ترتيبات سعودية إماراتية متسارعة لإزاحة الإصلاح من الجنوب وتمكين طارق والانتقالي
خاص – المساء برس|
بدأت الإمارات والسعودية بوضع الترتيبات الأخيرة لإزاحة الإصلاح من المشهد الجنوبي، بالتزامن مع اقتراب طرده من الشمال على يد قوات صنعاء، باعتباره كرتًا محروقًا، واستبداله بجناح المؤتمر الموالي للإمارات ممثلًا بطارق صالح والانتقالي الجنوبي.
وشهدت عدد من المحافظات الجنوبية، تحركات واسعة للانتقالي، من خلال تظاهرات شعبية واسعة غاضبة تطالب برحيل حكومة هادي والإصلاح، منها الضالع التي تتحضر لانتفاضة شعبية غدًا الخميس، وقد تتوسع لتشمل محافظات أخرى كلحج التي تشهد مديريات احتجاجات منذ يومين، إضافة إلى دعوات للتحشيد في محافظة عدن لطرد حكومة هادي من قصر المعاشيق، حيث يقيم حاليًا معين عبدالملك.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع سحب السعودية قواتها من محافظة عدن لإخلاء مسؤوليتها من التصعيد القادم الذي يقوده الانتقالي بدعم منها من تحت الطاولة، تمهيدًا للانقضاض على الإصلاح من قبل المجلس الذي هدد، يوم أمس، في اجتماع له برئاسة الزبيدي بالانسحاب من الحكومة بذريعة عدم تنفيذها بنود اتفاق الرياض.
كما جاء هذا التصعيد بالتوازي مع تحركات عسكرية واسعة للانتقالي وقوات طارق في أبين وشبوة، في سياق الترتيبات العسكرية انتظارًا لساعة الصفر لطرد سلطة الإصلاح من أبين وشبوة، إضافة إلى حضرموت التي استحدث فيها الانتقالي معسكرات جديدة على تخوم مديرية وادي حضرموت الخاضعة لسيطرة علي محسن الأحمر.
إضافة إلى التحركات السياسية والقبلية بين الانتقالي وجناح مؤتمر الإمارات التي تهدف إلى توحيد جهود الطرفين برعاية إماراتية، وبرزت من خلال اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيس انتقالي شبوة بأبرز قيادات المؤتمر المناهضين لسلطة الإصلاح، والتي تسعى من خلالها الإمارات إلى حشد كل طاقاتها وكروتها للانقضاض على الإصلاح الذي يهدد باقتحام منشأة بلحاف، التي تتخذها الإمارات قاعدة عسكرية لها، خاصة بعد انتهاء المهلة المحددة لإخلاء أبو ظبي قواتها من المنشأة.
ومن جهة أخرى تواصل السعودية تضييق الخناق على الإصلاح في الجنوب، من خلال الضغط عليه لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، والذي يشمل إخراج قوات الإصلاح من أبين وشبوة وحضرموت، بهدف تعبيد الطريق لقوات طارق والانتقالي لإكمال مخطط السيطرة على المحافظات الجنوبية.
وفي السياق تداولت وسائل إعلامية، عن احتمالية عودة القوات الإماراتية لخلافة القوات السعودية التي سحبت قواتها وعتادها العسكري، بشكل مفاجئ، خلال اليومين الماضيين من عدن، وهو ما فسره مراقبون بأنه يأتي في إطار إعادة ترتيب الأوراق بين الإمارات والسعودية يقضي بتسليم الجنوب مجددًا للإمارات وتمكين أدواتها من كامل الجنوب وإزاحة الإصلاح من المشهد السياسي، بالتزامن مع اقتراب سقوط آخر معاقله في محافظة مأرب والشمال بيد قوات صنعاء التي أضحت مطوقة للمدينة من ثلاثة جهات ووصلت قواتها إلى مدخل المدينة الجنوبي.