نشاط إعلامي كثيف للتحالف ضد الحوثيين بالتزامن مع تقدمهم نحو مأرب
خاص – المساء برس|
لوحظ في الآونة الأخيرة تكثيف التحالف السعودي من نشاطه على المستوى الإعلامي ضد حركة أنصار الله “الحوثيين” في محاولة منه لكبح جماح قوات صنعاء التي تتقدم بسرعة نحو مدينة مأرب آخر معاقل الشرعية في المناطق الشمالية لليمن.
ودفع التحالف بناشطين يمنيين موالين له إلى النشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأسمائهم الحقيقية وبأسماء مستعارة لتشويه صورة الحوثيين علّ هذا التحرك قد يؤثر على سير العمليات العسكرية في مأرب ويعيد الروح المعنوية المنهارة لدى المقاتلين الموالين للتحالف الذين بدأوا يتهاوون تبعاً في أكثر من جبهة خصوصاً بعد أن أوقفت قبائل مأرب – على الأقل معظمها – المواجهات مع قوات صنعاء وتخلت عن التحالف السعودي الإماراتي.
وفي سياق الحرب الإعلامية التي يشنها التحالف على الحوثيين، تبين من خلال ما ينشره الناشطون الموالون للتحالف إعادة إحياء المصطلحات المناطقية والطائفية في منشوراتهم وتغريداتهم، حيث يصف البعض منهم أن حركة أنصار الله “الحوثيين” هي امتداد لفكر النظام الإمامة الذي انتهى مع قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962.
ويحاول التحالف عبر ناشطيه ووسائل إعلامه تصوير الحرب على اليمن على أنها حرب ضد الحوثيين فقط وعلى أن هذه الحرب هي امتداد لثورة 26 سبتمبر، زاعمين أن فكر الحوثيين هو امتداد لفكر الإمامة، وهو ما سبق ونفته حركة أنصار الله وقيادات سلطة صنعاء.
ويغفل ناشطو التحالف أن السعودية التي تقود الحرب على اليمن بذريعة أنها ضد الحوثيين المزعوم بأنهم يريدون إعادة نظام الإمامة، أن السعودية في ثورة 26 سبتمبر وقفت إلى جانب الإماميين ودعمت ومولت مقاتلي الإمام البدر وتسببت الرياض في تلك الفترة بحرب دامت 7 سنوات لم تنتهِ إلا بعد أن يئست من أنها ستتمكن من إعادة أسرة حميد الدين للحكم من جديد وبعد أن ضمنت أيضاً أن من تسلقوا ظهر الثورة باسم الجمهورية وباتوا هم في واجهة قيادة الدولة سيكونون أدواتاً طيعة في يدها.
وتنفي حركة أنصار الله فكرة أنها امتداد للنظام الإمامي، لكنها في الوقت ذاته لا تنكر الإيجابيات التي كانت ترسم ملامح السلطة في عهد النظام الإمامي ومن ذلك على سبيل المثال الحفاظ على سيادة اليمن ومكانته في الجزيرة العربية والمنطقة برمتها ورفض الإمامين يحيى حميد الدين ومن بعده نجله احمد حميد الدين أن يكون لأي من القوى الإقليمية أو العالمية أي هيمنة أو وصاية على أي شبر من الأراضي اليمنية بدليل عدم اعتراف النظام الإمامي بالمناطق الجنوبية المحتلة بيد البريطانيين بأنها مناطق غير يمنية والإصرار على أن هذه المناطق كلها يمنية وتحت الاحتلال الأجنبي، لدرجة أن البريطانيين عرضوا على الإمام يحيى تمكينه من ضم المناطق اليمنية المحتلة شمال اليمن (نجران وجيزان وعسير) والاعتراف بها رسمياً بمقابل اعتراف صنعاء بتبعية عدن والمحميات الجنوبية والسلطنات التي كانت قائمة في تلك الفترة لبريطانيا، غير أن الإمام يحيى رفض هذا العرض وظل متمسكاً بحقه في استعادة وتحرير كافة الأراضي اليمنية من الاحتلال البريطاني، وهو ما أغضب البريطانيين ودفع بهم لدعم آل سعود ضده.
سابقاً وفي إحدى الاحتفالات التي أقامتها سلطات صنعاء في ميدان السبعين قال القيادي بحركة أنصار الله والذي يشغل حالياً منصب عضو مجلس الرئاسة، محمد علي الحوثي: نحن حوثيون ومن قرح يقرح، وهي عبارة ترددت كثيراً في تلك الفترة ودفعت بالعديد ممن كانوا ينجرون وراء ما يبثه الإعلام السعودي والإماراتي إلى إعادة حساباتهم وإعادة تقييم القوى والشخصيات التي اصطفت إلى جانب التحالف لمعرفة ما إذا كانت مواقفهم تصب في صالح الجمهورية وأهداف ثورة سبتمبر أم إنها مجرد شعارات كانت تُرفع لاستغلالها سياسياً فقط ضد خصومهم الحوثيين الذين أعلنوا صراحة رفضهم أي وصاية خارجية على اليمن من بعد ما خرجت به المبادرة الخليجية في 2011.