هل يقلب الإصلاح الطاولة على خصومه وينقذ نفسه من الاجتثاث؟

خاص – المساء برس|

على وقع الضربات الموجهة المتتالية التي تلقاها الإصلاح مؤخرًا، في محافظة شبوة، من خلال الإطاحة بأبرز قياداته العسكرية، ضمن مخطط لتصفية الحزب في المحافظة تمهيدًا لإزاحته من بقية المحافظات المتمركز فيها، خرج قيادي بارز في الحزب مهددًا بحرب مفتوحة قد تكون هي خياره الأخير لقلب الطاولة على خصومه، وسط استمرار احتدام المعارك في شبوة التي يحاول الإصلاح تثبيت نفسه فيها مستخدمًا آخر كروته للبقاء.

وقال صلاح با تيس، القيادي البارز في الإصلاح ورئيس فرعه في حضرموت، في تغريدة على حسابه بتويتر، إن الضربات التي لا تقصم الظهر تقوية، والعبرة بالخواتيم فاصبروا وصابروا ورابطوا، في تلويح بذهاب الحزب نحو الخيار العسكري وفتح عدة جبهات مختلفة لتلافي السقوط والنهاية المحتومة التي رسمت للحزب.

وجاء تصريح با تيس، بالتزامن مع استمرار المعارك العنيفة التي تخوضها قوات الحزب في مواجهة الفصائل الإماراتية في مدينة عتق، رغم صدور قرارات من ما يسمى “مجلس الرئاسة” الذي يوالي معظم أعضائه الإمارات، بالإطاحة بالقيادات العسكرية التابعة للحزب وتعيين قيادات جديدة معظمها محسوبة على أبوظبي، في محاولة لتثبيت الوضع بشكله الجديد.

يخشى الإصلاح من سقوطه في شبوة، التي تعد أحد أبرز معاقله ومصادر الثروة والتمويل له، من أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات للإطاحة به بشكل مباشر في وادي حضرموت آخر معاقله الاستراتيجية في الجنوب، وإسقاطه بالتالي في آخر مناطق تمركزه جنوبًا في محافظة أبين، ضمن مخطط إماراتي مدروس يفضي في النهاية إلى اجتثاث الحزب وطي صفحته إلى الأبد.

هذه النهاية، وفق مراقبين، الماثلة أمام أعين قيادات الحزب، دفعت بهم للتمسك بقشة شبوة والذهاب نحو الخيار العسكري رامية بكل ثقل الحزب العسكري هناك للحيلولة دون تنفيذ المخطط الإماراتي الذي سيتحول إذا ما سقطت إلى كرة ثلج تتدحرج لإسقاط ما تبقى من نفوذ للحزب في بقية المحافظات وابتلاعها تباعًا من بين يديه.

وعلى إثر التحركات والتحشيدات العسكرية الإصلاحية في شبوة وأبين وحضرموت، وجه، في المقابل، عضو ما يسمى “مجلس الرئاسة” فرج البحسني، المسؤول عن الملف الشرقي، كافة قواته في المهرة وحضرموت إلى رفع الجاهزية القتالية وأهبة الاستعداد، في مؤشر على مخاوف من انقلاب عسكري يسعى الإصلاح من خلاله إلى قلب الطاولة على الإمارات وأدواتها للخروج بنفسه من الدائرة الضيقة التي حشر فيها.

ودعا البحسني قوات المنطقة العسكرية الثانية الخاضعة لسيطرته في حضرموت والمهرة، إضافة إلى قوات الشرطة العسكرية في المهرة المشكلة حديثًا من التحالف، إلى التأهب إلى جانب النخبة الحضرمية المتمركزة في المهرة إلى التأهب الكامل والاستعداد لأي طارئ.

كما تزامنت هذه التحركات، مع تداول وسائل إعلامية موالية للإصلاح، إعلان تشكيل ما يسمى “مجلس الإنقاذ الوطني” من قيادات بارزة في سلطة مجلس العليمي موالية للإصلاح، برئاسة عبدالعزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب وعدد من القيادات البارزة السابقة التي تحمل عداءً واضحًا للإمارات، في إطار تحركات الحزب التصعيدية.

وبحسب مراقبين، فإن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا كبيرًا من الإصلاح على مختلف الصعد السياسية والعسكرية، في محاولة من الحزب لإعادة تثبيت نفسه والعودة إلى الواجهة وفرض واقع جديد ينقذ نفسه عبره من مخطط الإمارات الجاري تنفيذه على قدم وساق لاجتثاثه.

 

قد يعجبك ايضا