مهلة مبادرة المشاط المحددة بـ3 أيام تنتهي بدون استجابة من التحالف.. إليكم سيناريو المرحلة المقبلة
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
انتهت المهلة المحددة بالمبادرة التي أعلنتها القيادة السياسية لسلطة صنعاء على لسان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وهو أعلى سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها أنصار الله وقوات صنعاء، انتهت هذه المهلة من دون أن يستجيب التحالف السعودي الإماراتي لها وفق الشكل المطلوب والواضح وفق ما ورد في المبادرة.
حيث جاء إعلان التحالف اليوم الأربعاء بوقف عملياته العسكرية في الداخل اليمني ابتداءً من السادسة صباح اليوم الأربعاء أي قبل 12 ساعة من انتهاء مهلة الثلاثة أيام التي حددها المشاط للرد على المبادرة التي أعلنها السبت الماضي والتي تضمنت حرفياً ما يلي: “1- نعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه المملكة العربية السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام ونؤكد استعدادنا لتحويل هذا الإعلان في حال أعلنت والتزمت المملكة السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها الجوية على أراضي الجمهورية اليمنية بشكل نهائي وثابت ودائم. 2- نعلن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام ونؤكد استعدادنا لتحويل هذا الوقف إلى التزام نهائي ومستمر ودائم في حال أعلنت المملكة السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من أراضينا ومياهنا اليمنية والتوقف التام عن دعم مليشياتها المحلية من بلادنا. 3- نؤكد بأن تعليق العمليات الهجومية يشمل جبهة مأرب وبخصوص هذه الجبهة نعيد إلى الواجهة ما تضمنته مبادرة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وننتظر الرد عليها بالإيجاب باعتبارها مبادرة واقعية ومنصفة للجميع وفي حال تم ذلك نؤكد استعدادنا على الفور عن دخولها حيز التنفيذ. 4- نعلن استعدادنا التام للإفراج عن كافة أسرى التحالف الموجودين لدينا بما فيهم شقيق هادي وأسرى المليشيات المحلية وكل الأسرى من الجنسيات المتوفرة في قبضتنا مقابل الإفراج عن كافة أسرانا الموجودين لدى التحالف بمختلف مكوناتهم وندعو المبعوث الأممي إلى ترتيب الإجراءات وتيسير تبادل الكشوفات والاتفاقيات التنفيذية دفعة كاملة أو على دفعات وبما يضمن الإفراج الكلي عن كافة الأسرى من الجانبين”.
على هذا الأساس طرحت صنعاء مبادرتها، وحددتها بمدة ثلاثة أيام، لكن الإعلان الذي صدر عن التحالف مع الساعات الأولى لليوم الأربعاء كان بمثابة الالتفاف على هذه المبادرة حاولت فيها الرياض التذاكي وإيهام العالم أنها استجابت لمبادرة صنعاء بإعلان وقف العمليات العسكرية في اليمن، بينما كانت مبادرة صنعاء واضحة حيث تضمن البند الأول وبمقابل وقف صنعاء كافة الهجمات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية تجاه المملكة السعودية فإن المطلوب من التحالف إنهاء الحصار ووقف الغارات الجوية بشكل نهائي وثابت ودائم، لكن التحالف لم يعلن إلا فقط عن الالتزام بالشق الثاني من هذا النص وهو وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني حيث نص إعلان التحالف على “تعلن قيادة التحالف المشترك لدعم الشرعية في اليمن وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني ابتداءً من الساعة السادسة صباح الأربعاء 30 مارس 2022 استجابة للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية اليمنية وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كل الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة”، وواضح من إعلان التحالف أن ذلك لا يشمل رفع الحصار على اليمن وهو شرط أساسي وتعمّدت صنعاء تقديمه على الشق الثاني مما تلاه والذي نص على وقف الغارات الجوية على أراضي الجمهورية اليمنية.
أما البند الثاني من مبادرة صنعاء والذي تضمن “وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام والاستعداد لتحويل هذا الوقف لالتزام نهائي ومستمر ودائم في حال أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من أراضينا ومياهنا اليمنية والتوقف التام عن دعم مليشياتها المحلية من بلادنا”، وحتى اللحظة لم يرد من التحالف أي استجابة لهذا البند حيث لم يعلن التحالف في بيانه أنه سيقوم بسحب قواته الأجنبية من كافة الأراضي اليمنية، بل إن بيان التحالف أكد على أنه سيستمر بتقديم الدعم العسكري للقوات المحلية الموالية له، حيث ورد في البيان أن التحالف يؤكد على ثبات موقفه في “دعم حكومة الشرعية بموقفها السياسي وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية” وهو إعلان صريح وواضح برفض شرط صنعاء في البند الثاني من مبادرتها وتأكيد على أن التحالف سيستمر بتقديم الدعم العسكري لمليشياته في اليمن بذريعة “دعم الشرعية بتدابيرها وإجراءاتها العسكرية”.
بالتالي فإن التحالف السعودي الإماراتي بنظر القيادة السياسية في صنعاء لم يستجب للمبادرة، وبالتالي فإن صنعاء تكون قد أسقطت الحجة على التحالف السعودي، ومن المتوقع أن تعمل صنعاء على تنفيذ شروطها بعد رفض التحالف للمبادرة.
الترجيحات تقول بأن مطلب صنعاء المتمثل برفع الحصار، سيدفعها بعد رفض التحالف لهذا الطلب إلى الضغط على السعودية باستخدام أوراق لا تزال صنعاء تحتفظ بها لانتزاع حقها في رفع الحصار عنها فاليمنيون لن يموتوا جوعاً لوحدهم ورفع الحصار من أولويات مطالب صنعاء التي جرى التركيز عليها خلال الخطابات واللقاءات التي أجريت لقيادات صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية بما في ذلك خطاب زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي عشية دخول اليمن عامه الثامن من الحرب التي تشنها عليه دول التحالف، ومن غير المستبعد أن تعيد صنعاء تفعيل ورقة الضغط العسكري على السعودية لإجبارها على رفع الحصار، وليس بالضرورة أن يحدث ذلك باستهداف بعيد المدى لأهداف حساسة وحيوية داخل الأراضي السعودية، بل إن من المرجح أن نشهد مستقبلاً مواجهات بحرية حيث تتمركز قوات التحالف بالبحر الأحمر وتمنع وصول أي سلع أو سفن محملة بالبضائع والاحتياجات الأساسية لليمنيين وعلى رأسها سفن المشتقات النفطية.
أما بالنسبة لمطلب خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، فإن صنعاء لن تغفل عن هذا الهدف وستعمل على تحقيقه، وبما أن التحالف لم يعلن عن استعداده وقبوله بإخراج كافة قواته الأجنبية من اليمن فإن صنعاء ستعمل على إخراج هذه القوات بالقوة وبالطبع فإن أي طرف موالي للتحالف سيقف بوجه صنعاء داخل اليمن سيكون هدفاً لقوات صنعاء.