هل تتمكن السعودية من سحب الملف العسكري في مأرب من يد الإصلاح؟ أبرز المؤشرات
تقرير خاص – المساء برس|
عملت السعودية على تفكيك المليشيات المسلحة التابعة للإصلاح والتي كان الحزب قد قولبها ضمن ألوية عسكرية بمسمى “الجيش الوطني”، وذلك بحكم سيطرة الإمارات على قرارات السعودية من خلال محمد بن زايد، حيث تمكن الأخير من دفع السعودية نحو توجيه قواتها وقيادات التحالف العسكريين للعمل على بدء التواصل المباشر مع قيادة الألوية العسكرية التابعة للإصلاح وهادي.
وقد بدأت السعودية ذلك بداية من المنطقة العسكرية السابعة وحينها اعترض قائد المنطقة ناصر الذيباني على هذا التوجه وفي أحد الاجتماعات صرخ الذيباني أمام الضابط السعودي رافضاً التواصل مع قيادات الألوية بشكل مباشر من السعودية وبسبب هذا الاعتراض تم إقالة الذيباني من منصبه.
وبعد ذلك عملت السعودية على تفكيك المناطق العسكرية التي كان قد شكلها الإصلاح وكانت البداية من المنطقة العسكرية الخامسة الممتدة من حجة وحرض والحديدة وحين فشلت السعودية في إلغاء هذه المنطقة العسكرية ذهبت مباشرة لتمكين طارق صالح من السيطرة على المخا والتمدد نحو الخوخة جنوب الحديدة وتشكيل مليشيات مسلحة غير خاضعة لسلطة وزرة دفاع هادي.
وقبل ذلك عملت السعودية على تشكيل المليشيات المسلحة من السلفيين الجنوبيين وتجنيد الآلاف من أبناء تعز في المناطق الحدودية الجنوبية للسعودية وتحت مسميات لألوية بأسماء أقرب إلى تسميات الجماعات الإرهابي لدى تنظيمي القاعدة وداعش وكانت تلك الألوية هي أيضاً لا تتبع وزارة دفاع هادي.
في تلك الفترة كان محمد علي المقدشي رئيساً للأركان وضغطت السعودية لإقالته من منصبه – حسب ما زعم الإصلاح حينها – ثم بدأت تضغط لتعيين طاهر العقيلي بدلاً عن المقدشي وذلك بعد أن قبل بسحب إمدادات قوات هادي من رئاسة الأركان وسحب التغذية والإمداد اللوجستي من الأركان وقيادة الوزارة وتحويلها إلى قيادة التحالف مباشرة وهو ما مثل إفراغاً لوزارة دفاع هادي ورئاسة الأركان من مهامها، واشترطت السعودية لإعادة الدعم لقوات هادي تعيين العقيلي لرئاسة الأركان وكان هدفها من ذلك تفكيك قوات الإصلاح في المنطقة العسكرية السابعة الممتدة من البيضاء ونهم ومحيط صنعاء مستخدمة في ذلك العقيلي الذي صرح لمجلة الإيكونومست البريطانية بعد تعيينه رئيساً للأركان بثلاثة أشهر فقط متهماً قواته بأنها تبيع السلاح والمعلومات الاستخبارية لقوات صنعاء مقابل المال، وما هي إلا ساعات من وقت نشر المجلة البريطانية لتصريحاته وتعرض سيارته التي كان يستقلها لصاروخ موجه في الجوف في محاولة من قبل الإصلاح لتصفيته لكنه أصيب فقط وبقي عدة أشهر في السعودية لتلقي العلاج.
في تلك الفترة جرى تعيين هاشم الأحمر قائداً للعمليات العسكرية في نهم ودفعت السعودية بمحسن الداعري للعمل مع هاشم الأحمر، وهو ما تزامن مع تصعيد السعودية لصغير بن عزيز بعد أن دفعت به للسودان لدراسة القيادة والأركان حيث دفعت نحو تعيينه رئيساً للأركان بقوات هادي، وحين وجدت الرياض أن الوضع قد يخرج عن سيطرتها وأن الإصلاح لا يزال يمسك بأوراق عدة تجعل منه قوياً ذهبت لاختلاق المنصب الجديد بوزارة دفاع هادي وهو “العمليات المشتركة” ومن هنا سحبت مهام رئاسة الأركان وأحالتها للعمليات المشتركة ومكنت بن عزيز من السيطرة على الإمداد والتموين والدعم اللوجستي وبهذا تحولت قيادة المعارك من الناحية الإدارية والعسكرية واللوجستية والمالية من سيطرة الإصلاح إلى سيطرة القيادات المحسوبة على الإمارات، ثم بعد ذلك دفعت السعودية نحو تعيين بن عزيز رئيساً للأركان خلفاً للعقيلي الذي لم يعد قادراً على مواصلة مهمته بعد تعافيه جزئياً جراء ما أصابه بعد محاولة الاغتيال.
ومن خلال ما تم استعراضه سابقاً يتبين مايلي:
أن السعودية قامت باحتضان وإيواء صغير بن ومحسن الداعري والعديد من القيادات التي كانت في صنعاء وبقيت هناك منذ خروجها من صنعاء بعد مقتل صالح وحتى تم إعادتها من الرياض إلى مأرب لضرب قوات الإصلاح هناك من خلال إنشاء العمليات المشتركة ونقل صلاحيات رئاسة الأركان إليها وتعيين بن عزيز رئيساً لها، وأتت الرياض بالداعري لتعيينه نائباً لبن عزيز برئاسة الأركان وحالياً تدفع الرياض لتعيين بن عزيز وزيراً للدفاع في الحكومة التي يجري التفاوض بشأنها في الرياض، بالإضافة إلى تعيين محسن الداعري رئيساً للأركان ومن ثم إعادة صلاحيات رئاسة الأركان كما كانت عليه، أي إعادة الإمداد اللوجستي والدعم العسكري والمالي وسحبها من العمليات المشتركة إلى رئاسة الأركان، وذلك بعد أن تمكنت السعودية من سحب قيادة الوزارة ورئاسة الأركان من الإصلاح وستبقى العمليات المشتركة مجرد اسم بلا مسمى لكن السعودية لن تتركها فارغة بل ستستغلها لتعيين هاشم الأحمر والذي سيكون محسوباً على محسن الأحمر وهي بذلك تحاول – أي السعودية – إيهام الإصلاح بأنها عملت على خلق توازن واحتواء للجميع في هذا التوزيع الجديد للمناصب وبهذا تكون الرياض قد أعادت أدواتها السابقة في المؤتمر إلى السيطرة على وزارة الدفاع وأزاحت بهدوء الإصلاح أبرز أدواتها التقليدية وأقدمها في اليمن من الدفاع ومن مأرب بشكل عام.