بعد إسقاطه لـ”سقطرى” التحالف ينتقل للمرحلة الثانية.. تجميد أبين ومباشرة الخطة بحضرموت
حضرموت – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
يبدو أن التحالف السعودي الإماراتي ماضٍ في خطة تمت صياغتها سراً بين الرياض وأبوظبي تقضي بإسقاط سيطرة الشرعية في المحافظات الجنوبية الواحدة تلو الأخرى وبشكل تدريجي.
التطورات الأخيرة بدأت من اليوم إذ أعلنت الرياض قراراً بوقف إطلاق النار بين قوات هادي والانتقالي في أبين، ثم ألحق السفير السعودي محمد الجابر عبارة “وفي باقي المحافظات”، ثم أعلن الجابر أيضاً نيابة عن حكومته أن الشرعية وافقت على طلب التحالف بوقف إطلاق النار، لكن مما يبدو أن وقف المعارك سيكون فقط في أبين بشكل مؤقت ريثما ينتهي التحالف من المحافظة التالية، حيث بدأ التحالف بالعمل على إسقاط محافظة أخرى تمثل في أهميتها وخطورتها بالنسبة للإصلاح تحديداً درجة عالية أكثر ربما من عدن أو أبين أو حتى سقطرى.
ما بعد سقطرى
حضرموت هي المحافظة الرابضة فوق بحيرة نفطية، وهي ذاتها المحافظة التي بدأ التحالف بالعمل على إسقاطها وسحب سلطة الشرعية منها بعدما فعل ذلك في سقطرى مؤخراً.
فاليوم شهدت حضرموت تظاهرة لأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، وذلك بعد دعوة توجه بها من عدن رئيس لجنة الإدارة الذاتية في الانتقالي أحمد سعيد بن بريك الذي كان يشغل منصب محافظ حضرموت قبل أن يُقال من منصبه ويتم تعيين فرج البحسني بدلاً عنه في مثل هذا الشهر من العام 2017.
بن بريك قال في تغريدة على حسابه بتويتر قبل خروج التظاهرة بأن “حضرموت ستحتشد عن بكرة أبيها لدعم الحكم الذاتي ورفض الجماعات الإرهابية” في إشارة إلى سلطة هادي والإصلاح المسيطر على المحافظة.
(8) مطالب للانتقالي في حضرموت
الانتقالي الجنوبي باشر تحركاته منذ فترة، إلا أنه صعدها مؤخراً بشكل كثيف، منتشياً بما حققه من مكاسب في أبين وسقطرى، حيث أصدر الانتقالي في التظاهرة التي احتشدت إلى أمام مبنى ديوان المحافظة ومكتب البحسني، بياناً تضمن (8) مطالب هي كالتالي:
“- اعتماد الإدارة الذاتية في المحافظة وفقا لما جاء في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي.
– الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي، وتغليب مصلحة الشعب على أي مصلحة مرتبطة بحكومة منقسمة على نفسها، وتنشط في خلخلة الأمن والاستقرار في المحافظة.
– أن تكون اولويات الإدارة الذاتية في:
– وقف الصادرات من نفط المسيلة التي تنهبها حكومة الفساد وتحاربنا بها.
– إدارة الإيرادات ذاتيا ووضعها في حساب خاص باسم الإدارة الذاتية بالمحافظة.
– العمل على حل عاجل وإسعافي لمشكلة الكهرباء، ووضع خطة عمل استراتيجية مزمنة للحل الدائم.
– الإسراع في صرف رواتب النخبة الحضرمية وتحسين أوضاعها المعيشية لما يقوم به من الحفاظ على الأمن في المحافظة.
– تمكين النخبة الحضرمية من الانتشار على كل أراضي حضرموت، من خلال خطة دقيقة لتحرير الوادي من عصابات الإرهاب التي تستهدف تصفية كوادرنا الوطنية المدنية والعسكرية.
– الشروع في مكافحة الفساد بتشكيل فريق مؤهل وكفؤ مشهود له بالنزاهة، على أن ينجز مهامه وفق خطة مزمنة، ويعتمد الشفافية، والقانون والوثائق”.
البحسني محتجز بأبوظبي ويحاول تلافي تحركات الانتقالي
تظاهرة أنصار الانتقالي في حضرموت تتزامن مع غياب البحسني عن المحافظة الذي لا يزال مقيماً في العاصمة الإماراتية أبوظبي منذ عدة أيام، وسط أنباء تفيد بأن البحسني خاضع للإقامة شبه الإجبارية في أبوظبي وأن الأخيرة ترفض منحه تصريح مغادرة أبوظبي والعودة إلى حضرموت.
غير أن البحسني فيما يبدو يسعى لقطع طريق الانتقالي في حضرموت حيث عقد اجتماعاً متلفزاً بمسؤولي مديريات الساحل طالبهم بتوفير الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين الذين يتخذ منهم الانتقالي ومن مطالبهم المشروعة ذريعة لتأجيج الوضع في المحافظة النفطية وتحريك المياه وتكرار سيناريو عدن وأبين ولحج.
ضوء أخضر
التطورات الأخيرة تؤكد أن الانتقالي الجنوبي حصل على الضوء الأخضر من التحالف السعودي لبدء العمل على إسقاط حضرموت، أو على الأقل جس نبض الشرعية والإصلاح تحديداً بغية معرفة الأوراق التي سيستخدمها الإخوان في حضرموت لمواجهة الانتقالي.
وذلك ما حدث فعلاً، إذ أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت “رفع درجة الاستعداد القتالي في نطاق المنطقة العسكرية الأولى”، وهي المنطقة الصحراوية ووادي حضرموت المرتبطة حدودياً مع السعودية.
وعلم “المساء برس” من مصادر عسكرية لدى الشرعية أن قائد المنطقة العسكرية الأولى صالح طيمس أصدر تعميمات لكافة وحدات وألوية المنطقة العسكرية قضت برفع درجة التأهب والاستعداد القتالي.
المصادر العسكرية قالت إن توجيهات طيمس أتت بعد رصد تحركات إماراتية لإسقاط حضرموت بيد الانتقالي الجنوبي، مشيرة إلى أن التوجيهات أتت بالتزامن مع هجوم لأنصار الانتقالي في حضرموت والمعروفين بـ”المقاومة الجنوبية” استهدف قوات العسكرية الأولى حيث تطالب “المقاومة الجنوبية” بخروج قوات هادي من وادي حضرموت وتسليم المنطقة لأبنائها، في إشارة إلى تسليم السلطة والقيادة العسكرية لـ”الإدارة الذاتية للانتقالي”.
تعزيزات إماراتية للانتقالي
في إطار ذلك وتأكيداً لما أشرنا إليه سابقاً بشأن منح التحالف للانتقالي ضوءاً أخضر لبدء تحركاته في حضرموت، أكدت مصادر خاصة لـ”المساء برس” بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة النفطية.
وكشفت المصادر أن التعزيزات التي قدمتها الإمارات بشكل مباشر تشمل دبابات ومدرعات وأسلحة متنوعة وأنها وصلت إلى معسكر بارشيد الذي نقلت فيه أبوظبي على مدى فترات سابقة أعداداً كبيرة من عناصر الانتقالي من خارج حضرموت قادمين من الضالع ويافع تحديداً.
وحسب المعلومات فإن نطاق سيطرة معسكر بارشيد يتبع المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت البحسني وتسيطر على المديريات الساحلية لحضرموت، ورغم ذلك فإن “بارشيد” لم يعد خاضعاً عسكرياً لمنطقته العسكرية وبات محسوباً على الانتقالي والإمارات، وهو ما يرجح أن أول إعلان انقلاب عسكري في حضرموت سيكون من هذا المعسكر خصوصاً إذا ما استمرت الأوضاع على حالها في تصعيد التوتر هناك من ناحية وإذا ما استمرت أبوظبي باحتجاز البحسني لديها ومنعه من العودة إلى المكلا.