إتفاق الثالوث(الأمريكي البريطاني الإماراتي):حزب الإصلاح مفتاح الوصول لثروات اليمن

تقرير-هاشم يحيى-المساء برس|

تحركات حثيثة للقوات الأمريكية والبريطانية في السواحل اليمنية الممتدة من بحر العرب جنوبا إلى البحر الأحمر غربا.
عمليات إنزال لقوات المارينز الأمريكي في جزيرة سقطرى تلتها عمليات إنزال أخرى في ميناء بلحاف النفطي بمحافظة شبوه استعدادا للسيطرة عليه وإقامة قواعد عسكرية في المحافظة تخدم التوجه الأمريكي الرامي إلى السيطرة على ثروات اليمن النفطية كما فعلت في العراق وسوريا بمبرر دعم المعارضة السورية ضد النظام السوري، وما لبثت تلك المعارضة حتى تحولت إلى جماعات إرهابية تعهدت أيضا الولايات المتحدة بالقضاء عليها.

الإمارات شريك أساسي
التحرك الأمريكي البريطاني لم يكن بمعزل عن تعاون الإمارات التي تلعب دورا أساسيا في تمهيد الأرضية للحضور الأمريكي وتطويع اليمن، وبنفس الأسلوب الذي اتبعته واشنطن في العراق وسوريا، يتم الأمر في اليمن حيث تعتبر الإمارات حزب الإصلاح جماعة إرهابية وتصنفه على أنه أحد فصائل تنظيم القاعدة، التي أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها على تطهير المنطقة منه، كما أن أسماء العديد من قيادات الشرعية وحزب الإصلاح مصنفين لدى الإدارة الأمريكية على أنهم مجرمون إرهابيون مطلوبون للعدالة، كما هو الحال مع عبدالوهاب الحميقاني والذي أعلن البيت الأبيض في ديسمبر 2013 فرض عقوبات عليه وضم اسمه إلى لائحة «داعمي الإرهاب» بتهمة نصرة تنظيم القاعدة.

حزب الإصلاح هو القاعدة

أسماء لقيادات في حزب الإصلاح منهم الحسن أبكر، رئيس الحزب في محافظة الجوف، والقيادي في مأرب عبدالله الزايدي، ومحافظ البيضاء السابق نايف القيسي، وخالد العرادة، شقيق محافظ مأرب سلطان العرادة وقائد حراسة الجنرال علي محسن الأحمر، هؤلاء أصدرت الخزانة الأمريكية بيانا اعتبرتهم فيه مطلوبين للعدالة باعتبارهم أعضاء في تنظيم القاعدة التي تعتبره الولايات المتحدة خطرا على الأمن القومي الأمريكي ومصالحه في مختلف مناطق العالم، على الرغم من ازدواجية نظرتها لهذا التنظيم الذي عقد معه سيد البيت الأبيض الأمريكي دونالد ترامب قبل أسبوع اتفاقية في العاصمة القطرية الدوحة بمقتضاها ينسحب الجيش الأمريكي من أفغانستان معقل حركة طالبان المصنفة أمريكيا أيضا على أنها تنظيم إرهابي.

الجيش الأمريكي ينسحب من أفغانستان


وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان جاء بعد تخطيط مسبق، وقد كشف ترامب عن بعض تفاصيله في حديث له مفاده أن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان لا يعود على الولايات المتحدة بأي نفع، ولهذا كان القرار بأن يتم سحب الجيش الأمريكي من منطقة لا فائدة منها إلى منطقة أخرى غنية بالثروات التي لا حصر لها، ويتم ذلك تدريجيا بنقل مئات الجنود من أفغانستان إلى اليمن التي استقبلت يوم أمس الأول الثلاثاء دفعة ثانية في عدن وشبوة يصل قوامها في عدن وفقا لمصادر محلية إلى 450 مجندا أمريكيا، سيستقرون في قاعدة العند التي تم تجهيزها لهم في الفترة الماضية.
وعودا على مسار السيطرة على ثروات اليمن لا سيما في جنوبه فإن ما يؤكد هذا المسار الذي تنتهجه الإمارات والولايات المتحدة ما قامت به طائرات أمريكية بدون طيار بإسقاط منشورات على كل من حضرموت وشبوه والبيضاء تدعو فيها اليمنيين التعاون معها لإلقاء القبض على من وصفتهم بالإرهابيين مقابل مكافأة مالية كبيرة.

التخطيط ليس طارئا

وليست هذه التحركات وليدة الساعة وإنما سبقها تحركات مماثلة منذ أن أعلن التحالف بدء عملياته في اليمن والتي زادت اليوم بسبب الصراع بين الشرعية وحزب الإصلاح من جهة والانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات من جهة أخرى لا سيما في محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز حيث تتصاعد حدة التوتر فيها بين الطرفين وأصدر المجلس الانتقالي أو ما يسمى بقوات المقاومة الجنوبية التابعة له في محافظة شبوة يوم الأحد الماضي بيانا أكد فيه أنه سيعمل على اجتثاث من وصفهم بـإرهابيي ”الإخوان” الإصلاحيين لتدخل المحافظة فصلا جديدا من الصراع، الذي أوجده الأمريكيون ليكون مبرر لهم في التواجد في المحافظة تحت غطاء القضاء على الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الذي سيلعب دوره هذه المرة حزب الإصلاح مباشرة.

استراتيجية ناجحة

هذه الاستراتيجية وعلى قدمها وكثرة استخدامها غير أنها بالإضافة إلى كونها ناجحة ، غير أنها أيضا أثبتت مدى غباء العرب وارتهان أغلب القيادات السياسية العربية لتلك الاستراتيجية، واليمن لم يشكل استثناءا من ذلك الغباء والارتهان فيما عدا أغلب الجزء الشمالي منه الذي رفض أن يكون أحد أدوات تلك الاستراتيجية السمجة، وفضل مواجهة العالم على أن يتحول إلى لعبة بيد القوى العالمية التي لا يهمها شرعية ولا أي حق للجنوبيين، ومن المفارقات العجيبة أن هذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسخر منه عندما تحدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل أن ينصب رئيسا للولايات المتحدة حيث قالها صراحة أن من لا يعرف  سبب تدخل السعودية في اليمن فهو ليس ذكيا بالدرجة الكافية وعليه مغادرة القاعة، لأن السعودية تلهث وراء ثروات اليمن ونفطها الذي تشترك فيه البلدان في حدود طويلة وممتدة.

ولأن السعودية لم تمتلك قيادة سياسية ذكية وتم اختزالها في شخص متهور وغبي كمحمد ابن سلمان، بما اقترفه من هفوات شنيعة وبما تلقاه موالوه المحليون “الشرعية”من هزائم منكرة، كانت الإمارات الخيار الأفضل لمواصلة الدور في تهيئة الأرض اليمنية لهيمنة بريطانيا وأمريكا، وهو الأمرالذي نجحت فيه نجاحا كبيرا، ماجعل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تبدأ خطوات جريئة لدخول اليمن واحتلاله بشكل مباشر بمساعدة الإمارات، وغطاء القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي الذي سيمكن من يدعون أنهم يمثلونه من السلطة وسيمنحون شرعية دولية بضغط أمريكي.

قد يعجبك ايضا