أبرز المكاشفات التي جاهر بها العليمي في مقابلته مع القناة السعودية بدون خجل
تقرير خاص – المساء برس|
الفشل في قاموس مسؤولي الحكومة التابعين للتحالف المتنقلين من فندق إلى آخر منذ أكثر من 7 أعوام هو السمة البارزة في هذه السلطة المنفية التي أطلق عليها رشاد العليمي بنفسه في مقابلته أمس في قناة العربية السعودية بأنها “سلطة المنفى”.
لم يأتِ العليمي بجديد في مقابلته أمس، سوى أن ما كان يتم التهرب منه والحديث عنه بوسائل الإعلام أصبح اليوم يتحدث به مسؤولو التحالف بكل صراحة وبدون حتى خجل من دماء من أزهقت أرواحهم في سبيل هذا التحالف وفي سبيل “حكومة المنفى” بحسب اعتراف العليمي، والتي ذهبت هباءً منثوراً تحت خديعة استعادة “الشرعية”.
منذ العام الأول للحرب على اليمن، ونحن نتحدث بأن هذا التحالف السعودي الإماراتي لن يسمح بإقامة حتى ربع دولة في مناطق سيطرته جنوب اليمن، فهو ليس من مصلحته أساساً أن يحدث أي استقرار في أي منطقة في اليمن من تلك التي يطلق عليها أدوات التحالف وأبواقه بأنها “محررة”.
اليوم ها هو العليمي يعترف ولا يجد حرجاً في ذلك بأن الوضع سيبقى على حاله إن لم يتدحرج نحو الأسوأ، فقد قدم العديد من المكاشفات في مقابلته التلفزيونية مع القناة السعودية، وكأنه وأيضاً السعودية يريدان تكريس قناعات الشارع اليمني في مناطق سيطرة التحالف بأن استعادة ما تسمى “الشرعية” مجرد ترهات، وأن عليهم أن يتقبلوا ويتعايشوا مع الصراع والانقسام والاقتتال في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وأن عليهم أيضاً تقبل استمرار الانهيار الاقتصادي بل والاستعداد للأسوأ وهو الانقطاع الدائم لمرتبات الموظفين بمناطق التحالف بعد أن كانت تصرف بشكل متقطع وليس للجميع بل للبعض لدرجة أن متأخرات الرواتب التي لم تصرف للموظفين بمناطق التحالف تجاوزت في بعض القطاعات أكثر من عام هذا فيما يتعلق بالمدنيين أما العسكريين فالحديث يطول والاعترافات من قبل مسؤولي حكومة التحالف المقالين أو الحاليين أبرز دليل على ذلك أقربها أحاديث مسؤولي الإصلاح بأن مرتبات مجنديهم في مأرب وتعز لم تصرف منذ عام كامل، وأن عليهم ن يتقبلوا العديد من المكاشفات التي قدمها العليمي والتي كانت إلى وقت قريب أحاديث مواقع التواصل الاجتماعي من نشطاء الخصماء السياسيين التابعين للتحالف حين يشتد بينهم الصراع ويتبادلون الهجمات بنشر الفضائح وتبادل الاتهامات، اليوم هذه الاتهامات ترد كاعترافات على لسان العليمي الذي جيء به للسلطة من داخل الرياض، فيما يلي أبرز هذه الاعترافات والمكاشفات.
أولاً: الاعتراف بأن التحالف يستخدم الورقة الإنسانية كورقة سياسية وعسكرية ضد الشعب اليمني، حيث قال العليمي: “ممكن أن نغلق مطار صنعاء ونمنع تدفق الوقود من الحديدة” وأضاف “لأن الحوثي لم يلتزم بالهدنة ولم يفتح الطريق في تعز” وهنا لن نذهب للجدال والرد على مزاعم التحالف بشأن تعز التي رفض التحالف بشأنها 3 مبادرات من صنعاء إحداها تم تقديمها من قبل أبناء تعز أنفسهم عبر شخصيات محايدة وقبلت بها صنعاء ورفضها الإصلاح، ولكن يكفي الإشارة هنا إلى أن حديث العليمي هو مكاشفة واضحة بأنهم يستخدمون ورقة الحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني كله لعجزهم عن مواجهة قوات صنعاء في الجبهات، فكان اللجوء للحرب الاقتصادية من حصار لليمنيين في معيشتهم واحتياجاتهم ومنعهم من الحصول على الوقود ومنعهم من حرية التنقل والسفر للخارج.
ثانياً: الاعتراف بأنهم أداة بيد الأمريكيين وأنهم كانوا مجرد موظفين لدى الاستخبارات الأمريكية والقيادة العسكرية المركزية والمنطقة الوسطى المنتشرة في مناطق الخليج والشرق الأوسط والقرن الإفريقي، حيث قال العليمي بأنهم كانوا يسلمون الأمريكيين كل ما لديهم من وثائق ومعلومات عن اليمن، قال العليمي: “كل ما جاء وفد أمريكي إلى اليمن نسلمه كل ما يريده من وثائق” وأضاف “عندما جاء ماتيس سابقاً للقيادة المركزية الأمريكية سلمته أنا 20 ملفاً عن الحوثيين وقال لي هذا غير كافي وقال لا تتعب نفسك نعرف هذه المعلومات ولكن البيت الأبيض لا يريد تصنيف الحوثيين”.
ثالثاً: الاعتراف بالانقسام داخل ما يسمى المجلس القيادي الذي شكلته السعودية، حيث ذهب العليمي لاتهام صنعاء بأنها هي من تقف خلف الانقسام داخل (الرئاسي) وأن المجلس منقسم بسبب ما وصفه بـ”الإعلام المعادي الحوثي هو ما أثر على وحدة المجلس”.
ثالثاً: الاعتراف بفشل دمج الفصائل المسلحة التابعة للتحالف، حيث قال بأن “علينا أن ندرك أن مسألة دمج القوات ليست سهلة، هناك ثلاث مراحل لدمج القوات وعملية الدمج تحتاج لوقت طويل جداً في ظل الحرب”، ثم أضاف محاولاً إيجاد تخريجة مناسبة لاعترافه بالفشل في هذا الملف بأن مجلس القيادة قام بتشكيل غرفة عمليات لإدارة وتنسيق التشكيلات العسكرية المختلفة والتي قال بأن عددها 7 تشكيلات عسكرية في اعتراف واضح بأن الوضع سيبقى على حاله ولن يتم دمج أي قوات كون هذه التشكيلات السبعة هي الفصائل المختلفة والمتصارعة فيما بينها من قوات طارق إلى العمالقة إلى الانتقالي إلى قوات الإصلاح إلى قوات التشكيلات الجديدة تحت مسميات عدة من دفاع شبوة إلى العمالقة الجديدة إلى درع الوطن ودفاع شبوة.
رابعاً: الاعتراف بخضوع قيادات مجلس القيادة للإقامات الجبرية في الرياض وأبوظبي، حيث قال بأن ما يشاع بشأن فشل المجلس القيادي وعدم قدرته على عقد اجتماعاته بشكل دائم ومستمر في عدن غير صحيح وأنهم يجتمعون دائماً، لكنه أضاف كلمة تسببت له بسخرية واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي حيث قال: “نحن نجتمع بشكل مستمر، دائماً يجتمع مجلس القيادة ونتابع وندير كل شيء نعقد اجتماعاتنا عبر برنامج الزوم”.
خامساً: الاعتراف بالفشل الاقتصادي وانهيار العملة، اعترف العليمي باستمرار الفشل الاقتصادي وانهيار العملة، بل والأنكى من ذلك أنه أراد استغلال المقابلة من أجل التبرير للكارثة الاقتصادية المقبلة والمتمثلة بقطع حكومة التحالف صرف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث ادعى العليمي بأنهم لن يستطيعوا من هذا الشهر تسليم مرتبات الموظفين بسبب وقف تصدير النفط الخام، لكن العليمي تجاهل أنهم يصيحون بوسائل الإعلام ليل نهار بأن الثروات النفطية لا علاقة لها بمرتبات الموظفين في كل مرة يصعد فيها الحديث والمباحثات بشأن تسليم المرتبات في مناطق حكومة صنعاء التي يدعي التحالف بأن مرتبات موظفي مناطق حكومة صنعاء يمكن أن تصرف من إيرادات جمارك سفن المشتقات النفطية الواصلة لميناء الحديدة، واليوم يقول العليمي بأنهم يواجهون مشكلة في صرف المرتبات بمناطق سيطرتهم التي لا يوجد فيها سوى 35% من السكان فقط لأن المرتبات كانت تصرف من إيرادات مبيعات النفط الخام.