من الذي استهدف #مخزن_الإصلاح_الاستراتيجي_من_السلاح بمعسكر صحن الجن بمأرب
#المساء_برس – تقرير: يحيى محمد
ضربة جديدة يتلقاها الإصلاح والشرعية في عمق مناطق سيطرتهما العسكرية، هذه المرة استهدفت الضربة المخزون الاستراتيجي من الأسلحة والذخائر التابعة للإصلاح في مأرب والتي كانت موجودة في معسكر صحن الجن.
حتى اللحظة لم يتبين ما إذا كانت قوات صنعاء هي من استهدفت المخازن ودمرت المخزون الاستراتيجي من السلاح التابع للإصلاح والشرعية بمأرب، فعلى الرغم من أن قوات صنعاء تعلن في كل مرة تقوم فيها باستهداف خصومها من الشرعية والتحالف السعودي الإماراتي إلا أنها لم تعلن وتتبنَ هذه الضربة، وهو ما يطرح التساؤل حول الجهة التي استهدفت المعسكر وهل تأتي هذه الضربة في سياق الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له الشرعية وقياداتها العسكرية والإصلاحية وهل تأتي أيضاً هذه الضربة لتصطف مع ضربات سابقة تلقتها الشرعية في عقر تمركزها من قبل التحالف السعودي والتي كان آخرها ضرب معسكر الاستقبال الذي كانت تتواجد فيه ألوية الحماية الرئاسية التي كانت تتأهب لمغادرة مأرب والعودة إلى عدن مقرها الرئيسي والتي سقط على إثرها أكثر من 111 قتيلاً و100 جريح؟.
لا تزال المعلومات سطحية وغير مكتملة بشأن الاستهداف الأخير، كما أن قوات الشرعية لم تصدر أي بيان بشأن ما حدث حتى الآن، وحتى وإن أعلنت فإن من المحتمل أن تلصق التهمة بقوات صنعاء كما جرت العادة وكما حدث مع ضرب ألوية الحماية الرئاسية والتي أعلنت جهات بوزارة الدفاع التابعة للشرعية أن الضربة كانت “بصاروخ باليستي وطائرات مسيرة حوثية” في حين تبين أن ما حدث كان قصفاً جوياً من قبل طيران التحالف باعتراف وزير داخلية الشرعية بنفسه احمد الميسري على قناة الجزيرة القطرية قبل عدة أيام.
وبالمحصلة سيبقى التساؤل مطروح حول الطرف الذي استهدف مخزون السلاح الاستراتيجي للإصلاح بمأرب يوم أمس الإثنين، وهنا يمكن قراءة المشهد والتنبؤ بالطرف الذي استهدف المعسكر إذا ما تتبعنا حجم الاستفادة التي قد يستفيدها هذا الطرف أو ذاك.
في كل مرة يتعرض الإصلاح أو قيادات الشرعية العسكريين لضربة عسكرية تتجه الأنظار نحو الإمارات الخصم اللدود والأول للإصلاح في اليمن، ومن المحتمل جداً أن تكون الإمارات هي من ضربت مخزون السلاح الاستراتيجي للإصلاح بمأرب خاصة إذا ما قرنا ذلك مع التطورات العسكرية التي تشهدها محافظة شبوة جنوب اليمن والتي يصعد فيها الانتقالي بدعم إماراتي سعودي معاً ضد الإصلاح والشرعية هناك، بالتالي فإن احتمال أن تكون الإمارات هي من ضربت المعسكر وارد جداً بل إنه الاحتمال الأقوى وذلك كي تمنع الإمارات الإصلاح من استخدام هذا السلاح لتعزيز قدرات قواته العسكرية المرسلة إلى شبوة لمواجهة الانتقالي الجنوبي.
الاحتمال الآخر هو أن السعودية هي من استهدفت المعسكر، وهدفها في ذلك توجيه ضربة استباقية للإصلاح وقوات صنعاء قبل أن يحدث ما لا تريده السعودية ألا وهو “الاتفاق بين قيادة صنعاء وسلطان العرادة على تسليم مأرب سلمياً ودون قتال ولو بدون إعلان رسمي”، وهنا يمكن القول إن الرياض لديها معلومات مؤكدة أن هناك تقدم في المفاوضات غير المعلنة بين مأرب وصنعاء وأن ما كان مجرد شائعات وتسريبات إعلامية أصبح حقائق ومعلومات استخبارية حقيقية، ولهذا يعتقد المراقبون إن الرياض قررت حرمان قوات صنعاء من السلاح الذي بحوزة الإصلاح في مأرب قبل تسليمهم المدينة والذي سيحصلون عليه بشكل مباشر، فإذا ما تم الاتفاق بين الطرفين بدون رضا السعودية تكون على الأقل قد ضمنت عدم وصول هذا السلاح إلى قوات صنعاء.
الاحتمال الأخير وهو الأضعف، يقضي بأن قوات صنعاء هي من استهدفت المخازن ولم تعلن عن العملية كإجراء عسكري وللجانب العسكري في ذلك حساباته الخاصة والمعينة التي لا يكشفها، لكن هذا الاحتمال لا يمكن بناؤه إلا على توقعات بأنه لا وجود لمفاوضات بين الطرفين – أي صنعاء ومأرب – وأن صنعاء لديها معلومات عسكرية أن الإصلاح والشرعية والتحالف يسعون لاستئناف القتال في مأرب كمحاولة لاستعادة ما خسروه من مناطق واسعة في صرواح، على الأقل إبعاد قوات صنعاء عن أبواب مدينة مأرب التي يمكن أن يدخلوها في أي لحظة تصدر لهم التوجيهات من القيادة، ولهذا فإن احتمال أن تكون صنعاء هي من استهدفت المعسكر والمخازن لوأد أي خطط عسكرية للهجوم على قواتها من البداية، لكن هذا الاحتمال يبقى ضعيفاً جداً نظراً لأن المعلومات المسربة تؤكد أن بين صنعاء ومأرب مفاوضات غير معلنة وأن مأرب أرسلت مفاوضين إلى صنعاء لوضع نقاط الاتفاق تمهيداً لتسليم المدينة، وتكمن قوة هذه المعلومات في كون من يسربها هي وسائل إعلام مقربة ومحسوبة على المكنة الإعلامية للإصلاح ومنها قناة بلقيس، ما يعني أنه ليس من مصلحة صنعاء ضرب مخزن السلاح الذي سيكون ملكاً لهم عاجلاً أم آجلاً.