الضباط البريطانيون بمركز العمليات الجوية غادروا الرياض فجأة قبل الإعلان عن الهدنة باليمن
متابعات خاصة – المساء برس|
كشفت مجلة أمريكية عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الرياض إلى الإعلان عن هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، مشيرة إن الهدف من ذلك ليس تعاطفاً مع اليمن بسبب تفشي جائحة كورونا العالمية كما زعم بيان التحالف، بل لأسباب أخرى أهمها تطورات جديدة شهدتها الرياض وجعلتها غير قادرة على مواصلة الأعمال العسكرية بنفس الفعالية السابقة
وقالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحاجة إلى طريقة للخروج من اليمن دون الاعتراف بالهزيمة، وأن فيروس كورونا يمثل عذراً كافياً له للخروج من دون أن يبدو ذلك أنه استسلام وهزيمة أمام الحوثيين.
وكشفت المجلة التي نشرت تحليلاً للباحثة الأمريكية في معهد واشنطن للشرق الأدنى، آنالي سيلين، إن الرياض باتت تفتقر إلى الموارد، وأنها لم تعد قادرة على مواصلة المهام العسكرية التي كانت تنفذها باسم التحالف العسكري الذي تقوده، خاصة بعد أن غادر ضباط بريطانيون بشكل مفاجئ مركز العمليات الجوية السعودية في الرياض وهو المركز الذي يدير العمليات الجوية التي ينفذها التحالف في اليمن منذ خمس سنوات من الحرب.
وقالت المجلة إن “موظفي شركة الدفاع البريطانية (أنظمة بي اي إي) وهم المسؤولين عن القاذفات البريطانية الصنع التي تستخدمها السعودية في اليمن، غادروا بشكل مفاجئ مركز العمليات الجوية السعودي في الرياض بسبب مخاوف فيروس كورونا”، لافتة إلى إن ذلك قلل بشكل كبير من قدرة السعودية على تنفيذ عمليات القصف الجوي داخل اليمن.
وأضافت المجلة الأمريكية إن سببان آخران دفعا الرياض إلى إعلان هدنة لمدة أسبوعين، أولهما أن الرياض رأت أن إعلان الهدنة سيخلي مسؤوليتها عن تفشي وباء كورونا في اليمن أو تبعات ما سيحدث من انهيار داخل المجتمع اليمني بسبب انتشار الوباء في ظل عدم وجود إمكانيات صحية وفي ظل تقلص عدد المراكز الصحية في اليمن إلى النصف بسبب الحرب على اليمن وفرض الحصار.
أما السبب الآخر فقالت المجلة إنه يعود إلى تعاظم قدرة الحوثيين “أنصار الله”، الذين قالت المجلة إنهم “باتوا يمتلكون اليد العليا في الحرب باليمن وعززوا موقعهم العسكري في الأسابيع الأخيرة بسيطرتهم على أراضي محافظتي الجوف ومأرب شمالي البلاد واستعادوا معسكرات استراتيجية بينها أحد أهم المعسكرات الواقع على الحدود السعودية”.
وأشارت المجلة إلى سبب إضافي لإعلان الرياض الهدنة وهو تفشي وباء كورونا بشكل كبير في السعودية وخاصة بين أفراد العائلة الحاكمة الأمر الذي يجعل من ذلك تشتيتاً لجهود الرياض التي تتخوف من ارتفاع أعداد الحالات بشكل متسارع، في إشارة إلى أن الرياض بالكاد تركز جهدها لمواجهة كورونا لديها كأولوية مقدمة على مواصلة القتال في اليمن.
وعلى الرغم من إعلان السعودية وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتجديد بدأت منذ ظهر الخميس الماضي (أمس الأول) إلا أن العمليات العسكرية للتحالف لم تتوقف حتى الآن إذ أن قيادة قوات الشرعية الموالية للتحالف عقدت مساء الخميس الماضي (يوم بدء سريان الهدنة المعلنة) اجتماعاً عسكرياً ووجهت قواتها بتنفيذ التوجيهات التي تصلها بشأن العمليات العسكرية ومنها العمليات الهجومية التي تشنها بدعم جوي من التحالف السعودي في محافظة البيضاء وسط اليمن، كما استمرت السعودية في قصف مناطق شمال اليمن بغارات جوية معظمها تركزت في منطقة حرض بمحافظة حجة وغارات أخرى على الجوف والبيضاء.