منها بتجاوز الحقائق وعقول اليمنيين !.
وديعة المليار دولار التي كشفت عنها السعودية وذهب مجلسها الرئاسي وحكومة معين لتلميعها وتقديمها على أنها وديعة مالية للبنك المركزي اليمني في عدن؛ لم تكن سوى مجرد شيك بدون رصيد لقيمة سعرية جزء منها سيذهب لمشتقات نفطية بقيمة 622 مليون دولار زعمت السعودية أنها تنوي إرسالها إلى اليمن، فيما بقية المبلغ سيخصص لنحو 17 مشروعاً بحسب ما أكده السفير السعودي لدى الرئاسى، محمد آل جابر، الذي لم يشير إلى أي وديعة مالية لخزينة البنك المركزي.
إذاً لم ولن يستقبل البنك المركزي في عدن، دولاراً واحداً وهذا بإعتراف سعودي، وبإقرار سفيرها لدى الرئاسي، الذي عاد وأكد أن تلك ” الوديعة ” لن يتم صرفها إلا وفقاً لمجريات المفاوضات السياسية القائمة، وهو ما بدى واضحاً من العودة السريعة لمسلسل إنهيار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الصعبة في مدينة عدن وعموم مناطق سيطرة فصائل التحالف، بعد جمود لم يستمر سوى بضعة ساعات قبل أن يستأنف عداد الإنهيار دورانه إلى الوراء مجدداً.
وبعيداً عن مسلسل الإنهيار الذي وضعته سياسات حكومة معين التدميرية ومن خلفها قوى التحالف، وما سببته من خراب في الإقتصاد الوطني استهدف أقوات جميع اليمنيين بلا استثناء؛ فإن الحديث عن مليار دولار فقط هو إعلان رسمي بإلغاء وديعة الثلاثة المليار دولار التي سبق وأن أعلنتها السعودية والإمارات عشية الإطاحة بسلطة هادي مطلع أبريل الماضي، وتأكيد أن تلك “الوديعة” المزيفة لم تكن إلا أحجية واهية من أحجيات أمراء الحرب على اليمن ووعداً من وعود “عرقوب”.
لكن الأفضع من ذلك، هو إعلان السعودية تحويل “المليار دولار” الذي كشفت عنه، عبر صندوق النقد العربي؛ ما يعني أن الوديعة المزعومة المجزئة في الأساس، أصبحت قرضاً على البنك المركزي في عدن، وسيتم صرفه بالتقطير مع اعتماد الفوائد للبنك السعودي !..، في واحده من أبشع صور الاستغلال عبر التاريخ. فبدلاً من تخفيف الأعباء على بنك عدن المنهك، تسعى قوى التحالف لإثقاله بالديون، وهي إستراتيجية عمدت الأخيرة بالتنسيق مع حكومة معين لفرضها ضمن حربها الإقتصادية على اليمن.
مثل هذه السخرية التي لا يمكن أن تسري إلا على الحمقى في دواوين المنفى وأقبية التبعية العمياء في معسكرات الوصاية السعودية الإماراتية؛ هي نموذج بسيط للعديد من التراهات والأكاذيب التي حاولت قوى التحالف ووكلائها تكريسها في حياة اليمنيين طوال سنوات حربها على البلد، والتي ظلت تحشد كل صنوف المؤامرة لسرقة ثرواته. في حين يبقى الحديث عن صرف “الوديعة” من عدمها، قمة الاستخفاف بعقول اليمنيين، في وقت تكتظ مليارات الدولارات من عائدات الثروات اليمنية في البنك الأهلي السعودي والتي سلبتها أيادي التحالف بإمضاء مجلسها الرئاسي ومن قبله سلطة هادي ومن معهما من أدوات وفصائل !.