مصر تتلقى أول تحذير عسكري من صنعاء بعد الإعلان عن مشاركتها بأعمال عسكرية في المياه اليمنية

خاص – المساء برس|

سارعت وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء بتوجيه رسالة تحذيرية لمصر في حال تورطت في الاعتداء على المياه اليمنية تحت أي ذريعة يأتي بها الجانب الأمريكي الذي يشرف على عمليات التحالف العسكرية في اليمن براً وبحراً وجواً.

وعلى الرغم من محاولة القاهرة إخراج نفسها من التحالف الذي يشن حرباً وحصاراً على اليمن منذ 26 مارس 2015، إلا أن الولايات المتحدة تدفع بها لتكون طرفاً في أي مواجهة عسكرية بحرية مع اليمن، الأمر الذي دفع صنعاء لتصعيد لهجتها تجاه مصر رغم ما كان بين الطرفين من تقارب وتفاهمات وعلاقات غير معلنة خلال السنوات الأخيرة من عمر الحرب على اليمن، حيث استطاعت صنعاء توضيح موقفها تجاه القاهرة لتستوعب الأخيرة هذا الموقف وتغير نظرتها وتعيد حساباتها تجاه المشاركة في الحرب على اليمن، وكانت صنعاء قد أبدت أكثر من مرة بأنها ترى لجمهورية مصر بأنها دولة عربية أكبر من أن تستمر في المشاركة في عدوان على بلد عربي يقاسمها الأمن الإقليمي البحري والعربي، وأن مصر يفترض بها أن تكون الأحرص على الاستقرار في اليمن وليس المشارك في عدوان أو انتهاك ضد اليمنيين وسيادتهم على أرضهم، وفيما يخص الأمن القومي المصري، ترى صنعاء أن هذا الأمن يكمن في سيادة اليمن على أراضيه ومياهه وليس في انخراط مصر مع التحالف وأمريكا لانتهاك هذه السيادة خاصة في المناطق الحساسة كباب المندب وخليج عدن.

وكشف وزير الدفاع بحكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، اليوم الثلاثاء، مدى استعداد قواتهم لأي خطوات تصعيدية من قبل التحالف السعودي الإماراتي فيما يتعلق بالمعركة البحرية التي توليها صنعاء الأولوية، مؤكدا أن اجراءات الردع “تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديدا أو المساس الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية”.

وقال اللواء العاطفي، في كلمة بمناسبة “الذكرى السنوية للشهيد”، إن “مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة”، في مؤشر على مدى استعداد صنعاء للمعركة البحرية القادمة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها التحالف وفصائله.

وفي الوقت الذي كشفت فيه القاهرة اليوم عن دخولها على خط الصراع على النفوذ والسيطرة في المياه اليمنية، حيث أعلنت قواتها البحرية أنها ستتولى قيادة قوة المهام المشتركة 153 والتي تسعى لفرض وجود عسكري غربي تحت غطاء مكافحة أعمال التهريب والتصدي للأنشطة غير المشروعة والأنشطة الإرهابية في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، جاء تحذير وزير الدفاع بحكومة صنعاء بالتأكيد على أن لديهم خيارات لا يلومهم عليها أحد إن لجأوا إليها كونهم قدموا كل السبل للوصول لنهاية إيجابية، مضيفاً إن “العدو يأبى إلا أن يسير عكس التيار”، كما أضاف أيضاً “هناك خيارات تأديبية سيتم اتخاذها والاعلان عنها في الوقت المناسب”.

واعتبر أن ما يقوم به التحالف من “أعمال عدائية وتآمرية وتخريبية ومن حصار… وتمزيق وطمس الهوية اليمنية والعبث بملف الأسرى وشراء الأسلحة الهجومية وأنظمة الدفاعات الجوية وانشاء القواعد العسكرية الاحتلالية في الجزر اليمنية ونهب ثروات اليمن النفطية”، كلها شهادة مؤكدة أنه لا يريد ولا يرغب في إحلال السلام.

وأكد اللواء العاطفي أن صنعاء “ترصد بدقة وباحترافية عسكرية كل المحاولات البائسة في إحداث هزات معنوية ونفسية لقواتنا ونرصد أساليب الحصار الخانق واذا استمر التمادي سيكون لنا حق اختيار الرد المناسب”.

قد يعجبك ايضا