إسرائيل والحرب على اليمن.. لماذا ركّز الحوثي في كلمته على التحريض الإسرائيلي ضد اليمن قبل الحرب؟

تقرير خاص – المساء برس|

بدا من الواضح تركيز زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمته أمس الجمعة عشية دخول اليمن عامه الثامن من الحرب التي تشنها السعودية والإمارات عليه بإشراف أمريكي مباشر ومشاركة إسرائيلية غير معلنة، على تورط الكيان الصهيوني الإسرائيلي في هذه الحرب ودوره الذي كان سابقاً للحرب أيضاً.

وقال الحوثي في كلمته إن إسرائيل لم تكن بعيدة عن هذه الحرب ولها علاقة مباشرة ليس فقط من بداية الحرب بل من قبل أن يبدأ الهجوم على اليمن بفترة، وقال الحوثي إن الكيان الصهيوني وخلال الأشهر الأخيرة قبيل اندلاع الحرب على اليمن ظل يحرض ضد اليمن ويضغط باتجاه شن حرب على اليمن، في إشارة منه إلى تحريض المسؤولين الإسرائيليين حينها وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان السابق بنيامين نتنياهو والذي حرض واشنطن ودول الخليج ضد اليمن بذريعة أن أنصار الله أصبحوا يقتربون من السيطرة على باب المندب الذي تهيمن عليه اليمن بطبيعة الحال.

وكانت إسرائيل تحرّض بشكل فعّال ضد الشعب اليمني وأنصار الله بعد أن شعرت بخطر الإطاحة بسلطة هادي وحزب الإصلاح خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة لما قبل اندلاع الحرب على اليمن في 26 مارس 2015.

وتتخوف إسرائيل من أن يحكم اليمن أي جهة تعمل لصالح الشعب اليمني ووفقاً للمصلحة اليمنية ولما تقتضتيه مصلحة الأمن القومي اليمني، كما أنها تتخوف من أي شخصية يمنية تصل لرأس هرم السلطة وتكون هذه الشخصية وطنية وتعمل لمصلحة اليمنيين وتقدم مصلحة اليمن على أي مصالح أخرى، ولم تنسَ إسرائيل حتى اليوم دور اليمن في حرب أكتوبر 1973 والتي شاركت فيها اليمن عبر إغلاق مضيق باب المندب في تلك الفترة أمام السفن الإسرائيلية، ومنذ ذلك اليوم وإسرائيل تعمل على فرض وجودها العسكري البحري في منطقة جنوب البحر الأحمر، وقد أثبتت هذه الحرب، وفقاً لاعترافات صحفيين وسياسيين وحتى مسؤولين عسكريين وأمنيين واستخباريين في إسرائيل، أن تل أبيب أصبح لها تواجد عسكري في جنوب البحر الأحمر، بل والأكثر من ذلك اعترافات وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس في آخر حوار صحفي له مع صحيفة “هآرتس” بقيام الرئيس اليمني المنتهية ولايته والمقيم في المنفى بالسعودية وتتبع سلطته تبعية تامة للتحالف السعودي العسكري ضد اليمن، اعترف الوزير الإسرائيلي بقيام هادي بزيارة إسرائيل مرتين منذ بداية الحرب على اليمن.

وبحسب ما نشره على موقعه الشخصي بالإنترنت عاموس هرئيل كبير المراسلين الصحفيين في صحيفة هآرتس وهو الصحفي الذي اجرى الحوار مع كاتس في بداية مارس الجاري، فإن من ضمن ما قاله الوزير كاتس أن “عبدربه منصور هادي زار تل أبيب مرتين منذ بداية الحرب في اليمن الأولى كانت في بداية الحرب والثانية كانت قبل العملية العسكرية في الحديدة في 2018” كما نشر الصحفي الذي أجرى الحوار معلومات أخرى كشفها الوزير الكاتس ضمن الحوار الصحفي غير أن الصحيفة لم تنشرها ضمن الحوار وتركت المجال لنشرها للصحفي الذي أجرى الحوار في رسالة واضحة من إسرائيل هدفها جس نبض الشارع اليمني لردة فعله إزاء الكشف عن هذه المعلومات وهو أسلوب اتبعته إسرائيل منذ عقود كخطوات تمهيدية قبل أي عملية تطبيع بينها وبين الأنظمة العربية المتحالفة معها.

ومن بين عمليات التحريض ضد اليمن من قبل إسرائيل خلال الفترة القليلة التي سبقت الحرب على اليمن، ما كشفته الصحافة الأمريكية مؤخراً من زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني مطلع العام 2015 لواشنطن وإلقائه كلمة أمام الكونجرس الأمريكي، وحينها اشترط نتنياهو حضور سفراء الدول الخليجية للكونجرس حيث خصص جزءاً واسعاً من كلمته أمام الكونجرس للحديث عن اليمن وعن الأحداث والتطورات التي حدثت في صنعاء ومنها ثورة 21 سبتمبر التي أطاحت برموز نظام صالح الذين التحقوا بالسلطة الجديدة التي كان يرأسها هادي من أمثال علي محسن الأحمر، والتي رأت فيها تل أبيب بأنها مؤشر خطر كبير يستهدف إسرائيل بوصول أنصار الله إلى صنعاء وتقويض سلطة عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح الذين فيما يبدو كانوا على وفاق من تحت الطاولة مع الكيان الإسرائيلي المؤقت.
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2022/03/07/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A8%D9%87-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%87%D8%A7%D8%AF/

قد يعجبك ايضا