الإصلاح يكشف بشكل واضح وفي مقابلة رسمية عن مخططه نحو المخا وباب المندب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أراد حزب الإصلاح تغطية حقيقة مساعيه نحو التصعيد العسكري في الجبهات الجنوبية الغربية لتعز والتي تهدف للتقدم نحو المخا وطرد قوات طارق صالح بدفع من تركيا المتكفلة بتقديم السلاح والمال، بمقابلة رسمية لرئيس فرع الإصلاح بتعز، غير أن المقابلة وبدلاً من أن يكون هدفها تظليل الخصوم الحقيقيين للإصلاح بتعز أكدت بشكل أكبر حقيقة مخطط الحزب ومسلحيه نحو الساحل الغربي، وجاءت المقابلة لتؤكده لا لتنفيه.
في المقابلة التي نشرها موقع “تعز تايم” والمحسوب على الإصلاح بشكل غير رسمي، قال رئيس فرع الإصلاح في تعز عبدالحافظ الفقيه إن العدو الأول لليمنيين هو “مليشيات الحوثي” حسب توصيفه، وقد اختيرت هذه العبارة لتكون بداية تصريحه للموقع، غير أن بقية المقابلة بالكامل تركزت حول الساحل الغربي والمخا.
“المساء برس” رصد المقابلة التي نشرها الموقع قبل أن يقوم بحذفها وإعادة نشرها مرة أخرى بعد أن قام بحذف بعض ما ورد في تصريح الفقيه، فكان مما قاله رئيس الإصلاح في المقابلة الأولى، نفيه لما سماها “ما يروج له البعض حول مساعي حزب الإصلاح لتفجير الوضع عسكرياً في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية”، زاعماً إن هذا الحديث لا أساس له من الصحة.
في المقابلة أيضاً قال الفقيه إنه “من الضروري أن تنضوي كافة التشكيلات العسكرية في الساحل الغربي تحت قيادة الحكومة الشرعية وبما يفضي إلى تحرير ساحل البلاد الغربي من المخا حتى ميدي”، وأضاف إن تعز “تتطلق نحو استعادة وحدتها واستكمال التحرير وإنهاء الانقسام الجغرافي المتمثل في وقوع جزء منها مع الحوثي وآخر مع قوات طارق صالح وجزء ثالث تحت سيطرة الحكومة الشرعية”.
وذهب الفقيه إلى اعتبار المخا بأنها العمق الاستراتيجي لتعز، مؤكداً على أن “ادعاء البعض أن المخا وباب المندب وغيرهما من مديريات المحافظة ليست جزءاً من تعز، ومساعيهم نحو تقسيم المحافظة وتحويل الساحل الغربي إلى محافظة مستقلة، مؤامرة لن يتمكنوا من تنفيذها ومدينة المخا جزء لا يتجزأ من تعز”، في إشارة إلى طارق صالح والإمارات الساعين لفصل المخا ومديريات تعز الساحلية عن المحافظة وصولاً إلى باب المندب واعتبارها جزءاً خارج السيطرة العسكرية لقوات هادي، وهو ما أكده الفقيه في المقابلة ذاتها، حيث أعقب بعد ذلك بالقول إن “هناك مؤامرة على محافظة تعز تظهر في محاولات تدعمها دولة الإمارات لفصل مديريات الساحل عن المحافظة وتشكيل حزام أمني”، مضيفاً إن “الإمارات تعمل على إضعاف الشرعية وخلق كيانات مناوئة لها، وقد حاولت خلق كيان مسلح معارض للشرعية مثل جماعة أبو العباس في تعز، غير أن مشروعها فشل كما سيفشل في مديريات الساحل وعدن وغيرها”.
وجاءت مقابلة الفقيه ترجمة صريحة وواضحة للتحركات العسكرية لقوات الإصلاح جنوب غرب تعز، كما كشفت المقابلة الإجابة على عدة تساؤلات سبق وطرحها ناشطون في تعز عن سبب تركيز الإصلاح على الجبهات الجنوبية الغربية وعدم تركيزهم على الجبهات الشمالية التي بتحريكها سيتمكن الإصلاح فك الحصار على تعز، الأمر الذي يؤكد أن هدف التصعيد ليس تخفيف الضغط على مارب كما تزعم وسائل إعلام الإصلاح بقدر ماهو تحرك نحو الساحل الغربي والمخا تحت غطاء التصعيد ضد قوات صنعاء، بدليل دعوة الفقيه في مقابلته للقوات الموجودة بالساحل الغربي والتي يقصد بها قوات طارق والعمالقة للقتال ضد قوات صنعاء في الحديدة، وهو ما يدفع نحو انشغال (طارق والعمالقة) بهذا التصعيد في الجزء الشمالي من الساحل الغربي ويسهل على الإصلاح حينها النزول من مقبنة والتربة نحو الوازعية وموزع والمخا.
وكان ناشطون قد اعتبروا تحركات الإصلاح جنوب غرب تعز تحت غطاء الضغط على قوات صنعاء ومزاعم “تحرير تعز” بأنها تبريرات تكشف مدى استخفاف الإصلاح بأبناء تعز ومحاولة فاشلة لتظليلهم وخداعهم “بطريقة غبية” حسب وصف البعض، إذ أن من يريد تخفيف الضغط على مأرب سيذهب للتصعيد العسكري في الجبهات التي لا يفصل بين قوات الإصلاح وقوات صنعاء سوى “طربال” يقسم أحد شوارع تعز الرئيسية لنصفين وليس الذهاب للتصعيد في مناطق لم تكن أساساً جبهات قتال عسكرية ولم يكن لقوات صنعاء فيها تواجد عسكري كتلك التي في الأجزاء الشمالية لمدينة تعز.