دلالات العرض العسكري الأضخم في صنعاء في ميزان القوة بالمنطقة العربية
خاص – المساء برس|
استعرضت التلفزيونات اليمنية اليوم ووسائل إعلام عربية وعالمية العرض العسكري الأضخم في تاريخ اليمن والذي نظمته قوات الجيش اليمني في صنعاء بوحدات رمزية من القوات البشرية وعرض عسكري للعتاد العسكري والحربي التسليحي الذي باتت تمتلكه القوات العسكرية اليمنية والذي يعد معظمه من الصناعة المحلية.
فيما يتعلق بالعرض البشري فقد تمثل بعرض بعض الوحدات الرمزية من المكونات العسكرية والأمنية، ورغم الحجم البشري الهائل الذي عُرض اليوم إلا أن تلك القوة لا تمثل سوى جزءاً يسيراً من القوات العسكرية اليمنية.
أما على مستوى العتاد الحربي فقد ركزت قوت صنعاء في استعراضها على عرض مالديها من صناعات عسكرية جديدة محلية من الصواريخ الباليستية المتعددة والمتنوعة ما بين صواريخ بر بر وصواريخ بحرية وصواريخ أرض بحر وصواريخ أرض جو ومنظومات الدفاع الجوي التي كُشف عنها إضافة إلى عرض رمزي لأول مرة للصناعات المحلية من القطع الحربية اليمنية الصنع من الزوارق الحربية القتالية والراصدة والزوارق المسيرة، إضافة إلى عرض الجديد من الطيران المسير اليمني الصنع مع عرض لبعض النماذج من الطائرات المسيرة التي كشف عنها سابقاً وكان لها دور فاعل جداً في المعارك التي شهدتها اليمن مع التحالف خلال السنوات الماضية.
محللون عسكريون يمنيون وعرب اعتبروا هذا العرض العسكري وما كشف فيه من أسلحة جديدة يمنية الصنع يؤكد حقيقة واحدة هي أن اليمن استطاعت بالفعل أن تقلب موازين القوة في الجزيرة العربية والمنطقة برمتها.
فاليمن سابقاً لم تكن صاحبة قوة عسكرية تمكنها من أن تكون هي المبادرة بأي حرب، وهذا ما تأكد من خلال شن التحالف السعودي الإماراتي المدعوم غربياً حرباً على اليمن الذي كان في مارس 2015 ضعيفاً عسكرياً مقارنة بغيره من الدول الأخرى، إضافة للفارق العسكري الهائل في القدرات والقوة العسكرية في اليمن مقارنة بما لدى التحالف العسكري بقيادة السعودية من عتاد حربي هائل ودعم استخباري ولوجستي من كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودعم استخباري أيضاً من الكيان الصهيوني، هذا بالإضافة إلى عدم امتلاك اليمن الغطاء الجوي وتفوق التحالف في هذه النقطة.
رغم هذا الفارق الكبير في القدرات العسكرية للطرفين لحظة انطلاق الحرب، يؤكد المراقبون إن ما هو واضح اليوم هو أن اليمن أصبحت هي المبادرة وهي من ترسم ملامح المنطقة من الناحية الاستراتيجية بسبب تفوق أبنائها في إعادة بناء وتأهيل جيشهم والبدء من النقطة صفر نحو امتلاك السلاح الاستراتيجي محلي الصنع وتطوير ما كان موجوداً من قبل من أسلحة معظمها كانت قد خرجت عن الخطة وأصبحت معطوبة، واليوم هاهي صنعاء تغيّر موازين القوى.
الواضح اليوم أن التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً وبريطانيا وإسرائيلياً لم يعد قادراً على المبادرة لأي فعل عسكري لتيقنه بأنه سيخرج بالمزيد من الفشل، فمن فشل في مواجهة اليمن حين كان ضعيفاً لن ينجح في مواجهته وهزيمته بعد ما وصل عليه البلد من قوة عسكرية ضاربة بشرياً وتسليحياً وبصناعات محلية أثبتت قدرتها وفاعليتها واستطاعت إصابة الخصم في مقتل.
يؤكد المراقبون إن من غير المبالغ فيه إن قلنا إن العرض العسكري الأضخم الذي شهدته صنعاء أمس الأربعاء وتم عرضه اليوم على شاشات التلفزة هو إعلان انتصار اليمن وهزيمة التحالف.