جزيرة المتحري ومتحري الجزيرة

أحمد الزبيري

متحري قناة الجزيرة لم يقدم جديد ولا قديم حول احداث 13 يناير 1986م والغاية من بث هذا البرنامج في هذا التوقيت مرتبط بتوجهات الجزيرة وموقفها الواضح والملتبس في آن معا  بتجاه ما يتعرض له اليمن وشعبه من عدوان اجرامي غاشم وشامل منذ أكثر من سبع سنوات.

البرنامج كما قال متحري الجزيرة انه يشتغل عليه منذ سنوات ولم يجد احد ممن شاركوا في الاحداث يقبل الحديث عنها وهذا الكلام غير صحيح لو ارادات الجزيرة ان تتعامل بموضوعية ويكون غايتها الوصول الى الحقيقة ..ولكن لم يكون الغرض من بث البرنامج ما هو معلن وانما بثه في هذا التوقيت مرتبط بما يجري في المحافظات الجنوبية المحتلة من صراع بين من تتبناهم الجزيرة أدوات السعودية حزب الإصلاح (اخوان اليمن ) والانتقالي ومن تحالف معه وهم أدوات وصنيعات دويلة الامارات .

المتحري قدم تبريراً لسطحية تناوله للأحداث مع ان تسمية برنامجه المتحري لا ينطبق مع ما قدمه .. صحيح من لا يعرف ان ما جرى في عدن بين الرفاق لعب الجانب المناطقي الدور الرئيسي فيه  وصحيح ان تلك الاحداث كانت القشة التي قسمت ظهر اليمن شماله وجنوبه ولكن من كان ورائها وكيف تصاعدت الاحداث وما دور النظام السعودي وبريطانيا وامريكا واجهزتهما الاستخباراتية وماذا عن علاقة  النظام في الشمال بتلك الاحداث ودو العناصر التي كانت موجودة في القيادة العليا للحزب الاشتراكي مرتبطة بتلك الأجهزة .

احداث 13يناير وما سبقها في الشمال والجنوب وحتى اليوم لا نقول بنظرية المؤامرة الا ان المؤامرة كانت حاضرة في كل ما تعرضت له اليمن من صراعات وفتن وازمات على الأقل من 62 وحتى 67 والى اليوم  و الاحداث التي فيها احتمالية التغيير والإيجابية كان التدخل الخارجي فيها بواسطة ادواته الداخلية يحولها الى ارتدادات تراجعية سلبية ويفرغها من محتواها.

ما قدمته الجزيرة يعرفه كل مهتم بما جرى وليس هناك فيه أي خفايا حتى كلام الرئيس علي ناصر محمد الذي كان طرف في تلك الاحداث ليس فيه أي جديد فهو يقوله باستمرار ونادراً ما يوجد رئيس تعرض لأحداث دراماتيكية  كتلك و يقول الحقيقة -نحن جميعاً اخطانا – وهذه قالها علي ناصر عشرات المرات في مقابلات صحفية وأحاديث وحتى في مذكراته .. باختصار الجزيرة ارادت توظيف اكبر مأساة عاشها الشعب اليمني قبل 36 سنه لصالح طرف في الصراع القائم الان وهي بذلك تثبت مجدداً ان ما تقدمه قد يكون في ظاهره شيء من المهنية لكن هذه المرة حتى هذا الجانب غاب وكل ما ارادته  فتح ونبش جروح قديمة يفترض ان يكون اليمنيين قد تجاوزوها بالجروح التي اثخنها تحالف العدوان في الجسد اليمني .

بكل تأكيد الاخوان والانتقالي أدوات ومرتزقة وخونه ولا داعي لدعم أحد الأطراف لتقديم مثل هذه البرنامج .. توظيف الجزيرة يؤكد حقيقة واحدة ان احداث يناير 86 ما زالت تلقي بتبعياتها حتى اليوم وتوظيف الجزيرة في الحرب الدموية بين الأدوات في شبوة يؤكد هذه الحقيقة

قد يعجبك ايضا