“تفاهمات بن عزيز والحوثيين”.. ومصير العكيمي (تقرير)
تقرير خاص – المساء برس|
يبدو أن قيادات هادي العسكرية المحسوبة على الإمارات اتجهت نحو استخدام الوسائل والأساليب ذاتها التي يستخدمها الإصلاح ضد خصومه الموالين للإمارات.
وهذا ما تثبته التسريبات الأخيرة بشأن رئيس أركان هادي بمأرب صغير بن عزيز والتي خرجت من أروقة الإصلاح ذاته، والتي تكشف أن بن عزيز يخوض صراعاً من تحت الطاولة ضد قيادات عسكرية وقبلية تابعة للإصلاح في كل من مأرب والجوف يهدف من خلالها إلى إبعادهم عن المشهد سياسياً وعسكرياً بأي طريقة شريطة ألا يبدو التحالف بشقيه (السعودية والإمارات) على علاقة بهذا المخطط.
تؤكد مصادر موثوقة في مأرب وتتوافق معها مصادر أخرى في الرياض تحدثت لـ”المساء برس” إن بن عزيز حصل على وعد بمنحه حقيبة وزارة الدفاع شريطة إزاحة بعض الأسماء من القيادات العسكرية المحسوبة على الإصلاح من المشهد من بينها أمين العكيمي محافظ الجوف بحكومة هادي المنفية، والذي كان سابقاً يقود محور الجوف العسكري.
وحسب المصادر فإن من المرجح أن يكون الدفع بالعكيمي للاشتراك بالمعارك في جبهة النضود شرق خب والشعف بالجوف هدفها إما قتل العكيمي أثناء المعارك أو الإيقاع به في الأسر لدى قوات الحوثي، أو إفشاله عسكرياً ومن ثم إقالته إذا لم ينجح الخياران السابقان.
خطة بن عزيز بشأن العكيمي والموالين للإصلاح
وحسب المعلومات المتوفرة فإن بن عزيز الذي يسعى للفوز بحقيبة الدفاع قرر تنفيذ تصعيد عسكري شرق الجوف ويسانده في ذلك طيران التحالف الذي أسند القوات التابعة لأمين الوايلي فقط، بينما تملص طيران التحالف سابقاً عن مساعدة مقاتلي هادي من حزب الإصلاح في المعارك السابقة التي شهدتها مأرب والجوف خلال الأشهر الماضية.
وفق المعلومات الواردة أقر بن عزيز خطة عسكرية قضت بالهجوم من ثلاثة محاور، الأول تم إسناده لألوية المحور الشمالية بقيادة هيكل حنتف ومنصور ثوابه وهادي حمران الجعيدي عبر الهجوم على محور الخنجر من جهة المهاشمة ومحمولة.
كما أسند بن عزيز للعكيمي ومحمد بن راسية مساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة مهمة الهجوم على منطقة الشهلاء.
كما تم تكليف العميد أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة والعميد عبدالله الضاوي قائد اللواء 127 مشاة التابع للمحور الشمالي بشن هجوم من المحور الثالث نحو قرن الصيعري والسعراء.
الدعم للوائلي فقط
وتؤكد المصادر إن الهجوم الذي وقع خلال اليومين الماضيين بدأ بمحور واحد فقط هو المحور الثالث وجزء من المحور الأول فقط وهذا الأخير تكبد خسائر كبيرة جداً، مضيفة إن كان من المفترض أن يباشر بعد ذلك العكيمي وبن راسية الهجوم على الشهلاء والنسرين شرق بير المرازيق، وأنه لم يتحرك في الهجوم بشكل فعال سوى الوايلي والضاوي اللذين استطاعات السيطرة على مناطق مليفوفة والنضود وقرن الصيغري والسعراء.
وتكشف المصادر أن بن عزيز استغل تقدم الوايلي بهدف تقديمه كقائد عسكري أفضل من غيره، وهو ما اعتبر محاولة من بن عزيز للدفع بالوايلي لتعيينه بدلاً عن هيكل حنتف.
وهيكل حنتف حسب المصادر تم تعيينه من قبل السعودية قائداً للملف العسكري للجوف بعد أن تنحى العكيمي وترك ملف الجوف العسكري منذ نشوب صراع بينه وبين هاشم الأحمر منتصف 2018 حتى تم إزاحته من قبل السعودية وإسناد قيادة عمليات الجوف العسكرية لحنتف حيث استلم هذا الملف مطلع يوليو الماضي بحضور الضابط السعودي سليمان الحويطي قائد مركز الخضراء (1501) لجبهات الأجاشر ووادي القعيف وسلية.
استهداف متعمد للعكيمي
وحسب المصادر فإن العكيمي أوقف مشاركته بالقتال حسب الخطة التي وضعها بن عزيز بسبب خلافات نشبت بينه وبين بن عزيز والوايلي على خلفية مصادرة صلاحياته كقائد لمحور الجوف، غير أن المصادر أكدت أن بن عزيز رد على العكيمي بأنه لم يعد قائداً لمحور الجوف وأن التحالف أوكل ملف الجوف لهيكل حنتف في يوليو الماضي وهو ما أزعج العكيمي بشدة، يضاف إلى ذلك استياء العكيمي مما تعرض له نجله “قعشل” والذي أصيب بانفجار عبوة ناسفة بالطقم الذي كان على متنه بالقرب من جبهة النضود قبل يومين، أي بالتزامن مع بداية الهجوم على النضود، وهو ما عزز من الشكوك لدى العكيمي تجاه نوايا بن عزيز وتيار المؤتمر من أسباب الدفع به للقتال في الجوف رغم تقليص الدعم المخصص لقواته وسحب الكثير من صلاحياته.
ومما يُفهم من مجريات الأحداث بين قيادات قوات هادي أن هناك رغبة في إفشال العكيمي عسكرياً وإظهار النجاح والتفوق للوايلي بغرض تسويقه أمام التحالف كبديل إما عن العكيمي أو بديل عن هيكل حنتف وذلك إلى جانب منصبه الحالي كقائد للعسكرية السادسة، فحنتف والذي وبالرغم من أن تعيينه جاء من السعودية إلا أن من المرجح أنه من الأشخاص غير المرغوب ببقائهم من وجهة نظر ووفقاً لمصالح بن عزيز وأتباعه من الضباط المحسوبين على المؤتمر.
وعلم “المساء برس” اليوم الإثنين إن قوات صنعاء دمرت (110) آليات عسكرية تابعة لقوات هادي في جبهة النضود ما بين أطقم عسكرية ومدرعات سلمها التحالف لقوات هادي.
وتشير المعلومات أن استهداف الآليات العسكرية جرى باستخدام العبوات الناسفة الأمر الذي قد يستغله بن عزيز للإطاحة بحنتف والعكيمي بذريعة فشلهما والدفع بالوايلي كبديل، وبهذا يكون بن عزيز حقق جزءاً من خطة التخلص من القيادات غير المرغوب بها لدى التحالف.
اتفاق سري جداً
الصراع المحموم لتصفية هيمنة الإصلاح على المحاور العسكرية في مأرب والجوف، دفع بالحزب إلى تسريب معلومات خطيرة تتعلق ببن عزيز والاتفاق السري الذي توصل إليه مع قوات صنعاء بشأن المعارك في مأرب.
حيث كشفت مصادر عسكرية موثوقة أن بن عزيز اتفق مع صنعاء على تأجيل المعركة في مأرب ريثما يتم الانتهاء من تشكيل حكومة هادي حسب اتفاق الرياض.
وحسب المصادر فإن الهدف من ذلك تمكين بن عزيز من الفوز بحقيبة وزارة الدفاع كون أي هجوم ناجح لصنعاء نحو مأرب قبل تعيين بن عزيز سيغيّر وجهة نظر التحالف بشأن هذا الخيار ويدفع الرياض لاختيار شخصية أخرى من نفس التيار المحسوب على الإمارات.
ووفقاً لمراقبين فإن المعلومات التي سربها الإصلاح بشأن اتفاق بن عزيز والحوثيين على تأجيل المعركة بمأرب حتى يتم اختياره لحقيبة الدفاع، تشير بشكل أو بآخر بأن العمليات العسكرية التي خطط لها بن عزيز في الجوف ودفع فيها بقيادات عسكرية مناهضة له تتم بعلم قوات صنعاء بدليل أنها تمكنت من تدمير (110) مدرعة وطقم خلال يوم ونصف فقط، استُخدمت في الهجوم على النضود على الرغم من أن العملية العسكرية كانت سرية، وهنا يبرز التساؤل: كيف وصلت المعلومات والتفاصيل الدقيقة حول الهجوم إلى الحوثيين؟، وكيف وصلت خرائط الطرق والمناطق التي ستمر منها المدرعات والأطقم التي تم تدميرها إلى غرف عمليات صنعاء؟.