طارق سلام يتحدث عن أبعاد عودة انتشار القاعدة جنوباً وتشكيل التحالف لما يسمى “ألوية اليمن السعيد”
خاص – المساء برس|
عاود تنظيم القاعدة الإرهابي نشاطه من جديد في المناطق الجنوبية اليمنية، وهذا النشاط يتزامن مع تشكيل السعودية قيادة جديدة موالية لها جنوب اليمن بدلاً عن عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر اللذين استخدمتهما الرياض طيلة 7 سنوات ماضية، ومع سماح الرياض لهذه القيادة الجديدة المكونة من 8 أشخاص يرأسهم رشاد العليمي عميل المخابرات البريطانية المعروف منذ عهد علي عبدالله صالح ومسؤول الملف الأمني اليمني أمام الأمريكيين والبريطانيين منذ فترة ما بعد الألفين وحتى العام 2011، مع سماح الرياض لهذه القيادة الجديدة بالعودة إلى اليمن وعدم حجزها كما فعلت مع هادي طوال السنوات الماضية، فإن من المفترض أن تعمل السعودية على عدم خلق أي أجواء متوترة أمنياً أو عسكرياً في الجنوب يعرقل عمل هذه القيادة في إدارة شؤون البلاد في تلك المناطق، إلا أن ما حدث كان العكس تماماً وهو ما يؤكد أن للسعودية والإمارات رغبة في إبقاء الجنوب في حالة غير مستقرة ويشهد توترات مستمرة وأزمات متتالية تبقي الجنوبيين وقيادة السلطة الجديدة مشغولين بمشاكل بينية لا تكاد تنفك إحداها حتى تبرز أخرى.
اللافت بشكل كبير أنه وفي الآونة الأخيرة زادت أنشطة التنظيم الإرهابي “القاعدة”، خاصة بعد أن أفرجت السعودية عن قيادات لهذا التنظيم كانت معتقلة بسجون القوات الموالية لها في حضرموت جنوب شرق البلاد.
في هذا الصدد تحدث طارق سلام محافظ عدن بالحكومة اليمنية في صنعاء، إن الدفع بعناصر القاعدة للظهور في محافظتي شبوة وأبين يأتي في سياق “مخطط العدوان للفوضى العارمة”.
وتوقع سلّام في المرحلة المقبلة تصعيد عمليات الاغتيالات التي تستهدف القيادات الجنوبية المناهضة لتواجد تحالف 7/7 الذي اجتاح الجنوب في 94، وأضاف قائلاً “اليوم المحافظات الجنوبية والمساحة التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال سوف تشهد مزيداً من الفوضى وتصعيد مخطط الاغتيالات”.
وفيما يتعلق بتشكيل التحالف لقوات ما يسمى “اليمن السعيد” التي بدأ تشكيلها من بعد تشكيل مجلس قيادة رئاسي برئاسة العليمي بدلاً عن هادي ومحسن، قال محافظ عدن المعين من قبل حكومة الإنقاذ بصنعاء، إن ما يجري حالياً من تجنيد التحالف لأبناء الجنوب باسم “قوات اليمن السعيد” هو سيناريو مشابه لسيناريو اجتياح الجنوب في العام 94م غير أن القوى التقليدية الشمالية التي تريد العودة للسيطرة على الجنوب من جديد اليوم تريد استخدام أبناء الجنوب أنفسهم كأدوات لتنفيذ هذا السيناريو أي أن السيطرة ستتم بأبناء الجنوب أنفسهم ولكن لمصلحة قيادات تقليدية شمالية هي ذاتها التي اجتاحت الجنوب سابقاً.
وفيما يتعلق بالقضية الجنوبية قال سلام إن الملف الجنوبي هو الحلقة الأضعف اليوم في إطار أي مفاوضات “نظراً لعدم وجود أي جدية من قبل أي طرف تابع لتحالف العدوان السعودي الإماراتي لحل القضية الجنوبية باستثناء فقط استخدام القضية لمزيد من التمزق والمزيد خلط الأوراق”.
وحول دور القيادات الجنوبية والمسؤولين الجنوبيين في حكومة صنعاء بخصوص القضية الجنوبية، قال سلام إنهم ومن خلال مشاركتهم في حكومة الإنقاذ الوطني يعملون على “إيجاد قواسم مشتركة ومحاولات درء أي صراعات وحقن دماء اليمنيين سواء كانوا من المناهضين للعدوان أو من أولئك الذين يقفون بصف سلطات الاحتلال”.