مصادر خاصة| مخطط سعودي إخواني لإسقاط الانتقالي في عدن واجتياح المحافظة
خاص – المساء برس|
بدأت السعودية بترتيبات عسكرية، في الآونة الأخيرة، لإسقاط محافظة عدن، أهم معاقل الانتقالي، بمشاركة قوات الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن).
وقالت مصادر خاصة لـ”المساء برس”، إن هذا المخطط بدأ من خلال بدء القوات السعودية سحب قواتها من عدن بشكل جزئي، وإعطاء إشارة البدء للألوية العسكرية التابعة للإصلاح في محافظتي لحج وأبين والاستعداد لساعة الصفر.
وجاء هذا المخطط والترتيبات، بعد رفض قوات الانتقالي الانسحاب من عدن وتنفيذ بنود اتفاق الرياض المتعلقة بالشق العسكري، قبل نحو شهر، وطرد الأخير للوزراء بعد إغلاق الوزارات وإغلاق مبنى المحكمة العليا في عدن، وحجز سياراتهم المدرعة في ميناء الزيت التي وصلت قبل أسبوعين.
وتضيف المصادر، أن تصرفات الانتقالي الأخيرة، التي اشتلمت أيضًا محاصرة منزل وزير داخلية هادي المحسوب على الإصلاح، فضلًا عن دفعه لأنصاره للخروج إلى الشارع في مظاهرات عارمة تمكنوا في إحداها من اقتحام معسكر معاشيق وفرار الحكومة عبر البحر من القصر، وإهانة الجنود السعوديين، زادت من تعزيز تحركات السعودية والإخوان نحو حسم المعركة في عدن وإخراج الانتقالي من المشهد.
ومما يعزز من حقيقة هذا المخطط، هو مغادرة رئيس حكومة المحاصصة معين عبدالملك قبل يومين إلى الرياض رفقة من تبقى من الوزراء، إضافة إلى وصول سفينة “درة جدة” العسكرية السعودية إلى ميناء الزيت لنقل القوات السعودية والقوات السعودانية من قصر معاشيق ومقر التحالف بشكل مفاجئ.
وبحسب المصادر، فإن قيادة التحالف أبلغت الجهات الأمنية في عدن، بعد احتجازها للقوات السعودية والسودانية ومنعها من المغادرة، تذرعت بأنها تسعى لتخفيض تواجد قواتها في المناطق التي وصفتها بـ “المحررة” إلى قرابة 5% كتواجد عملياتي.
ويقول مراقبون، إن هذه التحركات السعودية بموازاة تحركات ما تسمى “الشرعية” تأتي في إطار التحضير والترتيب لمعركة قادمة لإسقاط عدن وإخراج المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا من المشهد السياسي، عبر الألوية العسكرية الكبيرة المتواجدة في حج وأبين، مضيفًا أن إخراج القوات السعودية، يأتي في إطار التخفف من الالتزامات الناتجة فيما بعد عن اقتحام قوات الإصلاح للمدينة.
وسبق هذه التحركات، إيقاف مرتبات وتغذية قوات الانتقالي، إضافة إلى شراء ولاءات قيادات بارزة في الانتقالي بغرض تشتيته وتفريقه، تمهيدًا للحظة الصفر وانقضاض قوات الإصلاح على المدينة.
وفي المقابل، انتبهت قوات الانتقالي لهذا المخطط، حيث بدأت بحفر خنادق ومتارس في خط عدن – أبين والعلم وزراعة الألغام تحسبًا لبدء المعركة، وفق المصادر.
يذكر أن الطيران المسيّر التابع للسعودية، قد حلق بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي، في عدن ولحج والضالع وأبين، بهدف رصد المعسكرات ومقرات وأماكن تواجد قوات الانتقالي، الأمر الذي يؤكد عدم استهدافها لأي موقع؛ كونها تتحرك في إطار عمليات رصد.
وتمكنت قوات الانتقالي، من إسقاط إحدى هذه الطائرات، قبل قرابة خمسة أيام، أثناء تحليقها في سماء محافظة عدن، وبعد فحص الطائرة، ثبت أنها طائرة تركية الصنع، وهي تابعة للسعودية، وفق المصادر.
وتشهد محافظة عدن، احتقانًا شعبيًا كبيرًا، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية المفتعل، ويأتي ذلك في مسار المخطط السعودي الإخواني، لإشعال الشارع ضد الانتقالي وسلطته المحلية وتحميله كامل المسؤولية عن هذا الانهيار الكبير للأوضاع في عدن، الأمر الذي يمهّد لعملية اجتياح المدينة بقبول شعبي.