الحوض النفطي في “حرض” سبب التصعيد السعودي الأخير وأحد أسباب اغتيال الرئيس “الشهيد الحمدي”

خاص – المساء برس|

قبل اغتيال الرئيس اليمني الأسبق الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في 11 اكتوبر عام 1977، كانت شركات تنقيب عن النفط الخام أمريكية قد حفرت بئرين في منطقة حرض شمال غرب محافظة حجة شمال غرب اليمن على الحدود مع السعودية، وفي العام ذاته كان يفترض بأن يفتتح الحمدي أول بئر نفطي في حوض حرض النفطي بالتزامن مع الذكرى الـ15 لثورة 26 سبتمبر، لولا اغتياله الذي وقع قبل موعد افتتاح هذا البئر بأقل من شهرين.

الأطماع السعودية في حرض ليست من اليوم، وتصعيدها الأخير الذي انتهى بالفشل بعد محاولتها السيطرة على هذه المنطقة والذي انتهى أيضاً بخسارة الرياض للمقاتلين الذين دفعت بهم للسيطرة بعد تعرضهم لهجمات متعددة بالصواريخ الباليستية ووقوع من تبقى منهم في كمائن وحصار وانتهى بهم الأمر في الأسر، هذا التصعيد السعودي في حرض يستند إلى أهداف استراتيجية قديمة للرياض في هذه المنطقة تعود هذه الأهداف لعشرات السنين الماضية، إضافة لكون التصعيد في الوقت الحالي لا يخرج عن كونه هدفاً جانبياً تكتيكياً مرحلياً مرتبط بتخفيف الضغط على المعارك في جنوب محافظة مأرب.

إن الهدف الاستراتيجي السعودي في حرض يشابه أهدافاً استراتيجية أخرى قديمة للسعودية في مناطق أخرى من اليمن كمحافظة الجوف مثلاً والساحل التهامي غربي اليمن والثروة المدفونة في أرض ومياه محافظة المهرة جنوب شرق اليمن، هذه الأهداف الاستراتيجية تتمثل بالسيطرة على أحواض النفط والغاز التي تربض عليها اليمن والتي وصفها أحد السفراء الأمريكيين السابقين إلى اليمن بأنها بلد لا تزال بكراً.

تحتوي منطقة حرض على حوض نفطي كبير ضمن أحواض النفط في منطقة تهامة غربي اليمن والتي منعت السعودية من استكشافها منذ عهد الرئيس إبراهيم الحمدي.

ويقول الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي في اليمن، رشيد الحداد، إن السعودية وكما عمدت على إجبار شركة تنقيب عن النفط أجنبية من مغادرة حرض بعد اكتشاف الحوض النفطي والشروع بحفر 20 بئراً هناك، فقد تجددت أطماعها للسيطرة على هذا الحوض في العام 2014 حيث عمدت السعودية على شراء أراضٍ حدودية واسعة على امتداد 10 كلم يقع فيها الحوض، وذلك من زعماء قبائل يمنيين.

ويؤكد الصحفي الحداد إن أول عملية تنقيب عن النفط جنوب مدينة حرض، تمت في عهد الرئيس الحمدي مطلع العام 1977 من قبل شركة “شل” الأمريكية، بعد مسوحات أثبتت وجود كميات كبيرة من النفط الخام في هذه المناطق الحدودية، إلا أن الشركة التي كانت باشرت في حفر 20 بئراً، سرعان ما توقفت عن العمل قبل موعد افتتاح أول بئر في الذكرى الـ15 لثورة 26 سبتمبر بسبب الاعتراض السعودي على التنقيب تحت ذريعة أن الدولتين لم تقوما بترسيم الحدود، وهو ما أدى إلى أزمة سياسية بين الرياض وصنعاء انتهت بجريمة اغتيال الشهيد الحمدي.

قد يعجبك ايضا