تسريبات ما يجري حالياً في مسقط بين صنعاء والأطراف الإقليمية

تقرير خاص – المساء برس|

سربت الصحافة المحلية اليوم الإثنين نقلاً عن مصادر دبلوماسية بعضاً مما يحدث حالياً في العاصمة العمانية مسقط من مفاوضات مباشرة بين صنعاء عبر كبير مفاوضيها المتواجد بعمان محمد عبدالسلام ومعاونيه، وبين الأطراف الإقليمية المنخرطة في الحرب على اليمن، والتي تقف على رأسها السعودية والإمارات.

المصادر الدبلوماسية قالت – بحسب ما نُشر في الصحافة اليمنية – أن النقاشات الدائرة في مسقط تهدف للتمهيد لمفاوضات حل شامل، مؤكدة أن هذه النقاشات تجري بين صنعاء كطرف وبين السعودية والإمارات كطرف بالإضافة لوسطاء دوليين من بينهم سلطنة عمان.

وحسب التسريبات الأولية فإن هذه النقاشات توصلت لتوافقات بين الطرفين على ملفات عديدة من أبرزها تبادل الأسرى وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء إلى جانب آلية صرف المرتبات في حين لا يزال النقاش محتدماً حول اتفاق التعويضات وإعادة الإعمار.

وحتى هذه اللحظة لا تزال هذه المعلومات مجرد تسريبات ولا تزال نسبة مصداقيتها غير معروفة، إذ لم يكشف أي طرف من جهته بشكل رسمي عن وجود هذه المفاوضات، باستثناء ما كُشف عن إجراءات ما يسمى بـ”بناء الثقة” والتي تتضمن القيام ببعض الأمور بالاتفاق بين الطرفين لتنفيذها على أرض الواقع مثل تبادل الأسرى أو فتح مطار صنعاء أو فتح ميناء الحديدة وهذه الأمور تندرج ضمن إجراءات بناء الثقة التي تعد مقدمات ضرورية لتنفيذ الخطوة التالية والتي تتمثل بمفاوضات للحل الشامل، وفي هذا الصدد كُشف عن الاتفاق على صفقة لتبادل الأسرى وهي أكبر صفقة لتبادل الأسرى بين التحالف وصنعاء منذ بداية الحرب على اليمن حيث تشمل 2200 أسير وهذه هي الوحيدة المعلنة حتى اللحظة من إجراءات بناء الثقة، ورغم ذلك لا يوجد حتى اللحظة ما يؤكد أن هذه الصفقة أصبح من المسلم أنها ستتم إذ لا يزال العمل عليها جارياً وفي خطواته الأولى حيث ستسلم الأطراف غداً الثلاثاء كشوفات أسماء الأسرى الذين لديها ما يعني أن أي تفصيل ولو بسيط قد يتسبب بتعثر هذه الصفقة.

هي إذاً مفاوضات أو بالأصح “مناقشات الند للند” تجري حالياً في العاصمة العمانية مسقط بين الطرفين الرئيسيين صاحبي القرار في هذه الحرب، طرف صنعاء وطرف التحالف والذي لا يشمل فقط السعودية والإمارات بل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والنتيجة هي أن الأطراف اليمنية المنفية والتابعة للتحالف وبمثلما لم يكن لها قيمة طوال السنوات السبع الماضية من عمر الحرب سوى استخدامها من قبل التحالف كقفازات للتدخل العسكري في اليمن واحتلال مناطق واسعة منه فإن الحال كذلك سيتكرر أثناء الاتفاقات بين الأطراف الرئيسية صاحبة القرار كما هو حاصل الآن في مسقط والتي لا وجود فيها لأي فصيل من الفصائل اليمنية التابعة للتحالف.

في الأخير لا تزال صنعاء هي الطرف المنتصر في هذه الحرب بفعل صمودها بوجه التحالف أولاً وبسبب موقفها الذي التف حوله اليمنيون بما في ذلك المحافظات الجنوبية رغم خضوعها للسيطرة العسكرية من قبل التحالف العسكري السعودي والإماراتي، إلا أن قضية الوطن والدفاع عنه بوجه أي محتل أجنبي تظل القضية التي يلتف حولها الشعب، فالمواطنون في جنوب اليمن لهم مواقف مغايرة تماماً لمواقف الساسة التابعين للجنوب المتواجدين حالياً في الرياض وأبوظبي، وباعتراف حزب الإصلاح بنفسه الذي جنّد نفسه وأعضاءه في سبيل القتال تحت راية التحالف العسكري السعودي لاحتلال اليمن فإن صنعاء رفضت عرضاً سعودياً بـ100 مليار ريال سعودي مقابل أن تقبل قيادة سلطة صنعاء وقيادة أنصار الله بوقف الحرب وحصول صنعاء على هذا المبلغ مقابل فقط القبول ببقاء قوات التحالف في بعض المناطق الساحلية في اليمن، وهو ما رفضته صنعاء جملة وتفصيلاً بحسب ما قاله القيادي في حزب الإصلاح عادل الحسني، ولعل ذلك ما يفسر ثقة صنعاء بنفسها حين طرحت مبادرة وقف العمليات الحربية بكافة الجبهات والعمليات الهجومية ضد السعودية بكافة أشكالها لمدة 3 أيام مقابل استجابة التحالف لهذه المبادرة خلال هذه المدة بإعلان وقف الغارات الجوية ورفع الحصار عن ميناء الحديدة والإعلان عن الاستعداد لسحب التحالف كل قواته العسكرية من أي منطقة من اليمن، الأمر الذي يعني أن مفاوضات مسقط لا تزال مرهونة بمدى استجابة الرياض لمبادرة مهدي المشاط التي أعلنها السبت الماضي والتي جدد زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي اليوم التأكيد عليها وهدد بعواقب وخيمة للتحالف إذا تم تجاهل هذه المبادرة التي أسمتها صنعاء بالفرصة التي لا يجب أن تُفوّت.

قد يعجبك ايضا