عبر المراسل الأجنبي الذي غطى حرب 94.. المساء برس يكشف نشاط جديد للاستخبارات البريطانية
خاص – المساء برس|
كشف مصدر سياسي يمني في المملكة المتحدة عن تحركات تنفذها المخابرات البريطانية في الوقت الحالي بشأن اليمن تتعلق بقضية الوحدة والانفصال.
وقال المصدر الذي تحدث بشكل حصري لـ”المساء برس” أن المراسل التلفزيوني الذي غطى لوسائل إعلام أجنبية حرب صيف العام 1994 جنوب اليمن وكان يراسل قنوات تلفزيونية في تلك الفترة من عدن والمكلا لنقل مجريات الحرب وتطوراتها، ينفذ مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً نشاطاً مريباً وغير طبيعي.
المصدر أكد أن الدكتور توفيق جوزليت والذي يعمل حالياً عميداً لجامعة الرباط في المغرب وكان يعمل في تسعينات القرن الماضي مراسلاً تلفزيونياً وهو الذي قام بتغطية الحرب جنوب اليمن عام 1994م كمراسل تلفزيوني لقناة NBC الأمريكية حينها، التقى اليوم بالجالية الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة شفيلد ببريطانيا.
المصدر الذي تحدث لـ”المساء برس” أكد أن الدعوة لأعضاء الجالية اليمنية من أبناء المحافظات الجنوبية اقتصرت فقط على المنتمين لمناطق يافع والضالع بالإضافة لمن هم في مناصب تنظيمية في المجلس الانتقالي والمقيمين في بريطانيا، مؤكداً أن القائمين على تنظيم هذا اللقاء بين أبناء الجالية اليمنية الجنوبيين في بريطانيا والدكتور جوزليت منعوا مشاركة وحضور أي من أفراد الجالية اليمنية من المحافظات الجنوبية الأخرى ومنعوا حضور أي من أبناء الجالية المناهضين للتحالف السعودي الإماراتي.
ووصف المصدر السياسي ما يحدث بأنه عمل منظم ومدبر وليس طبيعياً، إذ أن اللقاء الذي عقد صباح اليوم، بدا فيه وكأن هناك من يخطط لاستقطاب أي شخصيات أجنبية كان لها أي ارتباط ما بجنوب اليمن في فترة من الفترات واستغلال هذه الشخصيات وجعلها أداة بيد الإمارات والمملكة المتحدة البريطانية ثاني أكبر دولة في العالم مؤثرة بقوة فيما يحدث اليوم جنوب اليمن، من أجل تلميع وتحسين صورة من يحتل اليمن اليوم ومن واستقطاب اليمنيين الجنوبيين المناهضين للتحالف وللإمارات تحديداً وجعلهم ينحازون للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال المصدر السياسي الذي طلب عدم كشف هويته، أن من المحتمل أن يكون الدكتور جوزليت يقوم بالترويج للانتقالي والتحالف ويعمل كأداة تابعة للانتقالي ضد بقية أبناء الجنوب بحسن نية ومن دون قصد وإدراك بأن ما يقوم به هو يصب في خانة كل الأنشطة المعززة والمسرعة لتفتيت وتقسيم اليمن، لكنه أكد أن هذا لا يعفي هذه الشخصية الأجنبية من أنها تحولت من شخصية إعلامية عربية ومراسل صحفي وأستاذ جامعي إلى شخص يقبل على نفسه أن يكون أداة بيد الجماعات الانتقالية الموالية لمن يحتل اليوم اليمن في جزئه الجنوبي ويجعل من نفسه أداة للترويج وضرب اليمن ووحدته ليس وحدته اليمنية فحسب بل وحدته الجنوبية أيضاً.
في هذا السياق أفاد مصدر أكاديمي في العلاقات الدولية، بأن ما جرى اليوم في مدينة شفيلد من لقاء جمع بين الشخصية الأكاديمية المغربية من جهة وقيادات الانتقالي وبعض أبناء الجالية الجنوبية من أبناء يافع والضالع فقط ليس عملاً عادياً.
ولم يستبعد المصدر الأكاديمي أن يكون للمخابرات البريطانية صلة مباشرة بما يحدث حالياً خصوصاً وأن كل خطوات تفتيت وتقسيم جنوب اليمن والتي بدأت منذ العام الأول للحرب على اليمن تتطابق بشكل كبير جداً مع مخططات تقسيم اليمن التي رسمتها بريطانيا حين كانت تحتل جنوب اليمن في القرن الماضي.
الجدير بالذكر أن بريطانيا هي الدولة الوحيدة التي أتاحت المجال للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يؤسس له مكتباً فيها ومنحت قياداته فيزات إقامة واللجوء السياسي للعديد منهم وتنفق عليهم رواتب ومخصصات.