السعودية تزيح الانتقالي من المشهد وتقدم فصيل جنوبي موال لها لتمثيل الجنوب
خاص – المساء برس|
بدأت السعودية بتحركات رسمية جديدة، اليوم الاثنين، لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، وتقديم فصيل جنوبي آخر موال لها لتمثيل الجنوب في المرحلة القادمة.
وشرعت السعودية بتنسيق عدة لقاءات دبلوماسية جمعت سفراء غربيين مع زعيم الحراك الجنوبي الموالي لها فؤاد راشد.
والتقى راشد، خلال الساعات الماضية، السفير الفرنسي الجديد لليمن، جان ماري صفا، في العاصمة السعودية الرياض، ما يؤكد بدء الأخيرة فعليًا تحركاتها لإزاحة الانتقالي من المشهد السياسي وسحب بساط تمثيل الجنوب منه ونقله للحراك الجنوبي الموالي لها.
وتركز النقاش بين راشد والسفير الفرنسي، وفق تصريحات صحفية لقائد الحراك الجنوبي، حول جهود إنجاح المبادرة السعودية للسلام، إضافة إلى المخاوف من تداعيات سقوط مأرب على حضرموت وشبوة، مشيرًا إلى مطالبته بضرورة حضور القضية الجنوبية في جولة المفاوضات القادمة، على أن يكون الحراك هو الممثل الوحيد للجنوب “باعتباره الطرف الشرعي” وفق قوله.
كما أن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة، حيث سبقه لقاء مع السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير دوشكين، وتمكن، بدعم سعودي، من التنسيق لزيارة وفد من الحراك إلى العاصمة الروسية موسكو، في إطار مساعيه لعرض نفسه كمكون جنوبي بديل للانتقالي.
وجاءت هذه الاجتماعات، بالتزامن مع تظاهرات شعبية حاشدة لأنصار الحراك الجنوبي في عقر معاقل فصائل الانتقالي في المحافظات الجنوبية.
يذكر أن التحركات السعودية هذه، تزامنت مع إعلان الانتقالي فك ارتباطه مع حكومة هادي، الموالية للسعودية، في إشارة إلى نسف اتفاق الرياض جملة وتفصيلا، والذي سعت الرياض طوال السنتين الماضيتين على إنجاحه ودفعت بكل ثقلها في سبيل تحقيق ذلك.
كما أن هذا الحراك الجديد، يأتي مع استمرار السعودية ضغوطها على الانتقالي شعبيًا مستخدمة ملف الخدمات لابتزاز المجلس الذي يواجه سخطًا شعبيًا بعد استفراده بالمشهد في عدن عقب طرد حكومة هادي منها، فضلًا عن ضغوطها الكبيرة التي تدفع نحو تفكيك الانتقالي عسكريًا من خلال محاولة إجباره على إخراج قواته من عدن وضم فصائله ضمن تشكيلات وزارة الدفاع والداخلية التابعة لهادي، وهو ما يرفضه الانتقالي حتى اللحظة.
يشار إلى أن السعودية دفعت، إلى جانب تحريك كرت الحراك الجنوبي، أيضًا بالتعاون مع الإصلاح، إلى تشكيل مكون جنوبي جديد تحت مسمى “جبهة الإنقاذ” بقيادة رجل الأعمال والقيادي الإصلاحي حميد الأحمر ووزير الداخلية السابق في حكومة هادي والعدو اللدود للانتقالي، أحمد الميسري، إضافة إلى أحمد العيسي، نائب مدير مكتب هادي للشؤون الاقتصادية والمقرب من الإصلاح، ويهدف هذا المكون إلى تقليص نفوذ الانتقالي سياسيًا وسحب بساط تمثيله للجنوب في الفترة المقبلة.
والحراك سيضاف إلى مكونات جنوبية تسعى لمنازعة الانتقالي حصة الجنوب ابرزها الائتلاف الوطني الجنوبي الذي يقوده احمد العيسي بمشاركة الإصلاح ناهيك عن التحالف الذي تسوقه تركيا ويتمثل بـ”جبهة الإنقاذ” إلى جانب قوى حضرمية وشبوانية ومهرية ترى في ذاتها ممثل للجنوب بمناطقها الجغرافية.